“النقد الدولي” يحذر من لجوء روسيا إلى تعدين التشفير لتجنب العقوبات

عبّر صندوق النقد الدولي عن قلقه إزاء احتمالية استخدام روسيا تعدين البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، في خطوة من البلاد للتغلب على آثار العقوبات المفروضة عليها بسبب الغزو على أوكرانيا.

صندوق النقد الدولي يحذر من استخدام روسيا للتشفير

حذر صندوق النقد الدولي IMF في تقريره الجديد من أن الدول الخاضعة للعقوبات، مثل روسيا، يمكنها استخدام العملات المشفرة وتعزيز صناعة التعدين بشكل كبير للتهرب من أية عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.

وأشار IMF في تقريره عن الاستقرار المالي العالمي، إلى أن روسيا قد تخطط لاستخدام تعدين العملات المشفرة للتحايل على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أعقاب حربها ضد أوكرانيا.

وفقاً للصندوق، يمكن لروسيا الاعتماد على العديد من الأدوات لنقل الأموال خارج النظام المالي التقليدي. فيما يمكن أن يكون أحد الأمثلة البارزة هو استخدام عمليات تبادل العملات المشفرة غير المتوافقة جنباً إلى جنب مع منصات تعزيز إخفاء الهوية، مثل المنصات اللامركزية DEX أو الخلاطات.

بالإضافة إلى ذلك، شدد IMF على استخدام العملات المشفرة للخصوصية مثل مونيرو XMR، والتي يمكن أن تساعد في تجنب تتبع المعاملات؛ ما يسهل على الحكومة الروسية التخفيف من تأثير الكتلة المالية.

روسيا واستخدام التعدين للتهرب من العقوبات

روسيا هي الدولة الأكثر معاقبة في العالم حالياً، مع اتخاذ أكثر من 400 إجراء مختلف ضدها؛ لهذا جادل صندوق النقد الدولي بأن الحكومة يمكن أن تلجأ إلى تعدين العملات المشفرة من أجل “تسييل موارد الطاقة التي لا يمكن تصديرها”.

لطالما كان تعدين العملات الرقمية نقطة محورية لوكالات إنفاذ القانون الدولي؛ لأن مثل هذا النشاط يمكن أن يكون مربحاً في الأوقات التي تواجه فيها الأنشطة الاقتصادية الأخرى حظراً أو قيوداً. تشمل الدول الأخرى الخاضعة للعقوبات، والمعروف عنها أن لديها مرافق تعدين بيتكوين ومجتمع تشفير نشط، إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وروسيا.

بمرور الوقت، يمكن للبلدان الخاضعة للعقوبات تخصيص المزيد من الموارد للتهرب من العقوبات من خلال التعدين. ويمكن أن يسمح التعدين للبلدان بتحويل موارد الطاقة إلى نقود، والتي لا يمكن تصدير بعضها بسبب العقوبات.

IMF يطلب من الشركات مراقبة معاملاتها جيداً

أفاد الصندوق أن كل المنظمين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يطلبون من جميع الشركات، بما في ذلك شركات العملات الرقمية، أن تكون أكثر يقظة وحذراً في معاملاتها، وبالتالي منع أية ثغرات من الحكومة الروسية.

على عكس ما يكشفه صندوق النقد الدولي بشأن احتمال استخدام روسيا لتعدين العملات المشفرة للتهرب من العقوبات، كان البنك المركزي الروسي قد أبلغ بالفعل في بداية عام 2022 أنه يريد اقتراح قانون ضد تعدين العملات المشفرة؛ لأنه يضر بالبيئة.

ومع ذلك، ألمح الرئيس بوتين إلى تغيير محتمل في الرأي؛ قال مؤخراً: إن روسيا يمكن أن تتمتع بمزايا كبيرة لعمال تعدين العملات المشفرة، ويبدو أن الدولة تتبنى موقفاً أكثر ملاءمة للعملات المشفرة، وربما تقبل بيتكوين ذلك بوصفه دفعة لصادراتها من النفط والغاز.