ظهرت سوق العملات المشفرة في خير حالٍ يوم الثلاثاء 19 أبريل/نيسان مقارنةً بنتفليكس. إذ انخفضت أسهم شركة البث عبر الإنترنت الرائدة عالمياً بنسبة 27% ليصل سعر السهم إلى 256 دولاراً في تعاملات ما بعد الإغلاق، وهو رقمٌ يتساوى مع معدلات عام 2019.
وقد جاء الانخفاض بعد إعلان الشركة عن فقدان 200 ألف مشترك في الربع الأول من عام 2022، وتقدر الخسارة بنحو 40 مليار دولار في نصف ساعة، حسب موقع News BTC البريطاني.
ولا شك أنها المرة الأولى التي تفقد خلالها الشركة عملاءً منذ عام 2011، ومن المتوقع أن تفقد نحو مليوني مشترك آخرين خلال الربع الثاني الجاري من العام. ويُذكر أن سعر سهم نتفليكس حالياً أقل من أعلى مستوياته المسجلة بنسبة 63%، مع انخفاضٍ بأكثر من 40% العام الجاري.
في ما قال برايان شاباتا، من وكالة Bloomberg الأمريكية: “إلى الأشخاص الذين يتساءلون عن مدى شدة هذه اللدغة، أقول لكم: تذكروا أن فيسبوك ما يزال منخفضاً بنحو 33% تقريباً منذ الإعلان عن بلوغ المنصة لسقف نمو أعداد المستخدمين”.
من جانب صرّح المحلل مايكل ناثانسون من MoffettNathanson للوكالة الأمريكية: “الأمر صادمٌ ببساطة. تبخّر كل ما حاولوا إقناعي به على مدار السنوات الخمس الماضية في ربعٍ مالي واحد. يا له من تحولٍ كامل”.
هل ستسير العملات المشفرة على نفس الدرب؟
أفادت الوكالة الإخبارية بأن أسهم “ديزني تراجعت بمقدار 5.2% في التعاملات خارج ساعات التداول بعد أن نشرت نتفليكس توقعاتها. في حين انخفضت أسهم Warner Bros. Discovery، مالكة شبكة HBO Max، بمقدار 2.8%. بينما انخفضت أسهم Roku Inc، التي تصنع أجهزة الاستقبال، بنسبة 8.3%”.
وقد تساءل الكثيرون عما إذا كان هذا الانخفاض سيؤدي لهبوط سوق العملات المشفرة أيضاً. إذ أشار اقتصاديٌ إلى أن آخر مرة شهدنا فيها مثل هذا الانهيار الحاد لنتفليكس (في 22 يناير/كانون الثاني 2022)؛ “أدى ذلك إلى تحفيز انهيارٍ بأكثر من 30% لمختلف العملات المشفرة على مدار 4 أيام”. لكنه أضاف أنه لا يتوقع تكرار نفس المشكلة هذه المرة. “إنه حدثٌ فرديٌ منفصل هذه المرة”.
ولا يعتقد الكثيرون أن هذا السيناريو سيتكرر لأن الحالة السابقة كانت مرتبطةً بالاقتصاديات الكلية أكثر -حيث شهدت سوق الأسهم حالة بيعٍ بسبب الخوف المرتبط برفع أسعار الفائدة الأمريكية، في حين تبدو المؤشرات هذه المرة محصورةً في تراجع الطلب على خدمة الشركة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اعترفت الشركة بأن المنافسة “تؤثر على هامش النمو نوعاً ما”. وبخلاف زيادة المنافسة في الوقت الراهن، أوضحت الشركة أيضاً أن الأداء السيئ في الربع الأول يرجع جزئياً إلى الأعداد الكبيرة من المستهلكين الذين يشاركون كلمات مرورهم، حيث تشير التقديرات إلى وجود 100 مليون أسرة تستخدم الخدمة بالمجان فعلياً.
واستشهدت الشركة كذلك بعدة عوامل كبرى مثل “تباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع التضخم، والأحداث الجيوسياسية كهجوم روسيا على أوكرانيا، كما أن بعض الاضطرابات المتواصلة نتيجة كوفيد ما يزال لها تأثيرها أيضاً”.
ويُمكن القول الآن إن نتفليكس قد فشلت تماماً في تحقيق توقعاتها بنموٍ مقداره 2.5 مليون مشترك، ناهيك عن توقعات وول ستريت التي تنبأت بضم المنصة لهذا العدد من المشتركين في الربع الأول من 2022.
ومن ناحيةٍ أخرى بدت الدعاية المناهضة للعملات المشفرة شاحبةً وهزيلةً اليوم، بعد أن كانوا يصفون العملات المشفرة بأنها “شديدة التقلب والخطورة” ويزعمون بضرورة حماية المستثمرين منها.
ويُذكر أنه في أعقاب أول هبوطٍ كبير لنتفليكس العام الجاري في 27 يناير/كانون الثاني؛ نقل بيل أكمان أن صندوق تحوطه اشترى أكثر من 3.1 مليون سهم في الشركة. مما يعني أن حصته انخفضت حالياً بمقدار 387.5 مليون دولار.
“هناك شخصٌ يعرف دائماً”
يجب تسليط الضوء هنا أيضاً على أن صناعة التشفير تُتّهم عادةً بأنها مخططٌ احتيال، لكن بعض المحللين لاحظوا في سيناريو نتفليكس الحالي مؤشرات على التداول من الداخل.
إذ لاحظ حساب Unusual Whales على تويتر أن “أكثر السلاسل نشاطاً قبل الإغلاق” كانت تلك التي تطرح أسهم نتفليكس للبيع مقابل 300 دولار. “كما كانت جميع صفقات قاعة البورصة هبوطية”. مما يعني أن المتداولين أصحاب عقود خيارات البيع قد جنوا أموالاً طائلةً على الأرجح. وهو ما قد يبدو وكأنهم كانوا على علمٍ بما سيحدث.
وعلى نحوٍ مماثل، أشار الحساب إلى أن “أحد المتداولين استحوذ على مركز بيعٍ ضخم لنتفليكس بشراء +100 ألف سهم قبل سبعة أيام. ووصل حجم التداول يومها إلى 4,500، و41 في اليوم السابق، لتنتهي صلاحيتها في غضون شهر. أي أن هذا المتداول كسب نحو 1000% على الأرجح”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.