اللامركزية لن تمنع الصين من الميتافيرس.. تعرف على خطط البلاد لاستضافة التقنية

تعتبر الصين واحدة من أبرز الدول الكارهة للنظام اللامركزي، بالتأكيد هذا ما اتضح من خلال قراراتها بحظر أنشطة التشفير في البلاد، وغيرها من الأمور الأخرى. يعتقد البعض أن اللامركزية ستكون عائقاً أمام البلاد في تطبيق تقنية الميتافيرس الناشئة والتي تسعى الأسواق الدولية الأخرى لتطبيقها بشكل كبير.

الصين وتقنية الميتافيرس

يبدو من المرجح أن تكرر البلاد مع الميتافيرس ما حدث مع الويب. عندما أصبح الإنترنت سائداً لأول مرة في التسعينيات، افترض العديد من الناس أنه قد يسرع الديمقراطية في البلاد.

زعم تقرير NewZoo لعام 2021 بعنوان “مقدمة إلى الميتافيرس” أن نفور الأمة الشيوعية من اللامركزية لن يمنعها بالضرورة من المشاركة في التقنية، ولكن التجربة قد تكون مختلفة تماماً، على غرار الطريقة التي يبدو بها الإنترنت مختلفاً وراء سور الحماية العظيم.

تقوم الصين بتصفية المحتوى الحساس سياسياً من خلال إدارة الإنترنت المحلي بشكل صارم وحظر المواقع الإلكترونية الخارجية.

قال نائب رئيس الأبحاث في The Wire China للاستثمارات، ماريو ستيفانيديس، إنه من المحتمل أن تتخذ البلاد نهجاً مشابهاً لاتجاهات الويب 3.

وأضاف: “سيكون من الأسهل بكثير للصين أن تشرف على تطوير الميتافيرس محلياً بدلاً من السماح للمستخدمين بالوصول إلى الميتافيرس العالمي وإنفاق موارد كبيرة للرقابة وحظر تجارب معينة”.

وقالت الصحفية ومؤسسة شركة China Money Network للاستخبارات التكنولوجية الآسيوية والبيانات، نينا شيانغ، إن الانقسام سيكون ملحوظاً بشكل خاص بين شركات الميتافيرس في الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

عمالقة التكنولوجيا يمهدون الطريق إلى الميتافيرس

من المؤكد أن الشركات الصينية مهتمة للغاية بإمكانيات الميتافيرس. في الأشهر الثلاثة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تم استثمار أكثر من 10 مليارات يوان (1.6 مليار دولار) في مشاريع مرتبطة بالتقنية. خلال عام 2020 بأكمله، تم استثمار 2.1 مليار يوان فقط، وفقاً لشركة رأس المال الاستثماري المشفرة Sino Global.

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت شركة محرك البحث العملاقة بايدو، عن تطبيق الميتافيرس الخاص بها XiRang. على الرغم من التركيز المخطط للتطبيق على البنية التحتية الرقمية، حرص نائب رئيس بايدو على التأكيد على أنه لن يدعم العملات المشفرة أو الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs.

مجموعة تينسينت الترفيهية هي أكبر شركة لألعاب الفيديو في العالم تعتمد على الاستثمارات. أعلنت عن خطط للاستحواذ على شركة Black Shark لتصنيع أجهزة الواقع الافتراضي في يناير/كانون الثاني الماضي من هذا العام، كما وصف رئيس الشركة مارتن لاو، الميتافيرس بأنها “فرصة حقيقية” للشركة.

وفقاً لمقدمة تقرير تكنولوجيا الميتافيرس، لا تحتاج تينسينت إلى بنية تحتية لامركزية لتحقيق رؤيتها للميتافيرس نظراً لهيمنتها الحالية على السوق.

وأوضح: “يمكن أن تحقق تينسينت نظرياً قابلية عالية للتشغيل البيني بدون بنية تحتية لامركزية لأن نظام تينسينت البيئي نفسه يغطي بالفعل معظم النقاط في صناعة الألعاب والخدمات التقنية”.

وفقاً لتحليل نشرته وسائل الإعلام المحلية IPRdaily، قدمت تينسينت ما مجموعه 4085 طلب براءة اختراع لتكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز خلال عامي 2020 و2021.

التحديات التي تواجه البلاد

ومع ذلك، فإن جهود الصين في تقنية الميتافيرس لا تزال متخلفة، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة رويترز الإخبارية في 27 يناير/كانون الثاني الماضي من 2022. استشهدت رويترز في تقريرها باستثمارات أقل من قبل عمالقة التكنولوجيا المحليين، كما أشارت إلى أن المنتجات الرائدة في الصناعة مثل سماعات الواقع الافتراضي VR، Meta Oculus محظورة في البلاد.

يعد إنشاء محتوى المستخدم كذلك إحدى الركائز الأساسية لتقنية الميتافيرس، ولكنه معروف كذلك بصعوبة في الصين، نظراً للقيود الصارمة المفروضة على التعبير. اقترحت NewZoo أن شركات مثل تينسينت ستنتج على الأرجح محتوى الميتافيرس الخاص بها من خلال “أوضاع اللعب القابلة لإعادة الاستخدام والعمليات الحية والتعاون عبر بروتوكول الإنترنت”.

تعد الألعاب جزءاً أساسياً من تقنية الميتافيرس كذلك والتي تواجه تنظيماً صارماً من الحكومة المحلية في البلاد. حيث إن الصين هي هذه الدولة التي تحظر كل شيء من المحتوى العنيف القوي إلى تصوير أي شيء يمكن أن يفسر على أنه “فاحش”. خلال العام الماضي، بدأت الحكومة في البلاد في فرض قيود على المدة التي يمكن أن يقضيها القاصرون في ممارسة الألعاب. لكن كيف ستطبق الصين تقنية الميتافيرس بالتأكيد هو تحدٍّ كبير للغاية، وننتظر جميعاً متشوقين كيف يمكن أن يكون ذلك.