اهتمام حكومة دبي بمجال التقنيات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ليس وليد اللحظة، فدبي غنية عن التعريف لدى الجميع باهتمامها العالي بهذه المجالات، وأيضاً باعتبارها مركزاً تجارياً عالمياً مهماً في المنطقة، حيث توجد مدينة خاصة في دبي تسمى “مدينة دبي للإنترنت”، فيها أكبر مجتمع لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت في منطقة الشرق الأوسط. هذه إشارة كبيرة على اهتمام دبي بالعولمة.
مؤخراً بدأت طموحات دبي تتزايد بأن تكون رائدة بمجال العملات الرقمية المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs، وأيضاً في مجال تقنية سلاسل الكتل “بلوكتشين”، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.
كما تطمح بأن تكون مركزاً عالمياً لخدمات التشفير، وأن تكون سباقة في هذا المجال الجديد على المنطقة الشرق الأوسط. وتسعى دبي لأن تكون أول من تتعامل بالعملات الرقمية المشفرة في الوطن العربي والشرق الأوسط بشكل رسمي.
وأيضاً تريد أن تفرض وجودها في الساحة الدولية ومنافسة الدول الرائدة بهذا المجال مثلاً كدولة سنغافورة الرائدة بمجال خدمات العملات الرقمية المشفرة.
وكان مركز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة دبي للمستقبل أصدر قبل عامين تقريراً، بأن تبني تكنولوجيا التعاملات الرقمية من خلال تقنية سلاسل الكتل “بلوكتشين” في دولة الإمارات، سيسهم بتحقيق عوائد تتجاوز 3 مليارات دولار، أي ما يعادل 11 مليار درهم إماراتي.
هذا إضافة إلى الحد من استخدام 398 مليون ورقة مطبوعة، وتوفير 77 مليون ساعة عمل سنوياً من خلال توظيف تقنيات البلوكتشين في معالجة المعاملات اليومية.
هذا يوحي بأن دبي تفكر منذ سنوات بتطوير أنظمتها الإدارية وتطبيق تقنية سلاسل الكتل “بلوكتشين”؛ لذلك تسعى حكومة دبي، من خلال هذه التقنية، إلى رقمنة جميع معاملات الشركات الحكومية والخاصة وأيضاً الدوائر الحكومية.
يعود ذلك لأهمية هذه التقنية وتأثيرها على اقتصاد البلاد والقضاء على البيروقراطية في النظام المالي والإداري، مما يسهم في جذب المزيد من المستثمرين الأجانب للاستثمار في دبي، لأنها تُعد نقطة جاذبة وركيزة أساسية للاستثمار في دبي.
وتسعى دبي أيضاً لأن تصبح مركزاً عالمياً لقطاع التشفير. وهناك تطور كبير في دبي وبدأت حكومتها تخطو خطوات متقدمة وانفتاحها الكلي حول العملات الرقمية المشفرة وتقنية “بلوكتشين” أيضاً.
وذكرت بعض المصادر الإعلامية الإماراتية أن شركة “إعمار” الإماراتية الرائدة بمجال العقارات في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، أعلنت عن تعاملها بالعملات الرقمية المشفرة، وقبولها البيتكوين والإيثيريوم كوسيلة دفع لشراء عقاراتها.
ولذلك تقدم حكومة دبي تسهيلات لإصدار تراخيص الشركات المتخصصة بمجال خدمات الأصول الرقمية المشفرة. وتسعى دبي لأن تكون مركزاً للتوسع في الشرق الأوسط بمجال الأصول الرقمية المشفرة والرموز الغير قابلة للاستبدال والنسخ NFTs وعالم الافتراضي “ميتا فيرس”.
شركات خدمات الأصول الافتراضية تعسكر في دبي
أبرز الشركات التي تعمل في مجال خدمات الأصول الافتراضية والتي حصلت على تراخيص عمل في مدينة دبي، هي FTX وBinance وnexo.
كما غازلت دبي منصة بينانس بمنحها ترخيصاً محدوداً للعمل كبورصة للعملات الرقمية المشفرة، والتوقيع على عمل شراكات وتعاون فيما بينهم. في المقابل غازلت شركة بينانس دبي بإحيائها مؤتمراً خاصاً بتقنية بلوكتشين في دبي، بهدف التعرف على مستقبل تقنيات بلوكتشين، والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs والعالم الافتراضي ميتافيرس. ضم المؤتمر خبراء بلوكتشين حول العالم، وأقيم في شهر مارس/آذار الماضي لمدة ثلاثة أيام.
هذا يعني الكثير لدبي أن تفتح شركة بينانس فرعاً في دبي، فشركة بينانس تُعد أكبر بورصة عملات رقمية مشفرة في العالم من حيث التداول. ومنصة بينانس تداولها اليومي يقدر بأكثر من 16 مليارات دولار أمريكي. كما أن منصة FTX تُعد ثالث أكبر بورصة بالعملات الرقمية المشفرة، ويصل حجم تداولها اليومي بحدود 2 مليار دولار أمريكي.
تصريحات كل من مؤسسي “بينانس” و”نيكسو” وإشادتهم بدبي أن تكون مركزا عالمياً للتشفير يعني أن دبي خطت خطوات جيدة بمجال الأصول الافتراضية.
وفي تصريح الرئيس التنفيذي للمنصة بينانس تشانغ بينغ زاو، أشاد كثيراً بدبي وعلى رأسها الحكومة وانفتاحها أمام الأصول الرقمية المشفرة، وتقديمها تسهيلات من أجل العمل في دبي لكي تكون مركزاً في عالم التشفير، ووصفها بالمدينة المؤيدة تماماً للعملات المشفرة. وتعمل حكومة دبي جاهدة لبناء منظومة تشريعية ورقابية نموذجية للأصول الرقمية المشفرة.
كما صرح مؤسس شركة “نيكسو” أنتوني ترينشيف لوكالة بلومبيرغ بأن الحصول على ترخيص لشركتهم وفتح فرع في دبي، سيعود بالمنفعة للشركة في ترسيخ موطئ قدم في الإمارات العربية المتحدة كمركز للتوسع في منطقة الشرق الأوسط، وأشاد بدولة الإمارات العربية المتحدة بتقديمها كل سبل النجاح والبيئة المناسبة للمستثمرين في مجال الكريبتو.
فهل ستصبح دبي عاصمة العملات الرقمية المشفرة بالشرق الأوسط؟
وهل ستصبح دبي قبلة المستثمرين بالعملات الرقمية المشفرة؟
وهل ستصبح دبي مركزاً عالمياً للتشفير؟
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.