يواصل بنك التسويات الدولية (BIS)، البنك الفعلي للبنوك المركزية حول العالم، دراسة العملات المشفرة الخاصة بالبنوك المركزية المدعومة بتقنية البلوكتشين (CBDC).

أصدرت المؤسسة الدولية المؤثرة يوم 23 يناير/كانون الثاني تقريراً جديداً بعنوان ” الإطلاق الوشيك- تتمة الاستطلاع عن عملات البنوك المركزية المشفرة”.

وقد وجد محررو التقرير المدعومين من بنك التسويات الدولية أن عدداً كبيراً من البنوك حول العالم لا تدرس فقط عملات البنوك المركزية المشفرة، بل إنها بدأت بالفعل في تنفيذ نتائج تلك الدراسات.

لا يمكن الاستمرار في تجاهل عملات البنوك المركزية المشفرة

لم يكن هذا التقرير الجديد الذي أصدره بنك التسويات الدولية أول جهود المؤسسة الدولية فيما يخص عملات البنوك المركزية المشفرة، إلا أن نتائج التقرير الجديد قد أكد أن البنوك المركزية باتت مستعدة للتغيير.

إن تلك التغييرات مدفوعة بطبيعة الحال بالإمكانيات الكبيرة المفتوحة التي يمكن أن تقدمها الأموال المبرمجة والتي تُعد بمثابة إبداعاً جديداً بفضل تقنيات البلوكتشين والعقود الذكية.

وبالتالي، يبدو أن تلك المؤسسات قد شهدت نقطة تحول في هذا الشأن، إذ يعمل عدد كبير من تلك المؤسسات بجدية الآن على تنفيذ مبادرات ذات صلة بعملات البنوك المركزية المشفرة ويبدو أن هذا العدد سيزداد في الأعوام القادم. وكتب محررو التقرير: “أظهر استطلاعنا أن البنوك المركزية تدرس عملات البنوك المركزية المشفرة بشكل دقيق ومتعمق. وعلى المستوى العالمي، فقد انتقلت المؤسسات في اقتصادات الأسواق الناشئة من مرحلة الأبحاث المفاهيمية إلى مرحلة التطبيق الفعلي، تحركهم دوافع أقوى من نظرائها في الاقتصادات المتقدمة. وقد أكدت البنوك المركزية التي تمثل خُمس دول العالم أنه من المرجح أن تصدر أولى عملاتها المشفرة في السنوات القادمة”.

بعض البنوك تتخذ خطوات عملية سريعاً

خلص محررو التقرير أنه بينما لم يتبنى بعد عدد كبير من البنوك المركزية تقنية العملات المشفرة، إلا أنه يتوقع أن تصدر المؤسسات التي بذلت جهوداً في تطوير عملاتها المشفرة منتجاتها إلى الجمهور: “وعلى الرغم من استقرار الدوافع  إلى حد ما، إلا أن البنوك المركزية التي لديها خططاً أكثر صرامة لإصدار عملاتها المشفرة تقترب الآن من إنجازها. من المرجح أن يصدر نحو 10% من البنوك المركزية المتضمنة في الاستطلاع عملاتها المشفرة للجمهور قريباً، وهي تمثل نحو20% من سكان دول العالم”.

إن تلك التوقعات مثيرة للاهتمام، وتظهر مدى تطور مجال العملات المشفرة خلال عشرة أعوام. فإذا حصل خُمس سكان العالم على فرصة الوصول إلى العملات المشفرة للبنوك المركزية في دولهم في الأعوام القادمة، فإن حصول خمسي سكان العالم على خدمات مماثلة قابلة للتحقيق بل وأكثر من ذلك.

هل سيتم إطلاق تلك العملات المشفرة على شبكة عملة الإيثريوم؟

ونشرت شركة ستوديو كونسنسيس ConsenSys الخاصة بشبكة الإيثريوم (ETH) تقريراً بعنوان “البنوك المركزية ومستقبل الأموال المشفرة” بحسب ترجمة التقرير. أما بالنسبة للعنوان الفرعي للوثيقة؟ نظرة عامة ومقترح لإطلاق عملات البنوك المركزية المشفرة على شبكة البلوكتشين الخاصة بعملة الإيثريوم (ETH).

استعرضت شركة كونسنسيس في التقرير العملات المستقرة وعملات البنوك المركزية المشفرة، وأنهت التقرير بتقديم “إطار مقترح لعملات البنوك المركزية المشفرة قائمة على شبكة عملة الإيثريوم (ETH)”.

وفي عبارة أخرى، تتوقع الشركة أن تكون أغلب عملات البنوك المركزية المشفرة قائمة على شبكة عملة الإيثريوم (ETH)، منصة العقود الذكية الرائدة في اقتصاد العملات المشفرة. وأوضحت شركة كونسنسيس: “تناسب شبكة عملة الإيثريوم (ETH) بطبيعة الحال تأسيس التوكنات. ستتمكن البنوك المركزية من تصميم وتنفيذ التوكنات لتداولها بسهولة وفي نفس الوقت التحكم في إصدارها وإنهائها. ونظراً لوجود التوكنات على الشبكة، فهي لا تعتمد على مصدر واحد ينشئ قنوات اتصال خاصة من نقطة إلى نقطة مع كل مشارك”.

لا زلنا سنرى كيف ستكون العشرة أعوام القادمة في نظام العملات المشفرة الإيكولوجي. ولكن إذا تحقق ما اقترحته شركة كونسنسيس سيتم إطلاق أول عملة مشفرة للبنوك المركزية على شبكة عملة الإيثريوم (ETH)، وهو التطور الذي سيمثل بداية مرحلة جديدة لتلك المنصة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.