لا شك أن مجهولية الهوية كانت من أهم عوامل انجذاب الناس إلى العملات المشفرة والبيتكوين (BTC)، إذ تتمثل في القدرة على تبادل المدفوعات بشكلٍ مباشر مع طرفٍ آخر دون مشاركة مصرفٍ تجاري أو حكومة في المعاملة.
لكن أحد الخبراء الاقتصاديين يقول إن ما يحدث هو العكس، وإننا نشهد بالفعل درجةً من المركزية في هذا المجال، حسب موقع Yahoo الأمريكي.
حيث قال إسوار براساد، أستاذ الاقتصاد بجامعة كورنيل، خلال مقابلةٍ بتقنية الفيديو مع موقع Yahoo الأمريكي: “قد ينتهي بنا المطاف بعيداً عن اللامركزية والمجهولية لنجد أنفسنا بمفارقةٍ عجيبة في الطريق نحو عالمٍ تتمتع داخله الشركات الكبرى -وربما المصارف المركزية- باطلاعٍ أكبر على معاملاتنا المالية”.
وأوضح براساد أن العملات المشفرة قد تصبح أكثر مركزيةً بالتزامن مع تفكير المصارف المركزية في إصدار عملاتها الرقمية الخاصة. وأردف أن العملات الرقمية للبنوك المركزية قد تُلغي الحاجة إلى وجود العديد من شركات العملات المشفرة الخاصة، بما في ذلك منصات المدفوعات الرقمية.
وتابع براساد: “ربما ينتهي المطاف بالعملات المشفرة إلى منح الحكومات أو المصارف المركزية أدواتٍ تمُكّنها من مراقبة الحيوات الاقتصادية والمالية على حد سواء، حيث ستلعب تلك العملات دور الوكلاء لتلك الكيانات التقليدية”.
ولا يقتصر الأمر على فكرة التدخل الحكومي هنا؛ بل أضاف براساد أن العملات المستقرة بدأ يقل إصدارها على المنصات اللامركزية، بينما بدأ يزيد إصدارها من جهاتٍ بعينها.
وأردف: “لا شك أن بإمكاننا تخيل عالمٍ تسوده عملاتٌ مستقرة هي عبارة عن عملات نقدية تتمتع بقيمةٍ مستقرة؛ لأنها مدعومة من تلك العملات النقدية، ومن السهل أن تحظى هذه العملات الجديدة بزخمٍ كبير في حال بنائها على منصات الشبكات الاجتماعية أو المنصات التجارية الحالية، مثل Amazon أو PayPal”.
وقال براساد كذلك إن تسجيل حسابك الشخصي ومحفظتك الرقمية على منصة تداول ربما يمنحك القليل من المجهولية مقارنةً بالتداول في بورصةٍ مركزية، ولكن يظل من الصعب الإبقاء على هويتك مخفيةً في حال كنت تستخدم العملات المشفرة بشكلٍ مكثف.
وأضاف: “لم تعد مجهولية الهوية هي نقطة الدعاية الكبرى لهذه العملات الرقمية الآن”.
لكن براساد يرى مع ذلك أن افتقار العملات المشفرة إلى المجهولية نسبياً قد يكون له جانبٌ إيجابي؛ إذ أكّد على أن عملة البيتكوين مثلاً باتت تُستخدم في المعاملات غير المشروعة بوتيرةٍ أقل من ذي قبل. وأشار إلى قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالي على كشف هذه المعاملات، وربط الهويات الرقمية بالهويات الحقيقية، في حال استخدام البيتكوين بشكلٍ مكثف أو لشراء سلعٍ حقيقية.
واختتم حديثه قائلاً: “إذا كنت طرفاً سيئاً يحاول استخدام هذه العملات على مستوى دولةٍ للتهرب من العقوبات مثلاً، أو تحاول إخراج أموالك من البلاد لأن عملة بلادك تنهار؛ فمن الممكن أن تنجح في مقاصدك، ولكن الأمر أصعب بكثيرٍ مما يتخيله البعض”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.