أصبح الدور الذي تلعبه الأصول المشفرة في حياتنا اليومية أكثر بروزاً بمرور الأعوام، وخاصةً بعد السوق الصعودية الماضية. ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى امتداد هذا المجال، الذي تصل قيمته إلى مئات المليارات من الدولارات، ليؤثر على الجوانب الأخرى في حياتنا كالسياسة. 

ومع حلول الانتخابات الأمريكية اليوم، تلعب الأصول المشفرة والأشخاص الذين يشاركون في هذا القطاع دوراً أكثر أهمية، بحسب ما أشار له موقع Bitcoinist الأمريكي.

عمالقة التشفير يداعبون عالم السياسة

شهدنا انغماس الشخصيات المهمة من مجال التشفير في عالم السياسة بصورةٍ متزايدة على مدار السنوات القليلة الماضية. ولا شك أن أبرز تلك الشخصيات كان سام بانكمان – فرايد، مؤسس منصة إف تي إكس FTX، الذي ضخّ الملايين على المرشحين السياسيين من مختلف الميول.

وأفادت بيانات منصة Open Secrets، التي تتابع التبرعات لمختلف الحملات السياسية، بأن بانكمان – فرايد تسلّق القائمة بسرعة وأصبح سادس أكبر مساهم في الحملات الانتخابية الفيدرالية اليوم. حيث تبرع الرئيس التنفيذي لإف تي إكس بنحو 40 مليون دولار للمرشحين الجمهوريين والديمقراطيين. لكن تبرعاته مالت أكثر لصالح الديمقراطيين، الذين تلقوا 36.7 مليون دولار من تبرعات بانكمان – فرايد.

كما صرّح بانكمان – فرايد مؤخراً بأنه كان من أكبر المتبرعين في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري. ويفضل بانكمان – فرايد التبشير بفجر “مناخٍ سياسي ثنائي الأحزاب”، ولهذا تبرّع لحملات مرشحي الحزبين.

وجمع بانكمان – فرايد ملياراته من العملات المشفرة، ويتطلّع الآن إلى تمرير جزءٍ كبير من تلك الأموال إلى عالم السياسة. ولا يفعل بانكمان – فرايد ذلك بمفرده، إذ يتبرع الرئيس التنفيذي المشارك لإف تي إكس، رايان سلامة، بملايين الدولارات للحملات الانتخابية هو الآخر. لكن تبرعات سلامة ذهبت للمرشحين الجمهوريين بصفةٍ أساسية، على عكس بانكمان – فرايد.

ولا شك أن مشاركة مليارديرات التشفير المتزايدة في عالم السياسة ستؤدي إلى ظهورٍ أكبر للعملات المشفرة بمرور الوقت. كما زادت المبالغ التي يتبرع بها مليارديرات التشفير لصالح الحملات السياسية. إذ تبرع بانكمان – فرايد بـ5.2 مليون دولار لحملة جو بايدن الرئاسية عام 2020، بينما وصل إجمالي تبرعاته إلى قرابة الـ40 مليون دولار في العام الماضي. وصرّح الرئيس التنفيذي من قبل بأنه على استعداد لإنفاق قرابة المليار دولار لدعم أي شخص سيترشح ضد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ويبدو أن تبرعات بانكمان – فرايد كانت تهدف إلى تحسين صورة هذا المجال في عيون الساسة. حيث كشف بانكمان – فرايد في تغريدته، المنشورة بتاريخ الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، أنه يعمل مع المرشحين من أجل دعم التمويل دون أذونات. كما استخدم منصة إف تي إكس لتسهيل تحويل التبرعات المشفرة إلى بعض الساسة.

وبدأت التبرعات المشفرة للحملات السياسية تكتسب شعبيةً أكبر اليوم مع تقنينها في بعض الأماكن. ويُذكر أن لجنة الانتخابات الفيدرالية قد أعطت الضوء الأخضر للجان السياسية من أجل قبول التبرعات بالبيتكوين (BTC). بينما أعلنت ولايات واشنطن، وأريزونا، وكولورادو، وأيوا، وتينيسي عن السماح بتقديم التبرعات المشفرة للحملات الانتخابية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.