اتهمت دعوى قضائية رئيس عملة الترون وشريكه التجاري بالتحرش بموظفين وطردهما، رداً على اعتراض الموظفين على ممارسات الإدارة وتطبيق التكنولوجيا التي كانا يطورانها. 

قال ريتشارد هول البالغ من العمر 50 عاماً وزميله لوكاش جورازيك ذو الـ 28 عاماً، في ملف الدعوى الذي رفعت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 في محكمة ولاية كاليفورنيا، إنهما تحملا العدائية المتزايدة في العمل والتي انتهت بفصلهما من شركة بت تورنت BitTorrent، التي تقدم خدمات مشاركة البيانات والتي اندمجت مع مؤسسة الترون في صفقة بلغت 120 مليون دولار قبل عامين. 

مؤسسة ترون هي الراعي الرسمي لعملة الترون (TRX) المشفرة. ورد اسم جاستن صن مؤسس مؤسسة ترون ورئيسها التنفيذي البالغ من العمر 29 عاماً، وكونغ لي رئيس المهندسين البالغ من العمر 37 عاماً، مع اسماء الشركات في الدعوى القضائية، التي نشرت على الملأ الأسبوع الماضي. 

وفقاً للدعوى القضائية، وبخ صن هال بتعبيرات مهينة للضغط عليه لتسريع عملية إصدار تحديثات برنامج بت تورنت. وقال جورازيك في مناسبة أخرى بأن صن صفع لي ولم يعاقب على الأمر، ويبدو أن لي هاجم المدير جسدياً، وعلى ما يبدو، خاض الطرفان جولات من الشجار اللفظي وجهاً لوجه وفي مجموعات المحادثة.

ورد في الدعوى القضائية “أن لوكاش جورازيك رأى زوجين من الأحذية أسفل باب غرفة الاجتماعات” مشيراً إلى لي والمدير “ثم سمع صخباً قادماً من الغرفة ثم صوتاً بدا كصوت لكمة أو صفعة أو ضربة باليد”. وبعد مغادرة لي للغرفة شاهد جورازيك المدير “محمر الوجه لامع العينين”. 

تبرز الدعوى القضائية كذلك المعضلات الأخلاقية التي يواجهها العاملين في مجال العملات المشفرة الذين يعملون على تكنولوجيا عرف عنها حياديتها القيمية مما يجعلها ممكنة الاستخدام في أعمال تخالف القانون. قال هول إنه رفع تقريراً يحذر فيه من مخاطر قيام أطراف خارجية بنشر محتوى يخرق حقوق الملكية ومحتوى اباحياً للاطفال، لكن صن ولي لم يهتما كثيراً بالاقتراح ولم يطلبا من المحامين مراجعة تحديثات بت تورنت التابع لمؤسسة ترون. 

ورد في الدعوى القضائية “صرف كونغ لي هذه المخاوف سريعاً، وقال إنه ناقش هذه المخاوف مع جاستن سان، ولن تجرى أي مراجعة قانونية بهذا الخصوص”. 

تطالب الدعوى القضائية بتعويضات تبلع 15 مليون دولار على الأضرار وتحرك الحكومة ضد مزاعم بانتهاكات ضد قانون العمل، تشمل الفصل التعسفي من العمل والإقصاء والضرر النفسي وظروف العمل العدائية. قدمت مؤسسة ترون وبت تورنت وصن ولي في ديسمبر/كانون الأول رداً إلى المحكمة يعترض على دوافع الدعوى القضائية واختصاص المحكمة والوقائع الواردة فيها. 

قال صن ولي في بيان عن متحدث رسمي: “إن مؤسسة ترون لا تستطيع الحديث عن تفاصيل القضية، لكن بوسعنا أن نخبركم أننا نهتم اهتماماً بالغاً بعملائنا وموظفينا ومجتمع ترون”. 

“معايير مستحيلة”

بعد حادثة غرفة الاجتماعات، أبلغ المدير جورازيك أن لي خطَّط “لتحميله معايير هندسية مستحيلة التحقيق” وطرده من الشركة لإبلاغه عما حدث لقسم الموارد البشرية، حسب ما ورد في ملف الدعوى القضائية. ثم ادعى جورازيك أن مستخدماً مجهولاً دخل إلى حساب حاسوب العمل الخاص به من مكان آخر واختفت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به بعدها. 

ادعى هول، الذي قال إن التخريب ناله أيضاً، أن لي هدده بالطرد إن أخذ إجازة كان قد نال عليها الموافقة وفق سياسة الشركة، دون الحصول على التعويض المقرر له بحسب العقد. 

وعاد هول من إجازته، ليجد أن لي قد خفض رتبته الوظيفية وحاول منعه من توثيق محادثتهما الشفهية على رسائل البريد الإلكتروني، وهدده بعبارات مثل “إذا تشددت معي، سأتشدد معك”، “ستنتهي الأمور بصورة سيئة بالنسبة لك”، “لا أستطيع حمايتك”، وذلك وفقاً لملف الدعوى.  

وقد ادعيا أن فصلهما من الشركة يرقى إلى مستوى الانتقام والتمييز. بحسب الدعوى والشكاوى المقدمة إلى مجلس التوظيف في كاليفورنيا والذي أقر الدعوى، إن المدعين لم يحققوا يوماً درجة سيئة في تقييمات العمل، وادعى جورازيك أنه نال ترقية مع راتب أعلى قبل هذه الصدامات، وأنهم قد حلم محلهم، هم وموظفون محليون آخرون، موظفين صينيين قادمين من الصين. وجدير بالذكر أن صن ولي صينيان.

بدا الموظفون الصينيون الجدد لهال وجورازيك أكثر طوعاً لتوجيههم نحو مخالفة القوانين والعادات الأميركية، وأعطوا صن اليد العليا ليفرض نظام ساعات عمل من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءًا لستة أيام في الأسبوع ونفي وجود مواد بت تورنت غير القانونية، بحسب ما ورد في الدعوى. 

قالت الدعوى أن تحقيقات جورازيك الخاصة كشفت عن أفلام مقرصنة على موقع بت تورنت، وذكر أن صن أصر على الالتزام بالمواعيد النهائية رغم تحذيره من المخاطر، وأن المدير أخبر جورازيك أن لي كذب على فريقه بشأن الحصول على موافقة بالاستمرار من مستشار الشركة القانوني.  

واجهت بت تورنت دعاوى قضائية متكررة بشأن حقوق الملكية الفكرية وتطبيق القانون منذ انشائها في أوائل القرن لتكون منصة لتحميل الكتب والموسيقى وبرامج التلفاز والأفلام المجانية. 

استمر هول، مدير المنتجات بالعمل لدى مؤسسة ترون وبت تورنت لسبعة أشهر حتى شهر يونيو/حزيران، بينما بدأ جورازيك، مهندس البرمجيات، العمل في فبراير/شباط وفصل في أغسطس/آب. 

لم يرد جورازيك أو محامي الطرف الآخر على طلبات التعليق، ورفض هول التعليق. 

رئيس مثير للجدل

تسلط هذه القضية مزيداً من الضوء على مشاريع العملات المشفرة التي يديرها صن.

في بداية طرح عملة الترون، اكتشف التجار فقرات في الورقة البيضاء (الوثيقة التي تفصل نموذج البلوكتشين الذي تتبعه العملة)، نسخت حرفياً من الأوراق البيضاء لعملات مشفرة أخرى. ألقى صن باللوم على متطوعين غافلين لا يجيدون الترجمة على حد زعمه. 

تشن شيانغ، أول رئيس تقني لمؤسسة ترون، والذي غادرها لينضم إلى أحد المشاريع المنافسة، وجد نفسه في مايو/أيار الماضي مضطراً للدفاع عن نفسه ضد اتهامات صن له بالاختلاس والرشوة وانتهاك اتفاقيات عدم الإفصاح والسرقة التجارية. ما أشعل الشجار، كان منشوراً على مدونة تشن يعرب فيه عن قلقه من أن صن ومؤسسة ترون قد يغيرون في بلوكتشين الترون. 

في أعقاب استحواذ مؤسسة ترون على بت تورنت قبل عام، شهدت الشركة استقالات موظفين قالوا إن صن بالغ في تقدير وعود التكنولوجيا الخاصة بهم، وأدخل عقد ترون كثيرة، وهي نقاط الطاقة في بلوكتشين ترون والتي تؤثر على سعر العملة المشفرة. ولام كثير من الفائزين في مسابقات ترون ومنافسات اليانصيب صن على التناقض بين الطريقة التي أعلنت بها الجوائز والطريقة التي تلقوها بها. 

واتهم جاريد تيت، مبتكر عملة الديجي بايت (DGB)، أطرافاً خارجية، وسمى مؤسسة ترون تحديداً، بالتسبب في شطب عملته من منصة بولونيكس، وهي منصة لتداول العملات المشفرة اشتراها صن مع مجموعة من المستثمرين في الخريف الماضي. 

والأكثر إثارة للريبة، هو قيام الحكومة الصينية بوضع اسمه على قائمة المنع من السفر لاشتباهها في ضلوعه في صفقات مالية غير قانونية. ظهر صن بعدها على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية ويبو في يوليو/تموز واعتذر علانية للمسؤولين الصينيين على تباهيه بإنفاق 4.6 مليون دولار التي فاز بها في الرهان على غداء خيري مع وارن بافيت. 

أجل صن الغداء لكنه شوهد في فعالية لترون في نفس اليوم. ادعت مؤسسة ترون التي أوقف حسابها الرسمي على ويبو في نوفمبر/تشرين الثاني عقب حملة حكومية ضد العملات المشفرة، أنه كان بحاجة للتعافي من حصوة على الكلى ألمت به. 

مؤسسة ترون التي تمتلك مكاتب في بكين وسان فرانسيسكو، هي مؤسسة غير ربحية سنغافورية تدعم تطوير بلوكتشين الترون وخصائصها الملحقة، وهي منصة رقمية تقدم خدمات للهاتف المحمول والويب، مثل الترفيه والقمار والألعاب والمتاحة في متجر البلوكتشين الخاص بسامسونغ، وتقدم كذلك شبكة لعملات مشفرة مختلفة منها التيثر المدعومة بالدولار والترون، العملة المشفرة الخاصة بالمؤسسة. 
تقدم بت تورنت تحت إشراف مؤسسة ترون توكن البت تورنت  (BTT)، لتسهيل عمليات الدفع لإرسال أو استقبال الملفات أو تسريع وقت التنزيل. تفاوت سعر عملة الترون بين سنت واحد وعشرين سنتاً خلال السنوات الثلاث الماضية، وانخفض رأس مالها السوقي من 13 مليار دولار إلى 1 مليار دولار في الوقت الحالي.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.