ازدهر عالم التشفير قبل عامٍ مضى مع بلوغ البيتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) لأعلى مستوياتهما على الإطلاق. حيث تهافت المشاهير على الترويج لأعمال الفن الرقمي والشعارات باهظة الثمن من شركات البلوكتشين، التي اجتاحت بدورها إعلانات الملاعب الرياضية ومباريات السوبر بول.
لكن تلك الحقبة ولّت اليوم.
إذ تراجعت أسعار العملات المشفرة بأكثر من النصف خلال العام الماضي، مع انكماش حجم التداول، وانهيار عدة شركات كبرى في أزمات سيولة. وجاء القبض على سام بانكمان-فرايد في جزر البهاما الأيام الماضية ليُعمّق الشعور بأن فقاعة العملات المشفرة قد انفجرت بالفعل، لتطيح معها بمليارات الدولارات من استثمارات الناس العاديين، وصناديق التقاعد، ورؤوس الأموال المخاطرة، والشركات التقليدية.
أما الحكومات التي اعترضت على التنظيم لفترة طويلة، فقد بدأت في الضغط من أجل فرض رقابةٍ أكبر. بينما فتحت الجهات التنظيمية الفيدرالية وجهات تطبيق القانون عدة تحقيقات مدنية وجنائية.
وتصف صناعة التشفير أوقات السوق الهبوطية المماثلة بأنها “شتاء العملات المشفرة”. ويقول المخضرمون في الصناعة إنه شتاء دوري، على غرار “سوق الدببة” الهبوطية في وول ستريت. أي إن السوق مرّ بمثل هذه الأوضاع من قبل، ونجح في اجتيازها.
لكن الخبراء يقولون إن مدى ضراوة وحجم الهبوط الحالي ربما يدفع بالسوق إلى ما يُشبه العصر الجليدي، بحسب صحيفة Washington Post الأمريكية.
حيث قال ييشا ياداف، أستاذ القانون في جامعة فاندربيلت، الذي يتابع مسألة تنظيم العملات المشفرة عن قرب: “نقف حالياً عند مفترق طرقٍ وجودي للغاية في هذه الصناعة”.
ويكمن أحد العوامل الرئيسية لتحديد ذلك الأمر في الإجابة عن السؤال التالي: “إلى أي مدى سيصل الانهيار؟”.
لا شك أن الصعود والهبوط المذهل لأسواق العملات المشفرة أحدثا صدمةً في عالم المستثمرين والمؤيدين لتلك العملات، الذين كانوا يستمتعون بقمة السوق قبل عامٍ واحد فقط. وقارن الخبراء الماليون بين انهيار السوق الحالي وبين الفقاعات الكبرى الأخرى التي ضربت الأسواق في الماضي، بدايةً بفقاعة الدوت كوم قبل عقدين ووصولاً إلى فقاعة فلوريدا العقارية قبل قرنٍ كامل.
يُذكر أن سوق التشفير انهارت من قبل، لكنها سقطت من قمة أعلى هذه المرة بعد أن حظيت بقبولٍ رائج لم تلق مثله من قبل، وبعد أن وجدت نفسها جزءاً من بعض صناديق وخطط التقاعد. وليس من الواضح بعد ما إذا كانت ستتمكن من التعافي.
إذ ظهرت العملات المشفرة قبل نحو عقدٍ من الزمن مدفوعةً بالانهيار المالي العالمي. وتُعتبر العملات المشفرة بمثابة أصول رقمية على الحاسوب، وتعمل خارج إطار المؤسسات المالية القائمة كالمصارف والحكومات.
بينما تُعَدُّ عملة البيتكوين أشهر العملات المشفرة. حيث تأسست مطلع عام 2009 كوسيلةٍ لتجنُّب الحاجة إلى الوسطاء الماليين، وبغرض إحداث ثورة في النظام الاقتصاد العالمي، وتسهيل التعاملات التجارية المباشرة بين الناس وبعضهم. ومرت العملة بالعديد من دورات الازدهار والكساد التي كان أبرزها في عامي 2017 و2018، عندما ارتفع سعر البيتكوين بسرعةٍ كبيرة إلى نحو 20.000 دولار. لكن وقعت سلسلة من عمليات الاحتيال الشهيرة آنذاك، بالتزامن مع شائعات حول حظر بعض الدول لتداول العملات المشفرة، مما أدى إلى خسارة العملة لـ80% من قيمتها في غضون بضعة أشهر.
واستمرت تداعيات ذلك الانهيار لفترة، لكن عالم التشفير بدأ ازدهاره مرةً أخرى في خضم الجائحة. وأدى خفض أسعار الفائدة إلى جعل الاقتراض والاستثمار في الأصول المضاربية أرخص نسبياً. وظهرت تطبيقات تجارة الأسهم ومنصات العملات المشفرة الجديدة وسهلة الاستخدام، مما جعل عملة بيع وشراء العملات المشفرة أسهل وأقرب إلى ملايين الناس، الذين لم يسمعوا عن البيتكوين من قبل. واستخدمت الرموز غير القابلة للاستبدال NFT تقنية التشفير من أجل السماح للناس بتداول الفنون الرقمية، قبل أن تنتعش قيمتها بقوة أيضاً.
وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، أفاد استطلاع Pew بأن واحداً من أصل كل ستة أمريكيين استثمر أمواله في العملات المشفرة بالفعل. وتجاوزت القيمة الإجمالية للعملات المشفرة في الشهر نفسه حاجز الـ3 تريليونات دولار، بحسب بيانات شركة CoinGecko، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة تقريباً.
وبلغت قيمة البيتكوين الواحد 68.000 دولار آنذاك، أي ما يعادل أربعة أضعاف قمة السعر في عام 2017. بينما وصل حجم سوق الرموز غير القابلة للاستبدال إلى 25 مليار دولار في عام 2021.
وظهر “مصرف عملات مشفرة” يُدعى سيلزيوس Celsius ويقدم عائدات فائدة من خانتين للمستخدمين، الذين يختارون إيداع عملاتهم الرقمية في حساباته.
وأوضحت مولي وايت، مهندسة البرمجة التي تُعَدُّ من أبرز المشككين في العملات المشفرة: “يعمل النموذج بأكمله بشكلٍ جيد طالما أن السوق تتجه للصعود. لكننا نعلم ما يحدث عندما ينهار ذلك الافتراض”.
انهيارٌ مذهل
كان بانكمان-فرايد أحد أكبر المستفيدين من طفرة العملات المشفرة، حيث كانت منصته إف تي إكس FTX تجني المال من تقاضي رسوم على معاملات تداول العملات المشفرة.
وجمعت المنصة استثمارات بملايين الدولارات من شركات استثمار مخاطر معروفة مثل Sequoia، وصناديق تقاعد مثل صندوق معلمي أونتاريو، لتصل قيمة المنصة إلى 32 مليار دولار.
وظهر بانكمان-فرايد بشعره البني المجعد على غلاف مجلة Forbes الأمريكية، بعد أن أصبح من أغنى أغنياء العالم بثروةٍ وصلت إلى 22.5 مليار دولار. وصرّح لتلك المجلة وغيرها بأنه لا يكسب تلك الأموال من أجل نفسه، بل قال إنه سيهبها بالكامل في النهاية. وأوضح أن مهمة دخوله عالم التشفير جاءت بدوافع الإيثار. وأوضح للمجلة آنذاك: “هدفي هو إحداث تأثير”.
وقدم بانكمان-فرايد ملايين الدولارات للساسة، وكان ثاني أكبر متبرع سياسي للديمقراطيين في الانتخابات النصفية لعام 2022. واستغل نفوذه الجديد في دفع اللوائح التي يقول منافسوه إنها منحت شركته أفضليةً في السوق.
وانتشرت الإعلانات البراقة بمشاركة مشاهير مثل لاعب كرة القدم الأمريكية توم برادي، وبطلة التنس نعومي أوساكا، ونجم كرة السلة ستيفن كاري. وساعدوا جميعاً في الترويج لفكرة أن منصة إف تي إكس ستكون مستقبل الصناعة السهل والموثوق.
حيث كان برادي يسأل جميع أصدقائه باستمرار في أحد الإعلانات: “هل ستنضمون إلي؟”.
وانضم إليه الكثيرون بالفعل. إذ قالت إف تي إكس إن عدد مستخدميها تجاوز المليون مستخدم داخل الولايات المتحدة، والخمسة ملايين مستخدم حول العالم، بنهاية عام 2021.
لكن جنون العملات المشفرة بدأ يخبو في مطلع العام الجاري. حيث ارتفعت معدلات الفائدة، والتضخم، والمخاوف حيال الركود المحتمل لتدفع المستثمرين إلى تجنب المخاطرة. أما أسهم التقنية التي كانت قيمتها ترتفع في ثبات منذ فترةٍ طويلة، فقد انهارت قيمتها بسرعةٍ كبيرة. مما أثار ذعر كبار مستثمري صناعة المال، بالإضافة إلى الأشخاص العاديين الذين دخلوا مجال تداول الأسهم والعملات المشفرة.
وجاءت الضربة الكبرى الأولى في مايو/أيار، عندما انهارت عملة دولار تيرا (UST). وأدت عمليات البيع المفاجئة آنذاك إلى القضاء على أكثر من ربع قيمة سوق التشفير.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت سيلزيوس فجأةً عن تعليق عمليات السحب، لتنهار أسعار العملات المشفرة أكثر. ثم تقدمت سيلزيوس بطلب إعلان الإفلاس في يوليو/تموز، بعد أن وصل إجمالي الأصول في حيازتها إلى نحو 20 مليار دولار.
وفي الوقت ذاته، تخلّف صندوق تحوط للعملات المشفرة عن سداد قرض بقيمة 665 مليون دولار من منصة فوياجر Voyager للإقراض، مما تسبب في تقدم الثنائي بطلب لإعلان الإفلاس.
واستمر سقوط البيتكوين، والإيثريوم، وبقية الأصول المشفرة في تلك الأثناء.
وكان من الواضح أن “شتاء العملات المشفرة” في الطريق.
لكن وضع بانكمان-فرايد ومنصته إف تي إكس كان يبدو سليماً حتى تلك اللحظة. إذ قدمت المنصة عدة عروض ناجحة لإنقاذ منافسيها -مثل فوياجر- من الإفلاس، فكسبت ثناء الجميع. لكن فوياجر انسحبت من الصفقة بعد إفلاس إف تي إكس.
ثم تغيرت الأوضاع في نوفمبر/تشرين الثاني. إذ نشر موقع CoinDesk الأمريكي خبراً يقول إن غالبية قيمة صندوق التحوط Alameda Research، المملوك لبانكمان-فرايد، كانت معتمدةً على العملة المشفرة التي أنشأتها منصة إف تي إكس. بينما كان يُفترض الفصل بوضوح بين الشركتين، مما تسبب في إشعال عاصفةٍ من التدقيق.
وخرج بعدها تشانغبينغ تشاو، مالك منصة بينانس Binance الأكبر، ليُعلن أنه سيبيع حصته الخاصة في عملة إف تي إكس والتي تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار. مما أثار موجة بيع واسعة النطاق وتسبب في انهيار قيمة العملة.
واضطرت إف تي إكس لتجميد عمليات السحب، وبدأت البحث عن استثمارات طارئة. فأعلنت بينانس أنها ستستحوذ على إف تي إكس، ثم عادت لتُعلن إلغاء الصفقة بعد يومٍ واحد عقب تصريح تشاو بأن الشركة “أساءت إدارة أموال العملاء”.
وتقدمت إف تي إكس، وAlameda، وعشرات الكيانات الأخرى التي يديرها بانكمان-فرايد بطلبات لإعلان إفلاسها. ثم تنحى هو عن منصبه كرئيس تنفيذي.
وخسر رجلٌ مثل الاقتصادي دوغلاس كامبل 27 ألف دولار في منصة إف تي إكس الأمريكية، بالإضافة إلى “عشرات الآلاف” من الدولارات في منصة إف تي إكس العالمية. وقال الرجل (42 عاماً) إنه انجذب إلى وعود بانكمان-فرايد بمشاركة ثروته، “ولهذا كان الأمر مدمراً نوعاً. لكن من الواضح الآن أن غالبية العملات المشفرة هي مجرد عمليات احتيال”.
اختفاء الأصول
وفي ليلة الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، جرى القبض على بانكمان-فرايد داخل منزله في البهاما، قبل يومٍ واحد من إدلائه بشهادته أمام لجنة في مجلس النواب. وكان بانكمان-فرايد يعيش في البهاما، حيث يقع مقر إف تي إكس الرئيسي، وجاء القبض عليه بطلب من وزارة العدل الأمريكية.
ووُجِّهَت إلى بانكمان-فرايد ثماني تهم تشمل الاحتيال، والتآمر، وغسيل الأموال. وزعم ممثلو الادعاء الفيدرالي أن بانكمان-فرايد استخدم مليارات الدولارات من أموال العملاء في استثماراته الشخصية، والتبرعات السياسية. كما استخدم أموال المودعين لسداد قروض بمليارات الدولارات لـAlameda. بينما تقدمت هيئة الأوراق المالية والبورصات ولجنة تداول السلع الآجلة بدعاوى مدنية تحمل الادعاءات نفسها.
وأصبحت إف تي إكس مدينةً اليوم بثلاثة مليارات دولار لأكبر 50 دائناً، بحسب الشركة، التي يُديرها حالياً خبير إفلاس.
وأدلى جون راي، محامي الإفلاس الذي تولى مهمة الرئيس التنفيذي للمنصة، بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب. حيث زعم أن الشركة كانت تستخدم برنامج QuickBooks لحفظ سجلاتها. وأوضح أن الادعاءات الموجهة لبانكمان-فرايد ليست معقدة، بل تمثل حالة “اختلاس واضح وقديم الطراز”. ثم أضاف أن العديد من المستثمرين لن يستردوا كامل أموالهم: “لن نتمكن من استرداد جميع المبالغ الضائعة هنا في النهاية”.
ولم يرد بانكمان فرايد على الاتهامات رسمياً، لكنه صور نفسه باعتباره المؤسس حسن النوايا الذي أُسقط في يده، وذلك خلال المقابلات الإعلامية العديدة التي أجراها قبل القبض عليه. وأصر على أنه لم يتعمد الخلط بين أموال Alameda وإف تي إكس.
بينما تساءل ياداف: “إذا كان هذا يحدث داخل إف تي إكس، فأين يحدث أيضاً؟ هنا يكمُن السؤال الوجودي”.
وسقطت شركات عملات مشفرة أخرى في فخ الإفلاس بالفعل أو تحاول الإفلات منه، مثل بلوكفاي BlockFi وغينيسيس Genesis. وفي أعقاب القبض على بانكمان-فرايد، فقد المستثمرون أعصابهم وسحبوا نحو ثلاثة مليارات دولار من منصة بينانس، لكن تشاو قلل من شأن حالة الذعر تلك.
وتستقر القيمة الإجمالية للعملات المشفرة حالياً عند مستوى 850 مليار دولار تقريباً، حسب موقع CoinMarketCap، بعد أن بلغت 3 تريليونات دولار في العام الماضي. وتراجع متوسط قيمة تداولات العملات المشفرة اليومية من 131 مليار دولار في مايو/أيار، إلى 57 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول، بانخفاض بلغ أكثر من النصف وفقاً لموقع CoinGecko.
كما هبطت قيمة البيتكوين بنسبة 65% خلال العام الجاري إلى نحو 17.500 دولار، لكن هذا الرقم يظل أعلى من سعر العملة طوال الشطر الأعظم من وجودها.
ولا يزال العديد من أنصار العملات المشفرة متفائلين، وينظرون إلى انهيار العام الجاري على أنه مجرد عثرة بسيطة في طريق التقنية نحو المستقبل.
حيث قال لو كيرنر، الرئيس التنفيذي لشركة العملات المشفرة Blockchain Coinvestors Acquisition Corp: “أرى من وجهة نظري أن العملات المشفرة ستكون التقنية الجديدة التالية، وتمر كل تقنية جديدة بهذه النوعية من مراحل الصعود والهبوط”.
في ما قال ماثيو سلوتر، عميد مدرسة توك للأعمال في كلية دارتموث، إن انهيار إف تي إكس وإخفاقات العملات المشفرة الأخرى خلال العام الجاري لم يُعرض بقية أسواق المال للخطر. إذ تُعَدُّ العملات المشفرة تقنيةً حديثة العهد نسبياً، وسنرى ما إذا كان العالم سيستخدم العملة الرقمية لغرض يتجاوز المضاربة أم لا.
وأوضح: “يدل ذلك الأمر على الواقع القائل بأن العملات المشفرة ليست شديدة الارتباط بأسواق رأس المال الأوسع في الاقتصاد العالمي”، مضيفاً أن غياب العدوى الأكبر يُعزى كذلك إلى اللوائح التي استهدفت عدم السماح لحالات الإفلاس بإشعال أزمة مالية شاملة.
ويستثمر داراغ غروف-وايت، متخصص التسويق الرقمي من كندا، في العملات المشفرة منذ عام 2018. وقال الرجل البالغ من العمر 37 عاماً إنه تعرض منذ ذلك الحين “لعمليات احتيال بسحب البساط” في عدة مناسبات.
حيث استثمر الرجل أمواله في منصة التداول كوادريغا Quadriga، ثم خسرها بعد أن كشفت السلطات الكندية عن كونها تمثل مخطط بونزي احتيالياً. واستثمر في عملتي دولار تيرا وتيرا (LUNA)، وكذلك شبكة سيلزيوس، قبل أن يخسر أمواله مع انهيارهما العام الجاري. بينما تجمدت مئات الدولارات من أمواله على منصة إف تي إكس.
وهبطت قيمة استثماراته الإجمالية في العملات المشفرة من 400 ألف دولار إلى نحو 40 ألف دولار تقريباً. لكنه لا يزال مؤمناً بمستقبل العملات المشفرة، ويتحدث عن “ميله للتفاؤل”.
وقال: “من القوة ألا تسمح لنفسك أن تشعر بالإحباط لفترة أطول من اللازم. لكن نقطة الضعف تكمن في أنك لن تعرف متى يجب الانسحاب أحياناً”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.