في وقت تداول فيه البعض خبراً عن تطبيق للتوكنات غير القابلة للاستبدال NFT على متجر التطبيقات App Store، يبدو أن شركة أبل قررت حظره فجأةً رغم أنه ظل يعمل في الخفاء منذ شهور.

وصرحت الشركة بأن التطبيق يُضلّل المستهلكين لشراء توكنات غير قابلة للاستبدال لا يُمكن إعادة بيعها، كما أنها ليست مخزّنةً حتى على أي بلوكتشين، حسب ما نقله موقع Tech Crunch الأمريكي.

ويبدو التطبيق احتيالياً بعض الشيء، لكنه ليس خطأ مطوري التطبيق الذين حاولوا على ما يبدو إحياءه داخل المنطقة الرمادية لتوجيهات أبل غير الموجودة فيما يتعلق بالتوكنات غير القابلة للاستبدال. وتجدر الإشارة إلى أن أبل أعادت التطبيق فجأةً إلى متجرها بعد نحو ساعة من نشر الخبر.

لكن هذه الملحمة الصغيرة تُسلط الضوء على تساؤلٍ أكثر أهمية: ما هي خطط أبل للتوكنات غير القابلة للاستبدال تحديداً؟

فمن ناحية، شركة أبل لا تتمنى سوى حظر التوكنات غير القابلة للاستبدال بالكامل من متجر التطبيقات. إذ جادلت الشركة بأن أهم ما يُميّز متجر التطبيقات هو قدرته على حماية المستخدمين من عمليات الاحتيال -لكنه أمرٌ يصعب تحقيقه للغاية في بيئة التوكنات غير القابلة للاستبدال الموجودة اليوم. 

وربما يبدو تنظيم الصناعة داخل الحديقة المُسوّرة لمتجر التطبيقات أشبه بكابوس، حيث سيتطلب من أبل بناء “هيئة أوراق مالية وبورصات” داخلية خاصة بها.

ولكن شركة أبل تعشق الأموال أيضاً، وخاصة الأموال المُحصّلة من عائدات خدمات متجر التطبيقات.

إذ تُعتبر الألعاب أكثر القطاعات انتشاراً على متجر التطبيقات، مما يُدِرُّ على أبل دخلاً بمليارات الدولارات سنوياً. وتبدو احتمالية تبني شركات الألعاب للتوكنات غير القابلة للاستبدال على نطاقٍ كبير في العقد المقبل أمراً مرجحاً للغاية، ولهذا فإن تفويت هذه الأرباح سيُطيح بهيمنة أبل على المدفوعات داخل التطبيقات لألعاب المحمول.

ولكن كيف ستُولّف أبل نظام الدفع داخل التطبيقات مع التوكنات غير القابلة للاستبدال وأصول البلوكتشين؟

ربما تتمكن بعض التطبيقات المنفردة من تبرير ضريبة أبل المفروضة على المبيعات الأولية للتوكنات غير القابلة للاستبدال، ولكن ليس هناك مجالٌ لتبرير فرض نفس الرسوم على المبيعات الثانوية بين الأقران للتوكنات التي يملكها أشخاصٌ بالفعل. 

وقد أطلقت بعض متاجر التوكنات غير القابلة للاستبدال، مثل أوبنسي OpenSea وراريبل Rarible، تطبيقاتها على متجر أبل بالفعل. لكن هذه التطبيقات الأصلية لا تسمح للمستخدمين سوى بعرض التوكنات فقط، دون القدرة على التفاعل مع الواجهات إطلاقاً. 

بينما تدرس غالبية الشركات الناشئة والشرعية في مجال التوكنات غير القابلة للاستبدال كيفية التفاعل مع الهواتف المحمولة، حيث إن عدم إصدار أبل لتوجيهات واضحة حول الأمر قد يدفع بالمزيد من المطورين إلى الاستثمار في التجارب القائمة على الويب، والتي تتغلب على قواعد متجر التطبيقات.

لكن الأمر الواضح بشدة هو أنه في حال قررت أبل تخصيص مساحةٍ للتوكنات غير القابلة للاستبدال في قواعد متجر التطبيقات، فسوف تفعل ذلك على شروطها الخاصة. وقد يسلك الأمر عدداً من المسارات المختلفة؛ إذ يمكن أن نرى عالماً تسمح خلاله أبل بوجود أصول بعينها على شبكات بلوكتشين معينة، أو ربما تبني أبل شبكة البلوكتشين الخاصة بها. لكن الأرجح هو أن طريق أبل نحو التحكم في تجربة المستخدم سيعتمد على صياغة عقودهم الذكية الخاصة للتوكنات غير القابلة للاستبدال، والتي قد يضطر المطورون لاستخدامها من أجل الحفاظ على امتثالهم لقواعد متجر التطبيقات.

وتستطيع الشركة تبرير الأمر بسهولة على أنه محاولةٌ لضمان حصول المستهلكين على تجارب متسقة، وحتى يثقوا في منصات التوكنات غير القابلة للاستبدال الموجودة على متجر التطبيقات. ولا شك أن هذه العقود الذكية ستُدِرُّ الإيرادات على أبل تلقائياً، وتفتح خطاً جديداً لمدفوعات الرسوم داخل التطبيقات، الأمر الذي قد يصل حتى إلى المعاملات التي ستجري خارج نظام أبل. 

كما قد تحتوي تلك العقود على المزيد من الوظائف المعقدة أيضاً، حتى تسمح لأبل بالتعامل مع ما يتطلبه سير العمل -مثل عكس المعاملات.

ولا حاجة للقول إن جميع هذه الخطوات ستُثير جدلاً كبيراً بين المطورين الحاليين. ولا شك أن قيام أبل بإجراء أي تعديلات على طريقة كتابة العقود الذكية، ونوعية العقود التي سيُسمح باستخدامها، سيُمثّل تحولاً رئيسياً في عالم التشفير وقد يؤدي إلى إحداث اضطرابات في النظام الإيكولوجي للمطورين. ربما أبل ستواجه صعوبةً في تجاهل هذا السوق لفترةٍ أطول.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.