نحتاج إلى شيء أكثر أناقة من أجهزة الرأس المعاصرة الخاصة بالواقع الافتراضي VR، حتى يتحوّل الميتافيرس إلى جزءٍ من حياتنا اليومية. ونحلم اليوم بأجهزة تشبه النظارات العادية حتى نعيش تجربةً رقمية دائمة العرض.
لكن الحقيقة المرة تقول إن المعالجات كثيفة استهلاك الطاقة، والبطاريات السميكة، تحتاج لتوفير مساحةٍ إضافية أو التضحية ببعض الخصائص.
وتؤمن شركة Ixana حديثة العهد بأنها عثرت على طريقة لبناء الجيل الجديد من الأجهزة الشخصية، التي ستكون أكثر كفاءةً في استهلاك الطاقة من أجهزة الرأس التي نعرفها اليوم، بحسب موقع Coin Desk الأمريكي.
وكشفت الشركة النقاب عن منصة للمطورين خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2023، حتى تتمكن الشركات الأخرى من بناء تطبيقات لتلك التقنية. وتتمثل خلاصة ابتكار الشركة في اكتشافها طريقةً جديدة لنقل المعلومات، وذلك عبر جسم الإنسان نفسه.
ولا نتحدث عن الجسم تحديداً هنا، بل عن المجال الكهرومغناطيسي المحيط به؛ إذ تحمل تقنية الشركة اسم واي-آر Wi-R، وتعتمد على قدرة الجسم الطبيعية على العمل كموصل كهربائي؛ حيث يستطيع الجهاز المحمول أو الملبوس أن ينقل البيانات عبر ذلك المجال بكفاءة مذهلة. وتزعم الشركة أنها تستخدم جزءاً من المئة من الطاقة المستخدمة عادةً في الاتصالات اللاسلكية التقليدية، مثل الواي-فاي والبلوتوث.
ويُعَدُّ الميتافيرس بمثابة عالم رقمي غامر يتكون عند مزج الواقع الافتراضي، مع الواقع المعزز، مع الإنترنت.
وتتمثل الفكرة في أن يكون هاتفك الذكي داخل جيبك لإمداد جهاز الرأس على وجهك بالطاقة، عن طريق بطاريته الضخمة ومعالجه قوي الأداء، حتى تنتقل جميع البيانات فوق سطح جسمك دون أن تشعر بشيء. وأفادت الشركة بأن تقنية الواي-آر تستطيع بث أربعة مقاطع فيديو مضغوطة عالية الدقة في آنٍ واحد.
بينما قال شرياس سين، الشريك المؤسس والرئيس التقني في الشركة: “يحاول الجميع تكديس عمليات الحوسبة داخل نظارات الواقع الافتراضي. ويحتاج ذلك الأمر لكميات مهولة من الطاقة، ولهذا تبدو النظارات ضخمة. بينما نتصور أن يشهد المستقبل توافر تقنيةٍ ما تحيط بك من كل مكان، لتمنحك قدرة مشابهة عبر شبكة موزعة حول جسمك”.
وجرب موقع Coin Desk الأمريكي تقنية الواي-آر على هامش معرض الإلكترونيات الاستهلاكية؛ حيث ارتدينا زوجاً من سماعات الرأس التي تحتوي على رقاقة واي-آر، وعندما قربنا يدنا من هاتف خلوي خاص، تمكنا من سماع صوت الموسيقى التي يشغلها الهاتف بوضوح. وكانت الموسيقى تتوقف كلما أبعدنا يدنا عن الهاتف. وسيبدو لك الأمر عادياً حتى تكتشف أن الهاتف وسماعة الرأس لا يربط بينهما أي اتصال لا سلكي على الإطلاق؛ إذ تنتقل البيانات بالكامل عبر المجال الكهرومغناطيسي لجسم الإنسان.
وتريدك الشركة أن تتخيل اتصال الواي-آر وهو ينقل أي نوع من البيانات مثل مقاطع الفيديو، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وأكثر. وتصوّر جميع الأشياء التي ترتديها وهي تتحدث إلى بعضها البعض باستمرار دون استخدام موجات الراديو، بدايةً بالساعة الذكية ووصولاً إلى النظارات الشمسية. ويعرض مقطع الفيديو التالي الفكرة في بعض السيناريوهات التخيلية:
مع ذلك، توجد بعض المشكلات التي لا تستطيع تقنية الواي-آر حلها بالطبع؛ إذ ليست مشكلة حجم بعض التقنيات القابلة للارتداء مقتصرةً على البطاريات والمعالجات فقط، لأن الشاشات وتقنية اللمس تحتاج لطاقة كبيرة، ولا يمكنك وضع بطارية في مكانٍ ما من جسمك ببساطة. كما يجب التفكير في جميع تداعيات الأمن والسلامة المرتبطة بانتقال البيانات حول الجسم. وهناك جدلٌ قائم لا ينتهي حول ما إذا كانت إشعاعات الهاتف الخلوي ضارةً أم لا. وفي حال انتشرت تقنية الواي-آر، فمن المؤكد أنها ستثير المشككين في أمرها تحديداً.
وتحدث سين بصراحة عن العقبات المستقبلية؛ حيث قال إن ظهور التقنية على أي جهاز للمستهلكين يحتاج لفترة تتراوح بين عامين وأربعة أعوام على الأقل، بينما يحتاج تبنيها في الهواتف الذكية إلى ما يتراوح بين 4 و5 سنوات، وذلك في حال حققت التقنية النجاح من الأساس.
لكن إصدار عدة المطورين بسعر 999 دولاراً يمثل خطوةً تخرج بالفكرة من نطاق إثبات المفهوم. ويقول سين إن الشركة تحظى بدعم بعض الأسماء الكبرى مثل سامسونغ. وفي حال تبني تقنية الواي-آر على نطاقٍ واسع، سيصبح شكل الميتافيرس في المستقبل مختلفاً للغاية عن يومنا هذا. وربما يبدأ التركيز على فكرة بناء نظارات واقع معزز قوية حينها، بعد أن ظلت الفكرة حلماً يراود صناعة التقنية لوقتٍ طويل.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.