يتحدث الجميع عن الميتافيرس، وتعمل الشركات الكبرى على إعداد أجهزة تساعدها في الوصول إليه، ويبدو على نحوٍ متزايد أنّه سيكون منصة التواصل الكبرى المقبلة في نهاية المطاف، على غرار ما حدث مع شبكة الويب العالمية.

ولكن إذا سألت شركة إنتل Intel، فإنّ الوصول إلى “نهاية المطاف” ربما يستغرق وقتاً طويلاً، حسب ما ذكره موقع The Next Web الهولندي.

ففي أول تصريحٍ لها منذ بدأت الأنظار تتجه إلى الميتافيرس، عقب إعادة تسمية فيسبوك، قالت شركة إنتل إنّنا سنحتاج لمضاعفة كفاءة حوسبة أفضل الأدوات الحالية ألف مرة من أجل الوصول إلى حوسبة الواقع الافتراضي اللازمة لبلوغ ذروة الميتافيرس.

إذ كتب نائب الرئيس البارز في إنتل، رجا قدوري:

“حوسبة الواقع الافتراضي المستمرة على نطاقٍ واسع تسهل الوصول إليه بواسطة المليارات من البشر في الوقت الفعلي، ما تزال بحاجةٍ إلى الكثير. أو بعبارةٍ أخرى: تحتاج لمضاعفة كفاءة حوسبة أحدث الأجهزة الموجودة اليوم 1000 مرة”.

وأضاف لاحقاً أنّه بخلاف الأجهزة، فسوف نحتاج إلى معماريات برمجية وخوارزميات جديدة لتحقيق حلم الميتافيرس.

وليس هناك حد أدنى واضح لحجم طاقة الحوسبة التي سيحتاجها الميتافيرس؛ حيث يقول البعض إنّ الميتافيرس موجودٌ بالفعل في طوره البدائي.

لكن تصريحات قدوري تُثير مسألةً مهمة: وهي أننا سنحتاج على الأرجح لإدخال تحسينٍ هائل على كفاءة المعالجة حتى يتمكن الميتافيرس من توفير تفاعلات اجتماعية مقنعة لمجموعةٍ كبيرة من الناس.

وإذا أردنا أن يكون الميتافيرس أكثر من مجرد ألعاب متعددة اللاعبين بتقنية الواقع الافتراضي أو المعزز، فسوف نحتاج إلى طاقةٍ أكبر بكثير، خاصةً إذا أردنا الوصول إلى الميتافيرس عن طريق الأجهزة العملية القابلة للارتداء.

وتصوّر قدوري شكل ميتافيرس يتجاوز حدود الأفاتار (الصور الرمزية الشخصية)، ليصف تفاعلات تحدث داخل الميتافيرس باستخدام “شخصيات أفاتار مقنعة ومفصلة لها ملابس، وشعر، ودرجات بشرة حقيقية يجري استخلاصها في الوقت الفعلي وبناءً على بيانات المستشعرات التي تلتقط الأجسام، والحركات، والصوت من العالم الحقيقي بتقنية الأبعاد الثلاثية. إلى جانب نقل البيانات بسعة نطاقات عالية للغاية وفترات انتظار قصيرة للغاية. علاوةً على نموذج بيئة دائم، قد يحتوي على عناصر حقيقية أو تمت محاكاتها”.

ومن الصعب للغاية إدارة كل ذلك باستخدام مواصفات حواسيب الألعاب الحالية وأحدث الأجهزة المتاحة، ناهيك عن الأجهزة المتكاملة التي يُفترض بها أن تمُد الميتافيرس بالطاقة مستقبلاً. علاوةً على ذلك، لا يعتقد قدوري أنّ الأجهزة ستكون قادرةً بمفردها على تحقيق تضاعف الكفاءة المطلوب -في المستقبل القريب على الأقل- واقترح بدلاً من ذلك أنّ تحسينات البرامج والذكاء الاصطناعي هي التي ستتمكّن من سد الفجوة.

ولا شك أنّ واقعية تصاوير الأشخاص والبيئات المحيطة هي مجرد قطعة من قطع الأحجية، إذ يُمكن للمرء أن يُجادل بأنّ الأهم هو وضع المعايير التي سيعمل بها الميتافيرس. ومع ذلك، فمن المنعش أن نسمع شخصاً يقول إن الطريق للميتافيرس ما يزال طويلاً، حتى وإن كان هو وجهتنا الحتمية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.