عاش مستثمرو العملات المشفرة عاماً صاخباً، شهد انهيار رأس المال السوقي الإجمالي للعملات المشفرة من 2.2 تريليون دولار في مطلع 2022، إلى نحو 850 مليار دولار فقط في ديسمبر/كانون الأول. ولا شك أن تآكل القيمة الحاد هذا قد جاء نتيجة عدة حالات إفلاس كبرى وقعت خلال العام.

إذ انفجرت منظومة تيرا Terra بالكامل مع انهيار عملتي تيرا (LUNA) ودولار تيرا (UST). ثم جاء انهيار Three Arrows Capital في أعقاب ذلك الحدث المفاجئ، قبل أن تأتي الضربة الأخيرة بتزاحم المستثمرين على منصة إف تي إكس FTX لسحب أموالهم وانهيارها في النهاية. وأدت تلك الأحداث المتتالية إلى إشعال أزمة سيولة وائتمان، ويبدو أنها ألحقت أكبر قدرٍ من الضرر بصناعة التشفير.

وتختبر السوق الهبوطية المطولة صبر المستثمرين عادةً، لكنها تُوفر لهم في الوقت ذاته أفضل الفرص لشراء العملات المشفرة ذات الأصول السليمة بأسعارٍ أقل. ويستطيع المستثمرون الأذكياء الذين يسبحون عكس التيار ويستثمرون في أوقات الذعر أن يحققوا أكبر استفادة، وذلك عندما ينعكس مسار الهبوط بنهاية المطاف.

وتُعَدُّ السوق الهبوطية وقتاً مثالياً لبناء المحافظ الاستثمارية، لكن المتداولين يميلون إلى ارتكاب الخطأ بشراء العملات التي انهارت قيمتها أكثر من غيرها، أملاً منهم في أن تسترد مجدها السابق بالطبع، لكن آمالهم لا تتحقق في غالب الأحوال، لأن كل سوق صعودية تقودها مجموعة جديدة من العملات، وعادةً ما تكون الريادة في السوق الصعودية للعملات التي كانت أكثر صموداً أثناء الانهيار، أو التي انتعشت سريعاً من قاعها.

ولنلق نظرةً على خمس عملات مشفرة تبدو واعدةً في عام 2023، بحسب موقع Cointelegraph الأمريكي.

زوج البيتكوين (BTC)/التيثر (USDT)

من المستبعد أن تبدأ سوق العملات المشفرة مرحلة الصعود الجديدة قبل أن تتمكن عملة البيتكوين من عكس مسارها. وعاشت عملة البيتكوين فترة هبوط قوية خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن مؤشر القوة النسبية يُشكل انحرافاً صعودياً إيجابياً في الوقت الحالي، ما يُشير إلى أن الزخم الهبوطي ربما يضعف الآن.

لكن الانحراف الإيجابي يجب أن يأتي مع حركة سعرٍ مناسبة، من أجل التأكيد على تغيير اتجاه العملة.

ولا شك أن أول مؤشرات القوة سيتمثل في حدوث اختراق، ثم الإغلاق أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً عند مستوى 19,870 دولاراً. ومن المحتمل أن يصعد زوج البيتكوين/التيثر عندها إلى مستوى الـ25,211 دولاراً، ليواجه المضاربين على الانخفاض هناك مجدداً.

وإذا هبط السعر من ذلك المستوى ثم ارتد عن المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً، فسوف يصبح لدينا مؤشر على تغيير مشاعر المستثمرين، وتخليهم عن البيع عند الارتفاع، واتجاههم إلى الشراء عند الانخفاض. وربما يؤدي ذلك إلى احتمالية تحقيق اختراق أعلى مستوى الـ25,211 دولاراً.

وربما تنجح العملة بعدها في الارتفاع إلى مستوى المتوسط المتحرك البسيط لـ50 أسبوعاً، عند 28,156 دولاراً. ويُعتبر ذلك المستوى من المستويات الأساسية للمضاربين على الانخفاض، لأن اختراقه سيعني بداية اتجاهٍ صعودي جديد. وربما يواجه المضاربون على الانخفاض عقبةً صغيرة قرب مستوى الـ32,400 دولار، لكن زوج التداول سيجتاز ذلك المستوى على الأرجح لينطلق في اتجاه مستوى الـ50 ألف دولار.

ورغم ذلك، ربما يستمر الاتجاه الهبوطي في حال تعرض السعر للرفض عند المستويات الحالية أو عند المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً، حيث سيكسر مستوى الـ15,476 دولاراً. وسيلتقي بالدعوم الرئيسية التالية بعدها عند مستويي 12,500 دولار و10,000 دولار.

ويجري تداول العملة حالياً أسفل مستوى الكسر البالغ 17,622 دولاراً منذ عدة أيام، لكن المضاربين على الهبوط فشلوا في استغلال ذلك الأمر واستئناف الاتجاه الهبوطي، ما يُشير إلى أن عمليات البيع تضعف عند مستويات السعر المنخفضة.

وأصبح المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يوماً مسطحاً عند مستوى 17,021 دولاراً، بينما اقترب مؤشر القوة النسبية من نقطة المنتصف، ما يُشير إلى احتمالية فقدان المضاربين على الهبوط لسيطرتهم.

وإذا نجح المشترون في دفع السعر لتجاوز المقاومة أعلاه، فسوف يعطينا ذلك الأمر مؤشراً على تغيير محتمل في اتجاه السوق. وسيأتي التأكيد بعد أن يقلب المضاربون على الصعود مستوى الـ17,622 دولاراً إلى دعم. ما قد يمهد الطريق أمام الصعود في اتجاه مستوى الـ25,211 دولاراً.

زوج الإيثريوم (ETH)/التيثر

تعيش عملة الإيثريوم فترة هبوط قوية، لكن الميزة الإيجابية البسيطة تكمن في أنها بدأت تعثر على الدعم قرب مستوى الـ1,000 دولار. فضلاً عن أن جولات الصعود المتكررة باتجاه المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً (1,428 دولاراً) تُشير إلى حالات شراء متفرقة بواسطة المضاربين على الصعود.

وتعرضت ثلاث جولات صعود للرفض عند المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية. بينما فشل المضاربون على الهبوط في سحب سعر الإيثريوم إلى القاع المسجلة في يونيو/حزيران عند مستوى الـ881 دولاراً، ما يُشير إلى أن المتداولين يشترون عند القيعان اليوم.

وإذا ضغط المضاربون على الصعود وحافظوا على بقاء السعر أعلى مستوى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً، فربما يضطر المضاربون على الهبوط إلى تغطية مراكز البيع على المكشوف. ما قد يُؤدي إلى صعود باتجاه المقاومة التالية عند مستوى الـ2,030 دولاراً. ويُذكر أن المتوسط المتحرك البسيط لـ50 أسبوعاً سيكون قريباً عندها، ما يعني أنه ربما يمثل عقبةً كبيرة بالنسبة للمضاربين على الصعود.

وفي حال نجح المشترون أن يدفعوا بالسعر لتجاوز مستوى الـ2,030 دولاراً، فسوف يتحقق نمط القاع المزدوج. وعندها سيستقر المستوى المستهدف عند 3,200 دولار، لكن جولة الصعود ربما تمتد إلى مستوى الـ3,600 دولار. وربما تتحول المنطقة الواقعة بين مستويي 3,600 دولار و4,000 دولار إلى عقبةٍ رئيسية للمضاربين على الصعود.

وإذا أراد المضاربون على الهبوط إفساد ذلك الاتجاه الصعودي، فسيتعين عليهم الهبوط بالسعر أسفل مستوى الـ881 دولاراً والحفاظ على بقائه هناك.

ويجري تداول العملة حالياً في نمط قناةٍ هبوطية، لكن المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يوماً (1,255 دولاراً) أصبح مسطحاً، مع اقتراب مؤشر القوة النسبية من نقطة المنتصف.

وإذا دفع المضاربون على الصعود بالسعر إلى تجاوز المتوسط المتحرك البسيط لـ50 يوماً (1,326 دولاراً)، فسوف ترتفع العملة باتجاه خط المقاومة في تلك القناة. ويجب مراقبة ذلك المستوى باعتباره من المستويات الرئيسية، لأن اختراقه سيشير إلى نهاية الهبوط، وربما يرتفع السعر بعدها إلى مستوى الـ1,800 دولار، ثم 2,030 دولاراً.

وعلى النقيض، إذا تعرض السعر للرفض عند المستوى الحالي أو عند المقاومة أعلاه، فسوف يتمكن المضاربون على الهبوط من سحب العملة إلى خط الدعم الخاص بالقناة الهبوطية.

زوج بوليغون (MATIC)/التيثر

يجري تداول العديد من العملات المشفرة الرئيسية أسفل قاعها، في يونيو/حزيران، أو أصبحت مهددة بذلك بالفعل، لكن عملة بوليغون تقدم أداءً متفوقاً في محاولتها لتكوين قاعدةٍ أعلى بكثير من قاعها السنوي.

إذ اجتازت العملة المتوسط المتحرك البسيط لـ50 أسبوعاً (1.05 دولار) قبل بضعة أسابيع، لكن المضاربين على الصعود لم يتمكنوا من الإبقاء على الاختراق. ما يُشير إلى أن المضاربين على الهبوط يُعتبرون أنشط عند مستويات الأسعار المرتفعة. بينما تتمثل العلامة المشجعة في أن المضاربين على الصعود لم يسمحوا للسعر بكسر مستوى الدعم المهم عند 0.69 دولار.

وأصبح المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً مسطحاً، بينما اقترب مؤشر القوة النسبية من المنتصف، ما يُشير إلى التوازن بين العرض والطلب. وستأتي أولى مؤشرات القوة مع اختراق مستوى الـ1.05 دولار. وربما يزيد ذلك من احتمالية إعادة اختبار مستوى الـ1.30 دولار. ويجب أن يدافع المضاربون على الهبوط عن ذلك المستوى بضراوة، لأن اختراقه ربما يكون مؤشراً على بداية اتجاه صعودي جديد.

وربما يرتفع السعر إلى مستوى الـ1.75 دولار، ليواجه تحدياً قوياً من المضاربين على الهبوط مرةً أخرى، لكن اجتياز تلك المقاومة ربما يوفر للعملة الزخم الكافي من أجل الارتفاع إلى مستوى الـ2.92 دولار. بينما سيحظى المضاربون على الهبوط باليد العليا إذا تمكنوا من إغراق السعر أسفل مستوى الـ0.69 دولار، إذ إن ذلك قد يُجهز العملة للهبوط إلى مستوى الـ0.31 دولار.

وعاش سعر بوليغون عالقاً بين مستويي 1.05 دولار و0.69 دولار لعدة أيام. وتبيّن أن اختراق مستوى الـ1.05 دولار في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني كان مجرد فخ، لأن المضاربين على الهبوط نجحوا في إعادة السعر أسفل مستوى الـ1.05 دولار بحلول الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني. وواصلت العملة حركتها داخل النطاق منذ ذلك الحين.

وكلما طالت فترة بقاء السعر عالقاً داخل نطاقه زادت قوة اختراق ذلك النطاق لاحقاً. ولا شك أن اختراق مستوى الـ1.05 دولار لاحقاً سيُعزز من فرص الصعود لتجاوز مستوى الـ1.30 دولار. وإذا حدث ذلك فربما نشهد حالة زخم صعودي تقفز بالسعر إلى مستوى الدولارين.

أما كسر مستوى الـ0.69 دولار فسوف يمنح الأفضلية للمضاربين على الهبوط، ومن المحتمل عندها أن يهبط السعر إلى مستوى الـ0.40 دولار، قبل إعادة اختبار الدعم الحيوي عند مستوى الـ0.31 دولار.

زوج التون كوين (TON)/التيثر

يرتفع سعر التون كوين تدريجياً منذ تسجيل قاع يونيو/حزيران عند مستوى الـ0.74 دولار. وسجل المتداولون قاعاً صعودياً عند مستوى الـ1.18 دولار، في أكتوبر/تشرين الأول، ما يُعَدُّ مؤشر قوة.

ووصلت الحركة الصعودية لزوج التداول إلى منطقة المقاومة أعلاه بين مستويي 2.15 دولار و2.50 دولار. وسيسعى المضاربون على الهبوط إلى إيقاف تقدم المضاربين على الصعود في تلك المنطقة. وإذا نجحوا في ذلك، فربما يهبط سعر العملة إلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعاً (1.61 دولار)، ثم مستوى الـ1.18 دولار. وإذا انهار ذلك الدعم أيضاً فمن المحتمل أن تُعيد العملة اختبار قاع يونيو/حزيران مرةً أخرى عند مستوى الـ0.74 دولار.

أما إذا أراد المضاربون على الصعود أن يحافظوا على أفضليتهم، فسوف يضطرون لشق طريقهم لعبور منطقة المقاومة العلوية. وربما تجذب العملة حركة شراء ضخمة إذا حافظت على مستوى الـ2.5 دولار، وذلك نظراً لعدم وجود مقاومةٍ رئيسية أعلى ذلك المستوى، حيث ستأتي المقاومة التالية في اتجاه الصعود عند مستوى الـ4.26 دولار.

وحاول المضاربون على الصعود أن يدفعوا السعر لتجاوز مستوى الـ2.15 دولار في 11 ديسمبر/كانون الأول، لكن المضاربين على الهبوط تماسكوا كما يتضح من الفتيل الطويل على الشمعة اليومية. ومع ذلك، لم يستسلم المضاربون على الصعود، وحاولوا اختراق المقاومة مرةً أخرى في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وتدل المتوسطات المتحركة الصاعدة ومؤشر القوة النسبية في منطقة ذروة الشراء على أن مسار الصعود يحتوي على أقل قدر من المقاومة، لهذا تستطيع العملة الصعود إلى مستوى 2.5 دولار بعد اجتياز مستوى الـ2.15 دولار.

وربما يتحول ذلك المستوى إلى مقاومةٍ عند الهبوط، لكن في حال نجح المضاربون على الصعود أن يقلبوا مستوى الـ2.15 دولار إلى دعم فسيؤدي ذلك إلى زيادة فرص اختراق مستوى الـ2.5 دولار.

ويجب أن يقوم المضاربون على الهبوط بسحب السعر وإبقائه أسفل المتوسطات المتحركة، من أجل إضعاف تلك القوة قصيرة الأجل. وربما ينهار السعر عندها إلى مستوى الـ1.50 دولار، ثم 1.20 دولار.

زوج كوانت (QNT)/التيثر

ارتفع سعر كوانت من 40 دولاراً في يونيو/حزيران إلى 228 دولاراً، في أكتوبر/تشرين الأول. ولا شك أن الارتفاع الحاد في الأسعار وسط السوق الهبوطية الحالية يُشير إلى طلب قوي من المتداولين. وتخلى السعر عن جزءٍ كبير من مكاسبه، لكن المشترين يواصلون محاولتهم لتكوين قاع صعودي بالقرب من مستوى الـ87 دولاراً.

وبعد سلسلة التقلبات التي شهدتها العملة في الأسابيع القليلة الماضية، من المرجح أن تدخل عملة كوانت في مرحلة توحيد. حيث سيدخل المضاربون على الصعود والهبوط في معركة من أجل السيطرة. وربما تستقر حدود النطاق بين مستويي 87 دولاراً و228 دولاراً.

ومن المؤكد أن توضيح حدود النطاق سيوفر للمتداولين فرصة الشراء قرب الدعم وجني الأرباح بالقرب من المقاومة.

وإذا نجح المضاربون على الصعود في دفع السعر ليتجاوز مستوى الـ228 دولاراً، فمن المحتمل أن تصعد العملة سريعاً إلى مستوى الـ325 دولاراً. وربما يمثل ذلك المستوى عقبةً في الطريق، لكن اختراقه ربما يساعد العملة على إعادة اختبار قمتها المسجلة عند 430 دولاراً.

أما إذا تعرض السعر للرفض وكسر مستوى الـ87 دولاراً، فسيشير ذلك إلى سيطرة المضاربين على الهبوط، وربما يهوي السعر بعدها إلى مستوى الـ50 دولاراً.

وربما تقضي العملة بعض الوقت داخل نطاقها، بعد هبوطها الحاد من 228 دولاراً إلى 94 دولاراً، لكن المستويات التي تجدر مراقبتها هنا هي 137 دولاراً في الاتجاه الصعودي، و94 دولاراً في اتجاه الهبوط.

وفي حال دفع المضاربون على الصعود بالسعر إلى تجاوز مستوى الـ137 دولاراً، فربما ترتفع العملة بنسبة 61.8% على مستوى تصحيح فيبوناتشي، وصولاً إلى 167 دولاراً. ومن المتوقع أن يدافع المضاربون على الهبوط عن ذلك المستوى بضراوة، لأن اختراقه سيحقق نسبة تصحيح تبلغ 100%، ما سيؤدي إلى الصعود باتجاه مستوى الـ228 دولاراً.

أما في حال كسر السعر وبقائه أسفل مستوى الـ94 دولاراً على المدى القريب، فسوف يشير ذلك إلى استمرار الاتجاه الهبوطي.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.