ظهرت تجاعيد جديدة على ملامح أفعوانية العملات المشفرة المتقلبة مؤخراً، حيث بدأت مجموعات إجرامية في الاحتيال على المستثمرين بشكلٍ متزايد، من خلال تطبيقات التشفير المزيفة، وفقاً لمذكرة صدرت عن مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخراً، حسب موقع SC Magazine الأمريكي.
وأصبح المجرمون السيبرانيون يتواصلون بشكلٍ مباشر مع مستثمري العملات المشفرة المقيمين داخل الولايات المتحدة، وبخطط أكثر عدوانية، “زاعمين تقديم خدمات استثمار شرعية في العملات المشفرة، ليقنعوا المستثمرين بتنزيل تطبيقات محمول احتيالية. وبدأ المجرمون السيبرانيون في استخدام هذه الطريقة بنجاحٍ أكبر في سلب أموال المستثمرين مع مرور الوقت”، وذلك وفقاً للإشعار الصناعي الخاص الصادر في الأسبوع الماضي عن قسم الأمن السيبراني في مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأفادت المذكرة بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي حدّد هوية 244 ضحية فقدوا 42.7 مليون دولار إجمالاً في الأشهر الأخيرة، خلال عمليات الاحتيال المذكورة. وجاءت المذكرة موجهةً خصوصاً للمؤسسات والعملاء الماليين الأمريكيين، “الذين يشتبهون في تعرضهم للاحتيال عبر تطبيقات استثمار العملات المشفرة المزيفة”.
وأردف الإشعار: “يقوم المجرمون السيبرانيون بإنشاء تطبيقات مزيفة لاستثمار العملات المشفرة من أجل استغلال استثمارات العملات المشفرة المشروعة، وسلب أموال المستثمرين الأمريكيين، وإلحاق الأضرار بسمعة شركات الاستثمار الأمريكية”.
وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المجرمين السيبرانيين يستغلون الاتجاه الجديد نحو “تقديم المؤسسات المالية المبتكرة لتطبيقات المحمول من أجل تحسين تجربة المستخدم وزيادة الاستثمارات الشرعية.. ولاحظ مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هؤلاء المجرمين يستخدمون الأسماء، والشعارات، وغيرها من بيانات التعريف الخاصة بنظام الأعمال الأمريكي الشرعي. وتنطوي خطتهم لخداع المستثمرين على إنشاء مواقع ويب مزيفة بهذه المعلومات”.
ولا شك أن صعود شعبية استثمارات العملات المشفرة، وانتشارها واسع النطاق، والتغييرات السريعة في قيمتها كانت من أسباب “زيادة انتشار عمليات الاحتيال المشفر الآن أكثر من أي وقتٍ مضى”، وفقاً للتقرير الصادرة أواخر يونيو/حزيران بواسطة شركة Sift المتخصصة في مكافحة الاحتيال. وخسر شخص واحد على الأقل من كل خمسة مستهلكين (22%) أمواله بعد مواجهة عمليات احتيال مشفرة. وتعرض شخصان على الأقل من كل خمسة مستهلكين (43%) لعمليات احتيال طلبت منهم الانضمام إلى منصات تداول مشفر مزيفة، وفقاً لشركة Sift.
وأفادت الشركة بأن “المحتوى المضلل والاحتيالي”، الذي يُنشر عبر الشبكات الاجتماعية تحديداً، يمثل محوراً للعديد من عمليات الاحتيال المشفر التي دفعت بالمستثمرين غير المنتبهين إلى أحضان هذه التطبيقات المزيفة التي تزداد تعقيداً. وقال نحو ثلاثة أرباع المستهلكين (73%) الذين شاركوا في استطلاع الشركة، إنهم يرون المحتوى المضلل مرةً كل أسبوع على الأقل، بينما قال 65% إنهم يرون في الشبكات الاجتماعية “أكثر مصادر المعلومات المغلوطة خطورة”.
ترتبط أسماء التطبيقات المزيفة ارتباطاً وثيقاً بمنصات التداول المشفر الشرعية
أصبحت هذه الهجمات أكثر تكراراً وتقدماً. كما يستغل المحتالون التطبيقات الشرعية، والمخاوف المالية، والمعلومات المغلوطة لسرقة المزيد من الأموال بشكلٍ ثابت من الضحايا في كل عملية احتيال. واكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الفترة بين 22 ديسمبر/كانون الأول عام 2021 والسابع من مايو/أيار عام 2022 شهدت “قيام المجرمين السيبرانيين المجهولين، الذين يزعمون أنهم مؤسسةٌ مالية أمريكية شرعية، بسرقة 3.7 مليون دولار تقريباً من 28 ضحية على الأقل”.
وأقنع المجرمون الضحايا بتنزيل تطبيق يستخدم اسم وشعار مؤسسة مالية أمريكية فعلية، وإيداع عملات مشفرة في محافظ مرتبطة بحسابات الضحايا على التطبيق.
وأوضحت مذكرة مكتب التحقيقات: “عندما حاول 13 من أصل 28 ضحية سحب أموالهم من التطبيق، تلقوا رسالةً بالبريد الإلكتروني توضح أن عليهم دفع الضرائب المفروضة على استثماراتهم قبل إجراء عملية السحب. لكن الضحايا ظلوا عاجزين عن سحب أموالهم حتى بعد سداد الضرائب المقررة”.
ولا شك أننا أمام غيضٍ من فيض في عالم احتيال العملات المشفرة. إذ سرقت مجموعة YiBit1 (التي تحمل اسماً مشابهاً لمنصة تداول مشفر سابقة) فقط قرابة الـ5.5 مليون دولار من أربعة ضحايا على الأقل بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 ومايو/أيار 2022. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، سرقت مجموعة Supay2 (التي تحمل اسماً مشابهاً لمنصة تبادل عملات في أستراليا) نحو 900.000 من ضحية واحدة بعد إقناع المستثمر بأن عليه إيداع “رصيد أدنى” بهذا المبلغ في حسابه.
ومع زيادة استغلال المجرمين السيبرانيين لأسماء المؤسسات المالية الشرعية ومخاوف العملات المشفرة، أصبح من الصعب حتى على المستثمرين المخضرمين أن يفرقوا بين الحقيقي والمزيف. وقال ثلث المستهلكين (33%) الذين سقطوا ضحيةً لعمليات تلاعب المدفوعات إن مواقع الخدمات المالية المعروفة “هي التي تمثل أكبر قدر من الخطورة”، وفقاً لمؤشر السلامة والثقة الرقمية في الربع الأول من Sift. ووجد التقرير كذلك أن منصات التشفير شهدت زيادةً قدرها 140% في “الانتهاكات” خلال الربع الأول من العام الجاري.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.