أبرز النساء اللاتي أسهمن في صناعة التشفير خلال عام 2022

شهد عام 2022 استمراراً لصعود المفاهيم القائمة على البلوكتشين، مثل التمويل اللامركزي، والألعاب اللامركزية، والرموز غير القابلة للاستبدال، والجيل الثالث للويب. لكن الجدير بالذكر أن بعض المشروعات التي ازدهرت خلال عام 2022 كانت تحت قيادة نساء، ما يمثل مؤشراً جيداً على التقدم داخل قطاعٍ يُهيمن عليه الرجال.

ولا شك أن المشاركة المتزايدة من النساء في مجال العملات المشفرة تُعد مؤشراً على زيادة الشمولية والنضج في هذا القطاع، ما يشجع على التنويع واعتناق الأفكار التي تعني الكثير بالنسبة للمجموعات الفرعية منقوصة التمثيل وسط السكان.

ومن هذا المنطلق، حققت مجموعة من النسوة البارزات مستويات غير مسبوقة من الإنجاز في صناعتي البلوكتشين والعملات المشفرة خلال عام 2022. وجاء ذلك الإنجاز بفضل طموحهن، وابتكارهن، ومهاراتهن القيادية، وتفانيهن.

وحظي موقع Cointelegraph الأمريكي بفرصة التحدث إلى نظيرة صديقوفا، المستثمرة المخاطرة ومستشارة عمليات الدمج والاستحواذ في الجيل الثالث للويب. وأكدت نظيرة على ذلك التطور الإيجابي، كما أشارت إلى وجود فئة جديدة من النساء الأصغر من 30 عاماً اللاتي بدأن في وضع بصمتهن في الصناعة.

وأردفت: “نلحظ معدلات مرتفعة من النساء الذكيات والموهوبات الأصغر من 30 عاماً، ومنهن ناستيا موروز (المتخصصة في دورات استثمار وتداول العملات المشفرة للنساء)، وداريا لوموفا (المستشارة الفنية وأمينة معارض الفن الرقمي)، وستيلا فرياسي (مقدمة بودكاست ومنظمة فعاليات للعملات المشفرة)، وغيرهن. ونجح هذا الجيش، المؤلف من شخصيات شديدة الجرأة، في تغيير السوق وتدشين اتجاهات وفرص جديدة للنساء، اللاتي لم يتحلين بالشجاعة الكافية لدخول صناعة التشفير من قبل”.

ونرصد في ما يلي عدداً من النساء اللاتي قدمن إسهامات بارزة في صناعة التشفير عام 2022.

إليزابيث ستارك

إليزابيث هي الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمعامل Lightning Labs، وتُعَدُّ من أوائل المؤيدين لحلول توسع البلوكتشين. وتتخصص شركتها في تطوير منتجات شبكة لايتنينغ Lightning Network، التي تُتيح للمستخدمين إجراء معاملات البيتكوين (BTC) بكفاءةٍ أكبر. وتُمثل شبكة لايتنينغ أحد حلول التوسع من الطبقة الثانية، حيث تسمح للمستخدمين بإجراء معاملات البيتكوين بسرعة وبتكلفةٍ أقل من المعاملات التي تجري على السلسلة الرئيسية.

وتقدم شركتها سلسلة من الخدمات الإضافية التي ترتبط بشبكة لايتنينغ في الأغلب، بما في ذلك الخدمات عالية الكثافة للمدفوعات متناهية الصغر. وتحقق ذلك عن طريق عملية توجيه ثنائية الاتجاه للمدفوعات متناهية الصغر، التي تسمح بمعالجة المعاملات بسرعةٍ أكبر، مما يساعد في تقليل رسوم المعاملة.

وبعيداً عن كونها رئيسةً لشركة بلوكتشين، تعمل إليزابيث زميلةً في منظمة Coin Center غير الربحية الرائدة، التي تنخرط في القضايا المرتبطة بسياسة العملات المشفرة. وتعمل أيضاً مستشارة في شيا Chia، شركة العملات المشفرة التي تدير بروتوكول تعدين العملات المشفرة الفريد والقائم على مفاهيم إثبات الوقت والمساحة. ويسمح نظام الإجماع الخوارزمي للمستخدمين بتخزين أرقام عشوائية داخل مساحات التخزين الرقمي، مثل الأقراص الصلبة HDD أو أقراص التخزين ذات الحالة الثابتة SSD.

ويتمتع المستخدم الذي يمتلك مساحة تخزين كبيرة بفرصٍ أعلى في الحصول على عائد. وتتمثل ثورية هذا المفهوم في أنه ليس قائماً على الأداء، ولا يستهلك طاقة الحوسبة بكثافة، بل يعتمد على إرسال الاستعلامات الرقمية. وبالتالي سنجد أن معدل استهلاك الشبكة للطاقة أقل بمئات المرات من أنظمة إثبات العمل التقليدية، مثل شبكة البيتكوين.

وعملت إليزابيث محاضِرةً في جامعتي ستانفورد وييل قبل أن تصبح رائدة أعمال في مجال التشفير، حيث كانت تُعلم التلاميذ خبايا شبكات النظير إلى نظير.

يُذكر أن البنية التحتية التي طورتها شركتها لشبكة لايتنينغ قد جرى تعديلها لمواكبة مجموعة متنوعة من الاستخدامات خلال عام 2022، بما في ذلك الدعم العابر للقارات لمعاملات تحويل البيتكوين إلى عملات نقدية.

كاثلين بريتمان

كاثلين هي الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذي لشركة Dynamic Ledger Solutions، وخريجة جامعة كورنيل.

ويُذكر أن شركة Dynamic Ledger Solutions هي المطوّر المسؤول عن بروتوكول بلوكتشين تيزوس Tezos القائمة على نظام إثبات الحصة. وجرى تصميم التيزوس لحل العديد من أوجه القصور التي تعاني منها شبكة البيتكوي،ن وغيرها من شبكات العملات المشفرة المبكرة، مثل محدودية قدرات التوسع وارتفاع رسوم الشبكة. وتُعَدُّ عملة التيزوس (XTZ) الأصلية على الشبكة من بين أشهر 50 عملة مشفرة في العالم حتى الآن، برأس مال سوقي يجاوز الـ700 مليون دولار.

وقبل انخراطها في عالم التشفير، عملت كاثلين كمساعدة استراتيجية في شركة الخدمات المالية الرائدة R3. كما تولت عدة مناصب قيادية في عددٍ من الشركات البارزة مثل Bridgewater Associates، وAccenture، وصحيفة Wall Street Journal الأمريكية.

وحمل عام 2022 تحديات كبيرة لشركتها التيزوس، نتيجة انهيار سوق التشفير الذي شهد هبوط الكثير من العملات المشفرة على خلفية تراجع معنويات المستثمرين. لكن كاثلين استحقت الثناء مع فريقها لاتخاذهم سلسلةٍ من القرارات الاستراتيجية المتبصرة، التي من المفترض أن تمهد الطريق أمام نجاح شركتها على المدى البعيد.

وتشمل تلك القرارات إدراج عملة التيزوس في منصة كوين بيس Coinbase باليابان خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، وهي خطوة من المتوقع أن تزيد استخدام العملة في السوق الآسيوية الناشئة.

ملتم ديميرورس

ملتم هي رئيسة الاستراتيجية في مجموعة CoinShares، شركة استثمارات الأصول الرقمية الرائدة التي تدير أصول مستثمرين بقيمة تتجاوز الـ4 مليارات دولار. وتسعى المجموعة لخفض حواجز دخول المستثمرين المتطلعين للاستثمار في الأصول الرقمية.

وتشرف ملتم على العمليات اليومية للشركة من مقرها في نيويورك. وتشغل كذلك منصب مديرة مجلس إدارة CoinShares، وهو المنصب الذي يُتيح لها قيادة استراتيجية المشاريع الخاصة بالشركة. وقبيل عملها في CoinShares، كانت ملتم تشغل منصب نائبة رئيس Digital Currency Group. وتُعَدُّ Digital Currency Group شركة استثمار مخاطر تمتلك شركات فرعية تشمل Foundry، وGrayscale Investments، ومنصة لونو Luno.

ويُنسب لها الفضل لإسهامها في نمو شركتها على مر السنوات، باعتبارها رئيسة الاستراتيجية في الشركة. حيث ارتفع إجمالي أصول منتجات الاستثمار المتداول الخاضعة لإدارة شركتها من 2.67 مليار دولار في يونيو/حزيران 2021، إلى 4.13 مليار دولار في 31 مارس/آذار 2022.

نيها نارولا

نيها هي مديرة مبادرة Digital Currency Initiative، التي تُعَدُّ من مجتمعات الأبحاث التابعة لمعمل وسائط معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وبنت بعض الحلول وقواعد البيانات لتوسع البلوكتشين أثناء إتمامها لدرجة الدكتوراه في علم الحاسوب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ما أكسبها التقدير في هذا المجال.

وتمحورت جهودها حول البلوكتشين، فضلاً عن انخراطها في الدعاية لتبني البلوكتشين وأنظمة الدفع المبتكرة بالعملات المشفرة. وساعدتها تلك الجهود في حصد مئات الآلاف من المتابعين بمرور السنين، وأصبحت من المتحدثين الموقرين في المسائل المتعلقة بالتقنيات اللامركزية.

ولا شك أن مهارات التواصل المفوّه التي تتمتع بها نيها، وخاصةً عند شرح مفاهيم التشفير والبلوكتشين المعقدة، أتاحت لها فرصة الحديث أمام جماهير بارزة مثل المشرعين الأمريكيين.

حيث سبق استدعاؤها لمساعدة أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في فهم طريقة عمل العملات الرقمية، ولماذا يجب عليهم أن ينظروا في مسألة العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC. وتعمل حالياً مع عدة مؤسسات مالية من أجل إنشاء عملات رقمية، وتقييم مدى تأثيرها وعمليتها في الاستخدام اليومي. وتشمل قائمة عملائها بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن.

بيريان بورينغ

تحمل بيريان درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة فلوريدا. وأسست جماعة الضغط السياسي Chamber of Digital Commerce، التي تعد أكبر اتحاد تجاري يهتم بصناعة البلوكتشين تحديداً في العالم. وتنصب مهمة المنظمة على الترويج لتبني التقنيات والعملات الرقمية القائمة على البلوكتشين. كما تعمل المنظمة على خلق بيئةٍ ترعى النمو، والاستثمار، والابتكار في الصناعة.

وتظهر بيريان في منصات الوسائط المالية بانتظام من أجل مناقشة موضوعات العملات الرقمية والبلوكتشين. وقبل انخراطها في صناعة العملات المشفرة، عملت كمذيعة تلفزيونية في برنامج Prime Interest المالي الذي تجاوز عدد مشاهديه الـ600 مليون مشاهد.

وفي عام 2022، دعت إلى تبني العملات المشفرة والبلوكتشين بقوة، وانتقدت سلسلةً من السياسات التمييزية مثل حظر تعدين العملات المشفرة الأخير في ولاية نيويورك.

أمبر بالدت 

أمبر هي الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية في Clovyr، شركة البلوكتشين المهتمة بتطوير أدوات متنوعة يمكن استغلالها لتعزيز قابلية استخدام التطبيقات اللامركزية.

كما تعمل أمبر عضوةً في مجلس إدارة مؤسسة زد كاش Zcash Foundation، المنظمة الخيرية التي تطور البنية التحتية لشبكات البلوكتشين المرتكزة على الخصوصية. وتلبي المؤسسة احتياجات مستخدمي شبكة زد كاش المشفرة في المقام الأول.

وقبل إطلاق مشروع البلوكتشين الخاص بها، عملت أمبر لحساب مصرف JPMorgan كمشرفة على تطوير منظومة البلوكتشين في المصرف، التي حملت اسم “كوروم Quorum”. وتركت أمبر المصرف عام 2018 لتأسيس Clovyr، التي أسستها بالشراكة مع باتريك نيلسون. وكان نيلسون من المطورين الرئيسيين لمشروع كوروم أيضاً.

من نجاح إلى نجاح

تُعتبر زيادة مشاركة النساء في صناعة التشفير أمراً مهماً، لأنها تحسن الشمول والتنوع في القطاع. علاوةً على أن الإمكانات المهولة لأسواق البلوكتشين والعملات المشفرة تُتيح فرصاً فريدة لتمكين النساء.

وفي 2022، نجحت عشيرة من النسوة الحازمات في ترك بصمتهن على القطاع وتولين دفة تحسين مكانة المرأة في مجال التشفير. ومن المرجح أن يشجع هذا الاتجاه مزيداً من النساء على الانضمام إلى حركة التشفير، وتغيير الرواية التي تُصوّر الصناعة على أنها خاضعة لهيمنة الذكور.