ظهرت عملة البيتكوين (BTC) الرقمية عام 2008 لتصبح الآن أبرز العملات المشفرة المتداولة دولياً. ويبدو أن عملة البيتكوين قد كسبت ثقة الشعب اللبناني أكثر من المصارف التقليدية.
إذ ارتفع الطلب على جمل “تعدين البيتكوين” و”تداول البيتكوين” مؤخراً، رغم اختلاف شكل عملياتهما، حسب موقع Al-Monitor الأمريكي.
وقد ظهرت أولى أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبيتكوين في شارع الحمرا ببيروت، كما من المتوقع افتتاح جهازٍ آخر قريباً بحسب مارك إسكندر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Magmamining للعملات المشفرة في بيروت.
حيث تحدث إسكندر إلى موقع Al-Monitor الأمريكي حول الطلب على العملات المشفرة في لبنان، حيث فقد العديدون ثقتهم في مصرف لبنان المركزي ومؤسساته.
وقال إسكندر: “لا شك أن فكرة الشبكة اللامركزية وامتلاك الناس لها هو ما أثر على العديدين في لبنان ودفعهم إلى الاستثمار في تعدين البيتكوين”.
واكتسب بائعو أجهزة التعدين في لبنان شهرةً كبيرة على تيك توك، وتيليغرام، وواتساب. كما اضطر العديدون إلى استئجار مستودعات من أجل تخزين الأجهزة، بالتزامن مع استمرار ارتفاع الطلب.
وما يزال العديد من الناس على استعدادٍ للاستثمار في تلك الأجهزة لتعدين البيتكوين والعملات المشفرة الرقمية الأخرى، رغم نقص الكهرباء في لبنان.
إذ انتقل الصيدلاني رابح الحلو (26 عاماً) من بيروت إلى قضاء جزين من أجل تلبية المتطلبات التي تحتاجها أجهزة تعدينه للعمل بسلاسة.
بينما اشتكى مؤخراً سكان جزين، التي تعمل بالطاقة الكهرومائية، من أن زيادة أعداد المُعدّنين في مختلف قرى جزين قد تسببت في رفع الأحمال على النظام. ووجهوا اللوم إلى الاستخدام المكثف لأجهزة التعدين.
وليست الإحصاءات الوطنية عن أعداد المُعدّنين ومستخدمي التداول في لبنان دقيقةً للغاية. لكن إسكندر أخبر الموقع الأمريكي بأن شركته شهدت زيادةً بنسبة 67% في عدد الأشخاص الذين يطلبون تركيب أجهزة التعدين، كما شهدت شركته إجمالاً زيادةً في العائدات بنسبة 145%. وأضاف: “نتوقع زيادة هذه الأرقام مع مرور الوقت”.
ولا يتوقف الأمر عند توفير الاستقلال المالي، إذ تجلب العملات المشفرة معها العملات الأجنبية المطلوبة بشدة للشعب اللبناني المحروم من السيولة النقدية.
وهناك أكثر من 10,000 عملة مشفرة في العالم اليوم، فضلاً عن أكثر من 500 جهاز يمكنه تعدين مختلف أنواع العملات المشفرة الموجودة.
وقد تأسست شركة Magmamining في بيروت قبل ثمانية أشهر، لكن الطلب الذي شهده اسكندر كان كبيراً. إذ أفاد للموقع الأمريكي قائلاً: “يرتفع الطلب بشكلٍ مفاجئ وبطريقةٍ مذهلة للغاية. ووصل بنا الأمر في مرحلةٍ ما إلى الكفاح من أجل تلبية الطلب المرتفع. إذ كان يأتينا عملاء يريدون 10، و20، و100 بطاقة رسوميات في الطلب الواحد”.
كما بدأ مدربو العملات المشفرة داخل لبنان في اكتساب شعبيةٍ كبيرة. ويرجع السبب إلى أن عالم العملات الرقمية (مثل البيتكوين) سريع التوسع، ولهذا فمن الضروري تكوين معرفةٍ جيدة قبل دخول المجال.
وتحدث موقع Al-Monitor إلى مدرب العملات المشفرة هادي حسين، الذي يدرب الناس داخل وخارج لبنان.
وقال حسين: “ينصب تركيزي الأساسي على الناس في لبنان بسبب قلة فرص العمل المتاحة، ولهذا فمن الضروري أن نثقفهم أكثر في ما يتعلق بعالم العملات المشفرة، مع ربطهم بشركاتٍ عالمية موثوقة”.
ويلجأ 50% من عملاء حسين إلى العملات المشفرة لأنهم يبحثون عن فرصٍ لجني المال بالعملات الأجنبية بدلاً من الليرة اللبنانية.
ورغم ذلك، تظل المشكلات العملية المرتبطة بتعدين البيتكوين عقبةً بالنسبة لبعض اللبنانيين، الذين يجدون أنفسهم تحت ضغطٍ هائل بسبب أزمة الكهرباء في لبنان، رغم استثمارهم في أجهزة التعدين باهظة الثمن.
وقد لجأت أعداد متزايدة من الناس في لبنان إلى ألواح الطاقة الشمسية وسط اشتداد أزمة الكهرباء في البلاد، لكن المدهش أن هذا الاتجاه تصاعد أكثر بعد زيادة أعداد مُعدّني البيتكوين الذين يحتاجون إلى مصدر طاقةٍ يُعتمد عليه لتشغيل أجهزة التعدين.
حيث لجأ بعض المعدنين في لبنان إلى تركيب ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء الكافية من أجل استمرار تشغيل أجهزة التعدين، لأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الكهرباء القليلة التي توفرها الحكومة والمولدات الخاصة.
في حين أردف إسكندر: “يبدو كذلك أن الكثير من اللبنانيين على استعدادٍ لبيع كهربائهم مقابل مبلغٍ من المال يومياً”.
وبالتالي تعمل شركة إسكندر على التوفيق بين أولئك الأشخاص وبين المستثمرين الذين يحتاجون إلى ساعاتٍ طويلة من الكهرباء لتشغيل أجهزة التعدين.
وتعمل الشركة الآن على بناء منشأتها الثانية لربط العملاء بالفنادق اللبنانية المستعدة لبيع الكهرباء للمعدنين، لأن الفنادق لم تعد تعمل بنسبة إشغال كاملة مؤخراً.
ولا شك أن الطلب المتزايد على تعدين العملات المشفرة في لبنان قد دفع كذلك بالعديد من المتاجر إلى قبول المدفوعات بعملة التيثر (USDT)، وهي عملةٌ مشفرة لها نفس قيمة الدولار الأمريكي.
وهناك حالياً أكثر من 15 شركة قائمة في لبنان توفر أجهزة التعدين وخدمات التركيب، ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع مع زيادة الطلب.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.