أعلن جاك دورسي، في مؤتمر Consensus لعام 2022، أن منصة تي بي دي TBD، الذراع المختص بعملة البيتكوين (BTC) في شركة بلوك Block، تعمل على نسخةٍ جديدة من الإنترنت تُدعى الجيل الخامس للويب web5.
وسيجري تصميم التقنية الثورية المحتملة من أجل السماح للمستخدمين بالتحكم في بياناتهم الشخصية، بدلاً من منحها للأطراف الثالثة، حسب موقع Crypto Slate البريطاني.
وينص بيان المهمة الخاص بالمنصة على التالي:
“نؤمن بمستقبلٍ لا مركزي يُعيد إليك الملكية والسيطرة على أموالك، وبياناتك، وهويتك. وانطلاقاً من هذه الرؤية، تعمل تي بي دي على إنشاء بنيةٍ تحتية، تمكّن الجميع من الوصول إلى الاقتصاد العالمي والمشاركة فيه”.
تطور الويب
تؤمن تي بي دي بأن تطور الإنترنت يضع “الأفراد في محور الاهتمام”؛ إذ كان غالبية المحتوى في النسخة الأولى للويب مكتوباً بلغة HTML الثابتة، باستثناء صفحات المنتديات وبروتوكولات الدردشة مثل IRC، ثم جاء تطور الشبكات الاجتماعية ليقودنا إلى الجيل الثاني للويب web2، ويسمح للمستخدمين بالتفاعل عبر تطبيقات مركزية مثل فيسبوك.
وبدأت منصات، مثل تويتر وماي سبيس، في صنع محتواها الخاص، ومشاركة المعلومات في الوقت الفعلي، ثم جاء اختراع البيتكوين والبلوكتشين ليدفع بالعالم حالياً في اتجاه الجيل الثالث للويب web3، الذي يرتكز على استخدام التطبيقات اللا مركزية لإثباتات المعرفة الصفرية؛ من أجل تأمين البيانات، وتحويل المحتوى إلى توكنات، وحماية هويات المستخدمين.
ولم يُثبت الجيل الثالث للويب نفسه باعتباره التقنية المُهيمنة على الإنترنت بعد، لكن جاك دورسي يؤمن بأن وقت التغيير قد حان بالفعل. وسيأتي التغيير في صورة ما يصفه بالجيل الخامس للويب، الذي سيكون مبنياً على شبكة البيتكوين Bitcoin ويعتمد على تخزين البيانات بواسطة المستخدمين، وليس التطبيقات. وإذا كنت تتساءل عن الجيل الرابع للويب، فيجب أن تُدرك أن الجيل الخامس للويب هو نتاج الدمج بين الجيلين الثاني والثالث للويب. ويوضح الرسم أدناه الاختلافات بين الإنترنت الحالي وبين الجيل الخامس للويب.
لا وجود للتوكنات في الجيل الخامس للويب
سيجري بناء الجيل الخامس للويب على شبكة البيتكوين، ولن يحتاج إلى أية توكنات أخرى من أجل العمل. وتعتمد فكرة الجيل الخامس للويب على نهجٍ متشدد للبيتكوين فيما يتعلق بالابتكار؛ ما سيؤدي في حال نجاحه إلى القضاء على الحاجة لأية عملات أخرى باستثناء البيتكوين. وقال مايك بروك، مدير تي بي دي، مؤكداً: “لا، لن تكون هناك توكنات أخرى تستحق الاستثمار في الجيل الخامس للويب، وشكراً”.
ثم انتقد بروك الجيل الثالث للويب قائلاً: “يبدو أن البعض يعتقد أننا نمزح حين نتحدث عن الجيل الخامس للويب، وأننا لا نعمل بجديةٍ من أجل تطويره. لكنني أعدكم أننا نعمل على الأمر بكل جدية. وسيكون للجيل الخامس للويب وجودٌ فعلي، بعكس الجيل الثالث”.
وقد دعّم دورسي هذا الشعور معلناً: “ستكون هذه أهم إسهاماتنا في عالم الإنترنت، وإنني فخورٌ للغاية بهذا الفريق. #الجيل_الخامس_للويب (وداعاً لشركات استثمار المخاطر في الجيل الثالث للويب”. ولطالما كان دورسي صريحاً حيال آرائه في الجيل الثالث للويب؛ حيث اقترح من قبل أن الجيل الثالث للويب مملوكٌ لشركات رأس المخاطر رغم الطبيعة اللا مركزية لهذه التقنية.
ردود الأفعال على إعلان الجيل الخامس للويب
استمتع مجتمع التشفير للغاية بمناقشة ما حدث للجيل الرابع للويب، مع نشر العديد من التغريدات المضحكة وسط مجتمع التشفير على تويتر، لدرجة إعلان سنوب دوغ أنه يعمل حالياً على الجيل السادس للويب، وهو المزحة التي شاركت فيها منصة تي بي دي أيضاً حين ردت عليه قائلةً: “رائع، لقد سبقناك بالنسخة الخامسة”. لكن نظرة مجتمع التشفير إلى الإعلان لم تتوقف عند المزاح والهزل فقط. ولا عجب في وجود العديد من المؤيدين لفكرة بناء إنترنت لا مركزي قائم على البيتكوين فقط؛ إذ أدلى فيكتور تشانغ، مؤسس منصة توكن سكريبت TokenScript وشركة SmartToken Labs، بتصريحٍ حصري لموقع CryptoSlate وقال مازحاً: “لا يُعتبر الجيل الخامس للويب، الذي يعمل عليه جاك، بمثابة فكرة جديدة… بل هو بمثابة إطار عمل يتمحور حول التطبيقات في النهاية. ويمكن اعتباره بنسخة الجيل الثاني والنصف للويب web 2.5”.
بينما أشارت ميلتيم ديميرورز، من منصة كوين شيرز CoinShares، إلى مشاركة تي بي دي للعرض التقديمي الخاص بالجيل الخامس للويب عبر مستند غوغل، وقالت: “لا شك أن استخدام مستندات غوغل في مشاركة الجيل الخامس للويب (شديد اللا مركزية) هي أفضل مزحةٍ سمعتها منذ فترة”.
فيما قال سكوت لويس، الشريك المؤسس في ديفاي بالس DeFiPulse: “يعتبر الجيل الرابع للويب بمثابة تطبيق جاك دورسي الخيالي لشبكة لايتنينغ في تويتر وغيره من تطبيقات الجيل الثاني للويب.
أما الجيل الخامس للويب، فهو تطبيق جاك دورسي الخيالي للإيثريوم ethereum على شبكة البيتكوين”.
ومع ذلك، يبدو أن بعض أفراد مجتمع التشفير لديهم قناعة بإمكانية عمل الجيلين الثالث والخامس للويب في تناغم، فهل يصبح المستقبل للجيل الثامن للويب مع تشغيل الجيلين السابقين بتناغم؟
لكن مات هوانغ، الشريك المؤسس في بارادايم Paradigm، طالب بالابتعاد عن مثل هذه الجدالات، موضحاً: “يمكن القول إن مناوشات الجيل الثاني والثالث والخامس للويب تُشتّت الانتباه. ويجب البناء اعتماداً على المبادئ الأساسية وليس القياس… إذ يفتح التشفير الأبواب أمام احتمالات لا تستطيع عقولنا في عام 2022 استيعابها بالكامل، ولهذا علينا أن نتفهّم هذه الشكوك والاحتمالات من أجل مستقبلٍ أفضل”.
شرح الجيل الخامس للويب
يعتمد مفهوم الجيل الخامس للويب على الأطروحة القائلة بأن الجيل الثالث للويب ليس كافياً من أجل بناء إنترنت لا مركزي. وأوضحت منصة تي بي دي هذه المعضلة على النحو التالي:
“أضفى الويب طابعاً ديمقراطياً على تبادل المعلومات، لكنه يفتقد إلى طبقةٍ رئيسة؛ وهي الهوية؛ إذ نُعاني من أجل حماية البيانات الشخصية في وجود مئات الحسابات وكلمات المرور التي يصعب تذكرها. وقد أصبحت الهوية والبيانات الشخصية في الويب القائم اليوم مملوكةً لأطرافٍ ثالثة”.
لكن الجيل الخامس للويب سيتألّف من أربعة عناصر رئيسة تعتمد بالكامل على اللا مركزية، والبيتكوين، وأدوات التعريف (المُعرِّفات) اللا مركزية، وخدمات الهوية ذاتية السيادة، وعُقَد الويب اللا مركزية، وعدة مطوري البرمجيات ذاتية السيادة. وتُعرِّف تي بي دي الجيل الخامس للويب على النحو التالي:
“الجيل الخامس للويب هو عبارة عن منصة لا مركزية تُتيح للمطورين الاستفادة من المُعرِّفات اللا مركزية، ووثائق الاعتماد القابلة للتحقق، وعقد الويب اللا مركزية من أجل كتابة تطبيقات ويب لا مركزية وإعادة الملكية والسيطرة على الهوية والبيانات إلى الأفراد”.
وتتجلى الفوارق بين تطبيقات الجيل الثاني للويب التقليدية وبين النظام الإيكولوجي الجديد للجيل الخامس للويب في الرسم أدناه؛ إذ يقوم تطبيق الويب المتقدم في الجيل الثاني للويب بنقل المعلومات مباشرةً إلى الخوادم المركزية، بينما يُحتَفظ بالقليل من التفاصيل في الذاكرة المخبئية الخاصة بالمستخدمين. أما الجيل الخامس للويب فيعمل من خلال عقد ويب لا مركزية مملوكة للمستخدمين، بدلاً من الخوادم المركزية.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.