ريو دي جانيرو تمضي قدماً في عملية دمج البيتكوين مع الاقتصاد

في مقابلةٍ حصرية مع منصة Boletim Bitcoin البرازيلية، تحدثت سكرتيرة المالية والتخطيط في ريو دي جانيرو، أندريا سينكو، عن تبني المدينة لعملة البيتكوين (BTC)، وأشارت إلى احتمالية شراء البيتكوين لصالح خزائن حكومة المدينة.

ريو دي جانيرو والبيتكوين

تقترب حكومة مدينة ريو دي جانيرو من عملة البيتكوين تدريجياً منذ بضعة أشهر. وعلق ممثلو المدينة، مثل العمدة إدواردو بايس، على خططهم لذلك في أكثر من مناسبة، حسب ما نقلت مجلة Bitcoin Magazine الأمريكية.

والتقى إدواردو بايس بعمدة ميامي فرانسيس سواريز، الذي يسعى لدمج البيتكوين في اقتصاد ميامي، على هامش أسبوع ريو للابتكار. وصرح بايس بأن ميامي تُعَدُّ واحدةً من مصادر إلهام ريو دي جانيرو، وقال لاحقاً إن المدينة تدرس “تحويل 1% من رصيد خزانة المدينة إلى العملة المشفرة”.

وصرح وزير المالية بيدرو باولو خلال الحدث بأن حكومة المدينة منفتحةٌ على فكرة سداد الضرائب بعملة البيتكوين. وقال: “نحن ندرس احتمالية سداد الضرائب بخصمٍ إضافي إذا كنت ستدفع بالبيتكوين”. مما سيشجع على استخدام العملة كوسيلة دفع.

خطط المدينة

وبسؤاله عن فكرة دمج المدينة لعملة البيتكوين؛ وصفت أندريا العملية بأنها تمثل أحد أعمدة النمو التقني لريو دي جانيرو.

وأوضحت: “تُدرك ريو التغييرات والابتكارات الأساسية التي تطرأ العالم، بفضل وضعها كمدينةٍ عالمية. وتضع نفسها دائماً في طليعة تلك القضايا. وتتطلع مدينتنا إلى المستقبل، ولهذا يتابع مجلس المدينة التقدمات التقنية والاقتصادية. ويكمن الهدف هنا في تحويل ريو إلى نظام إيكولوجي للعملات المشفرة داخل البرازيل، ومساعدة المدينة أن تصبح عاصمةً للابتكار والتقنية في البلاد”.

وأنشأت حكومة مدينة ريو دي جانيرو “اللجنة البلدية لاستثمارات التشفير” من أجل المساعدة في هذا الدمج. وأفادت سكرتيرة المالية بأن المؤسسة الجديدة تناقش الأنشطة التالية: “تأسست اللجنة البلدية لاستثمارات التشفير في مارس/آذار عام 2022، وتعمل من أجل وضع سياسة للاستثمار في الأصول المشفرة، مع نموذج حوكمة لصنع القرار”.

وعلقت أندريا على فكرة تخصيص 1% من خزائن المدينة بعملة البيتكوين، قائلةً: “ستعتمد عملية الشراء على منهجية واعية بتقلبات ومخاطر هذه السوق، ويجري تطويرها حالياً بواسطة مجلس المدينة”.

كما تحدثت أندريا عن تبني عملة البيتكوين بواسطة السلفادور وجمهورية إفريقيا الوسطى، قائلة إنه “من الإيجابي أن تنفتح الدول على سوق الأصول المشفرة”.

ورغم تصريحات ممثلي المدينة الإيجابية عن تبني البيتكوين، تشير التقارير إلى أن المجالس البلدية الأخرى لم تتواصل معها لدراسة الفكرة. وذكرت: “لم تتواصل معنا أي كيانات عامة أخرى لدراسة الاحتمالية مع ريو دي جانيرو”.

وربما تعتبر المبادرة فرديةً من جانب ريو دي جانيرو على مستوى البلديات، لكن البرازيل تسير على نهجٍ تنظيمي إيجابي لتبني البيتكوين. إذ نشرت الحكومة البرازيلية في مايو/أيار من العام الجاري مشروع قانون لإعفاء معدات تعدين البيتكوين المستوردة من الضرائب تماماً، بشرط أن يُدار النشاط باستخدام طاقةٍ متجددة.

ولا وجود للتعدين واسع النطاق في البلاد عملياً، بسبب المناخ الاستوائي الحار والظروف الاقتصادية غير المواتية لهذا النشاط. لكن تغيير القوانين قد يفتح الباب أمام سوقٍ عملاقة لأن سكان البلاد -الذين يتجاوز عددهم الـ210 ملايين نسمة- يتمتعون بمزيج طاقة تهيمن عليه المصادر الخضراء، ويعتمد في الأساس على محطات الطاقة الكهرومائية.

المدن والبيتكوين

بدأت عدة مدن في دمج عملة البيتكوين بطرق مختلفة خلال العام الماضي، في خطوات بدت بمثابة تمهيد متواضع للتبني من جانب الحكومات.

وفي مارس/آذار عام 2022، أعلنت مدينة لوغانو في سويسرا أن عملة البيتكوين أصبحت عملةً قانونية، وتعهدت بأن تصبح المدينة مركزاً تعليمياً للعملات المشفرة.

علاوةً على أن لوغانو ستستضيف منتدى Plan B Forum، وهو حدث يركز على مناقشة التبني العالمي للبيتكوين والدفاع عن حرية التعبير.

بينما كانت مدينة فورت وورث أول مدينةٍ أمريكية تُطلق عمليةً لتعدين البيتكوين. حيث جرى تركيب ثلاث منصات للتعدين داخل وزارة حلول تكنولوجيا المعلومات بالمدينة، بمنحةٍ من مجلس تكساس للبلوكتشين الذي يدعم مشروعات التعدين في الولاية.

وقال العمدة ماتي باركر: “نريد تحويل فور وورث إلى مدينة صديقة للتكنولوجيا في ظل الثورة التي تحدثها تقنية البلوكتشين والعملات المشفرة داخل الساحة المالية”.

ويمكن القول إن التجربة الأشهر في تبني البيتكوين كانت من نصيب ميامي، التي تمثل مصدر إلهامٍ لريو دي جانيرو. حيث دمجت المدينة عملة البيتكوين في اقتصادها المحلي من خلال سلسلة مبادرات أطلقها العمدة فرانسيس سواريز.

بينما أكد فرانسيس سواريز التزامه بإمكانية سداد الضرائب بعملة البيتكوين خلال أسبوع ريو للابتكار، قائلاً: “أشهد اقترابنا سريعاً من عالمٍ يُستخدم فيه نظام ساتوشي لإجراء المدفوعات، ونحن بحاجةٍ لإجراء هذه القفزة. ونحتاج أن يفهم الناس أن قيمة عملة البيتكوين ترتفع. ونعم، نريدك أن تمتلك عملة البيتكوين لأنها عملةٌ أفضل بكل صراحة”.

وبهذا بدأت المدن في دمج عملة البيتكوين بشكلٍ عفوي. ويُمكن القول إن تأثير الشبكة ونجاحها في أن تصبح مخزناً مستقلاً للقيمة قد يؤدي إلى إحداث تغيير جذري في المناطق التي تتبناه أولاً.

وقد أخذت ميامي، وريو دي جانيرو، ولوغانو، والسلفادور، وغيرها من المناطق المبادرة في التبني العالمي للبيتكوين خلال ما يُمكن وصفها بـ”حمى الذهب الرقمية”.

وإذا تحولت عملة البيتكوين إلى العملة المهيمنة، فإن الثروة التي يمكن أن تقدمها عملة البيتكوين القياسية قد تحول تلك المناطق إلى العواصم المالية والتقنية الجديدة للعالم، مدفوعةً باستخدام الأموال السليمة وتبني التكنولوجيا الثورية.