تواصل عملة البيتكوين (BTC) تقديم أداءٍ ضعيف بالتزامن مع الميل العام لـ”تجنب المخاطرة”، وسعي المستثمرين إلى الذهب باعتباره من أصول الملاذ الآمن.

عدم المخاطرة

تتواصل المخاوف المرتبطة بالهجوم الروسي على أوكرانيا؛ إذ تعاني الولايات المتحدة مع أعلى معدلات التضخم منذ أربعة عقود، كما تسود المخاوف من رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة. 

وتمتد حالة عدم اليقين إلى الاقتصاد العالمي بالتزامن مع التوقعات بركودٍ وليس انتعاشة. في ما وصفت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الأمر بأنها “كارثةٌ فوق الكارثة”، حسب ما نشره موقع News BTC البريطاني.

في ما صرّح صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي بأن “الحرب تمثل صدمة في المعروض، وتقلل الناتج الاقتصادي، وترفع الأسعار. ولا عجب في التوقعات بتسارع معدل التضخم إلى 5.5% لدى الاقتصادات المتقدمة، و9.3% لدى الاقتصادات الأوروبية الناشئة- باستثناء روسيا وتركيا وأوكرانيا”.

وكانت وكالة Reuters البريطانية قد نقلت عن دانيال بريزمان، محلل Commerzbank، مؤخراً حديثه حول العوامل “التي زادت الإقبال على شراء الذهب في الأيام الأخيرة، خاصةً الاهتمام الشرائي القوي بين مستثمري صناديق المؤشرات المتداولة، والأنباء عن الهجوم على أوكرانيا”.

حيث أوضح المحلل أن روسيا تستعد على ما يبدو لشن هجومٍ كبير في شرق البلاد، مما يزيد الطلب بشدة على الذهب كأحد أصول الملاذ الآمن.

ويُمكن القول إن ما سبق يلخص الاتجاه العام لـ”تجنّب المخاطرة” في الوقت الراهن. وتعاني الأسهم حالياً كما هو متوقع بسبب بيع المستثمرين للأصول عالية المخاطرة، واتجاههم لشراء الأصول غير المرتبطة بالأسواق التقليدية. ولهذا يعاني مجال العملات المشفرة إلى جانب أسواق الأسهم، بينما يشهد الذهب صعوداً.

الذهب يتفوق على أداء البيتكوين

تشير البيانات الواردة في آخر تقريرٍ أسبوعي لشركة Arcane Research إلى أننا شهدنا عاماً داكناً بالنسبة “للذهب الرقمي”؛ إذ انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 25% خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من 2022، وما يزال سعرها الحالي منخفضاً بنسبة 18% هذا العام رغم الانتعاشة الخفيفة.

بينما سجلت بورصة ناسداك انخفاضاً مماثلاً بنسبة 19% خلال العام الجاري، بعد أن كانت أضعف أداءً من البيتكوين “بهامشٍ بسيط” وفقاً للتقرير. وأضاف التقرير “أن الأمر صادم بالنظر إلى ميل البيتكوين عادةً لاتباع اتجاهات بورصة ناسداك، وإن كان يفعل ذلك مع تقلبٍ أعلى”.

لكن الخوف العام من الشكوك الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى أعاد الذهب إلى دائرة الضوء من جديد باعتباره أحد أصول الملاذ الآمن؛ إذ تفوق الأصل أداءً على جميع المؤشرات الأخرى الظاهرة أدناه بنسب مكاسب بلغت 4%.

وفي الوقت ذاته، كان أداء سوق صرف العملات يتبع “نفس أنماط تجنب المخاطرة”؛ حيث أثبت الدولار هيمنته على تجنب المخاطرة مع صعود مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 7%. بينما تعرض اليوان الصيني لضربةٍ قوية بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني وسياسة “صفر كوفيد” التي تتبعها البلاد -والتي تخلق مشكلات في سلسلة التوريد العالمية. وعلى الجانب المقابل، بدأ المستثمرون في التهافت على الدولار الأمريكي بحثاً عن الأمان.

وعادةً ما يُشير أنصار البيتكوين إلى العملة باعتبارها الذهب الرقمي، زاعمين أنها تعتبر من أصول الملاذ الآمن. ولا شك أن هذا الرأي أثبت نفسه حين ظلت العملة “غير مرتبطة بغالبية فئات الأصول الكبرى”، لكن الأمور تغيرت في سيناريو 2022 بالتزامن مع تصنيف المستثمرين للعملة “داخل سلة الميل للمخاطرة”.

ويُذكر أن Arcane Research أشارت في تقرير سابق إلى أن ارتباط مؤشر البيتكوين ببورصة ناسداك على مدار 30 يوماً قد عاود زيارة أعلى مستوياته المسجلة في يوليو/تموز 2020، في ما بلغ ارتباط العملة بالذهب أدنى مستوياته المسجلة على الإطلاق.

من ناحيةٍ أخرى، أوضح متداولٌ يستخدم اسماً مستعاراً أن “استمرار تبني البيتكوين ودخول المزيد من شركات الاستثمار إلى السوق سيزيد من شدة الارتباط بين البيتكوين والأسهم. وهذا هو النمط الذي عانى عالم العملات المشفرة من أجل تقبله في الماضي، لكنه أصبح حقيقياً الآن أكثر من أي وقتٍ مضى. ولا شك أن صحة أسواق الأسهم تصب في صالح البيتكوين”.

وفي الوقت ذاته، يبدو أن زخم المتداولين العام يتجه للهبوط، حيث يقول الكثير منهم إن العملة قد تلامس مستوى الـ30 ألف دولار قريباً.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.