أحد كبار الخبراء يرى أن “المحاصصة” ستكون أكبر الأنشطة التجارية مستقبلاً.. وإليكم كيفية عملها

جنى الكثير من الناس أموالاً طائلة من العملات المشفرة في السنوات الأخيرة، كما خسر الكثيرون المال أيضاً.

ومن هنا تنبع أهمية تحديد الاتجاه الكبير المقبل لزيادة قيمة حيازة عملاتك المشفرة ونقودك السائلة على حد سواء، حتى وإن كان ذلك من أجل حماية أصولك فقط على الأقل.

وقد وضع ديفيد لاوانت، مدير الأبحاث في شركة Bitwise Asset Management، أعينه على النشاط التجاري الكبير التالي: “نتوقع أن تكون المحاصصة بمثابة النشاط الكبير المقبل بالنسبة للصناعة ككل”. ويُذكر أن لاوانت شارك في تأليف كتاب CFA Institute Research Foundation عن التشفير. في حين تُدير شركته أصولاً بقيمة 1.3 مليار دولار.

بينما يجني بعض المستثمرين بالفعل نسبة عائد سنوي تُجاوز الـ1,000% من “المحاصصة”، ويكسبون أمولاً طائلة من الدخل السلبي أثناء العملية، حسب مجلة Fortune الأمريكية.

فما هي المحاصصة؟ ولماذا يشعر لاوانت بالثقة في أنها ستصبح النشاط الكبير المقبل؟ وما العلاقة بينها وبين “اندماج” الإيثريوم Ethereum المنتظر بشدة والذي سيحدث قريباً؟

ما هي المحاصصة؟

تستمد المحاصصة اسمها من إمكانية تنفيذها فقط باستخدام العملات المشفرة القائمة على شبكات بلوكتشين تستخدم آلية إثبات الحصة PoS.

إذ تعمل العملات المشفرة مثل البيتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) بآلية قائمة على إثبات العمل PoW، حيث يتعيّن على المُعدّنين إتمام أحجيات معقدة من أجل التحقق من المعاملات وإنشاء العملات الجديدة. وتتطلب هذه العملية كماً هائلاً من طاقة الحوسبة، الأمر الذي يتعرض للانتقاد عادةً بسبب التأثير البيئي.

أما الخيار الصديق للبيئة فهو آليات إثبات الحصة، ولاوانت على قناعة بأن المحاصصة ستكون جزءاً مهماً من موجة مستقبل التشفير.

ففي إثبات الحصة، يتحقق المستخدمون من المعاملات وفقاً لعدد العملات التي يساهمون بها أو يُحاصصونها. ومع محاصصة المستخدم للمزيد من العملات، تزيد احتمالية اختياره للتحقق من المعاملات على الشبكة وكسب المكافآت.

وقد تشمل المكافأة نسبة عائدٍ سنوي، لكن النسبة المحددة تعتمد على نوعية البلوكتشين المستخدمة.

حيث ستنتقل بلوكتشين الإيثريوم مثلاً إلى نموذج إثبات الحصة بفضل ترقيةٍ منتظرة في العام الجاري، وسيكسب المحققون الراغبون في محاصصة الإيثريوم عائدات مقابل دعمهم. وهذا هو “الاندماج” الذي يُثير حماس مجتمع الإيثريوم بشدة. وكلما زادت حصص المحقق، زادت احتمالية اختياره للحصول على مكافأة.

وتمتلك شبكة الإيثريوم حالياً سلسلةً بآلية إثبات العمل وأخرى بآلية إثبات الحصة، وتعملان بالتوازي. وربما يوجد محققين لكلتا السلسلتين، لكن سلسلة إثبات العمل هي الوحيدة التي تعالج معاملات المستخدمين في الوقت الحالي. وبمجرد إتمام الاندماج، ستتحول بلوكتشين الإيثريوم بالكامل إلى سلسلة إثبات الحصة التي تدعى بيكون تشين Beacon Chain، مما سيجعل التعدين بإثبات العمل أمراً عفا عليه الزمن.

وتسمح بيكون تشين للراغبين في محاصصة الإيثريوم بأن يدعموا الشبكة ويكسبوا العائدات، “التي تتراوح نسبتها حالياً بين 4% و5%. ومن المتوقع أن تتوسع هذه العائدات بشكلٍ كبير بمجرد تنفيذ الاندماج، لأن المحاصصين سيبدأون في الحصول على دخلٍ إضافي”.

ويتوقع البعض أن تتراوح المكافآت بين 7% و12% في أعقاب الاندماج.

في الوقت ذاته تعمل شبكاتٌ أخرى، مثل سولانا Solana والكاردانو Cardano، بآلية إثبات الحصة بالفعل. ويمكن للمرء أن يكسب مكافأةً تُقدّر 5.8% سنوياً مقابل محاصصة عملات سولانا (SOL)، في حين أن محاصصة عملة بوليغون (MATIC) تقدم مكافأةً تقدر بـ19.5%.

ولكل شبكة بلوكتشين متطلباتها المختلفة في ما يتعلق بالمحاصصة، ومخاطرها المختلفة المرتبطة بالعملية.

إذ تراهن هذه العملية في الأساس على صلاحية العملات المشفرة للمحاصصة، وهو أمرٌ يرتبط بقدرٍ كبير للغاية من المخاطرة. وقد أفاد موقع The Business of Business الأمريكي بأن “هذه المكافآت تأتي عادةً في صورة توكنات من العملة المشفرة نفسها، وفي حال أصبحت العملة الأصلية بلا القيمة، فستصبح مكافأة المحاصصة عديمة القيمة أيضاً”.

وتوجد أحياناً قيودٌ على السرعة التي يمكنك بها سحب عملاتك المشفرة بعد المحاصصة، وعقوبات معينة في حال عدم التحقق من صحة المعاملات بشكلٍ نشط، وحد أدنى مطلوب للمحاصصة.

ومع ذلك يواصل المستثمرون تجربة المحاصصة.

وقد استشهدت بعض منصات العملات المشفرة كذلك بالدخل المجني من المحاصصة.

حيث قال لاوانت: “يمكنك أن تلحظ الملامح الأولى على نجاح المحاصصة في نتائج أرباح شركات مثل كوين بيس Coinbase، التي تعتبر المحاصصة واحدةً من منتجاتها الرائدة إلى جانب تداول العملات المشفرة”.