مع عودة ارتفاع إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة تدريجياً ليتجاوز التريليوني دولار، تتجه أفكار الكثيرين إلى بيع بعض عملاتهم والانتقال إلى خارج البلاد.

وتشمل قائمة الوجهات الأبرز للمهتمين بالعملات المشفرة بورتوريكو، أو السلفادور، أو حتى قبرص. ولكن ماذا عن بالاو؟

إذ فتحت بالاو أبوابها أمام “المواطنين المشفرين” من خلال برنامج الإقامة الرقمية الخاص بها، وذلك في محاولةٍ لجذب رؤوس الأموال. ويمكن لأي شخصٍ أن يتقدم بطلبٍ لبرنامج الإقامة الرقمية روت نيم سيستم Root Name System مقابل 248 دولاراً فقط، حسب موقع Crypto Slate البريطاني.

ولكن قبل أن تبدأ في حجز تذاكر السفر؛ يجب أن تدرك أن هذا البرنامج قد يكون مختلفاً قليلاً عما تصورته.

لماذا لجأت بالاو إلى العملات المشفرة؟

يتألف أرخبيل بالاو في المحيط الهادئ من أكثر من 500 جزيرة تُميِّزها الرمال الناعمة والشعاب المرجانية الرائعة.

وتمتلك بالاو حالياً اتفاقية “ارتباط حر” منذ استقلالها عن الولايات المتحدة عام 1994. مما يعني أنّ الولايات المتحدة مسؤولةٌ عن الدفاع عن سيادة الدولة لمدة 50 عاماً من تاريخ استقلالها.

وتُعتبر الإنجليزية واحدةً من اللغات الثلاث الرسمية في البلاد، إلى جانب اللغة البالاوية واللغة السونسورولية-التوبيانية. وتتمتع بمدفوعاتٍ عالمية نظراً لاستخدام الدولار الأمريكي كعملةٍ وطنية، بينما يستفيد الزوار الأجانب من مستوى تعادل القوة الشرائية الكبير.

وكانت السياحة تمثل نحو 50% من إجمالي الناتج المحلي في بالاو قبل أن تضربها الأزمة الصحية. إذ أنهكت قيود السفر هذه الصناعة، وتركت فجوةً واسعة في خزائن البلاد.

ومع ذلك تستطيع الآن التقدم بطلبٍ للحصول على “النسخة المحدودة من بطاقة هوية في صورة توكن غير قابلة للاستبدال (NFT)”. وتمنح هذه الهوية لحاملها حق الإقامة الرقمية حتى يستمتع بمزايا مثل الحصول على عنوان عمل، وفتح حسابٍ مصرفي أو حساب مضاربة داخل بالاو.

وقد تكون هذه المزايا مفيدةً لمستثمري العملات المشفرة الذين تُعارض حكومات بلادهم تداول العملات الرقمية.

الإقامة الرقمية تختلف عن الإقامة العادية

مع الأسف، لا تعني الإقامة الرقمية أنه يمكن لحاملها بالضرورة العيش داخل بالاو، أو فتح تجارةٍ هناك، أو حتى أن يصبح مواطناً رسمياً. وبعبارةٍ أخرى، يمكن القول إنّ الإقامة الرقمية تقتصر على حدود العالم “الرقمي” فقط.

إذ يتحدث موقع البرنامج عن الحدود الجغرافية التي أعاقت الحياة في “عالمٍ شديد الترابط”، ويسعى لحل هذه المشكلة بتقديم أول إقامةٍ رقمية على البلوكتشين في العالم.

“مهمة البرنامج هي ريادة عالمٍ عالميٍ بدون حدود، ودعم الجيل الجديد من الوجود الرقمي العالمي”.

ومن الإيجابي أن “شركاء البرنامج” لا يدفعون أي ضريبة دخل، ويمكنهم الوصول إلى أسواق المال الأمريكية، والحصول على عناوين بريدية أمريكية مادية، مع التمتع بـ”بيئةٍ مستقرة ومنخفضة المخاطر” (لكنه أمرٌ قابلٌ للنقاش نظراً لتفاقم معدل الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي).

وستكشف لنا الأيام مدى نجاح البرنامج. لكن المؤكد هو أن إضافة الإقامة أو حتى الجنسية لهذا البرنامج ستجعله مثيراً للاهتمام أكثر.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.