اعترف جيروم باول، رئيس مجلس حكام بنك الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve System، بأنَّ إطلاق الليبرا Libra أشعل ناراً مجازية تحت مؤخرة الحكومة، دافعة إياها للعمل على عملة مُشفَّرة.
كان إطلاق حكومة أو بنك مركزي لعملة مُشفَّرة ضرباً من ضروب الخيال، قبل سنوات قليلة. لكن منذ أنَّ كشفت شركة فيسبوك Facebook وشركائها عن مشروع عملة الليبرا المُشفَّرة في يونيو/حزيران من العام الماضي، هبَّ من في السلطة، بحثاً عن طرق لمجابهة بزوغ عملات مؤسسية موجهة لجمهور عالمي.
تصدرت الصين، حتى الآن، مقدمة سباق العملات المُشفَّرة الوطنية، وتشير تقارير أنَّها حافة إصدار نسخة رقمية من اليوان لملايين المُستخدمين في المستقبل القريب.
لكن يبدو أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستنضم للسباق، على الأغلب لشعورها بالتهديد من الصين. إذ اعترف جيروم باول، رئيس مجلس حكام الاحتياطي الفيدرالي، خلال اجتماع بالكونغرس، أنَّ إطلاق الليبرا أشعل ناراً مجازية تحت مؤخرة الحكومة، دافعة إياها للعمل على عملة مُشفَّرة.
وقال باول، “الليبرا أشعلت النار، مما حثنا لإدراك أنَّ عصر العملات المُشفَّرة على وشك البدء، ويمكن أنَّ يهل بطريقة واسعة الانتشار ومهمة نظامياً”.
رئيس مجلس حكام الاحتياطي الفيدرالي يؤكد جهود العمل على عملة مُشفَّرة
وقال باول، خلال اجتماع لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب يوم الثلاثاء 11 فبراير/ شباط، إنَّ البنك المركزي الأميركي يعمل جاهداً على مجهودات قضية العملة المُشفَّرة. إذ صَرَّحَ: “نحن نعمل جاهدين على دراسة القضية، فهناك الكثير من المشاريع قيد البحث، والكثير من الجهد مُستثمر في هذا حالياً”.
كما أفاد أنَّ هناك مشكلات ما زالت تعوق إطلاق عملة مُشفَّرة، “مثل مشكلات التأمين السيبراني، والخصوصية، إضافة إلى الكثير والكثير من البدائل التشغيلية”. واعترف بأنَّ إطلاق الليبرا دفع بالجدول الزمني لإصدار البنك المركزي لعملته المُشفَّرة الخاصة للأمام.
ليس المساند الوحيد للدولار الرقمي
ليس باول الوحيد، من بين رواد القطاع المالي، الذي يساند دولاراً رقمياً.
إذ أسس كريستوفر جيانكارلو، الرئيس السابق للجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية (CFTC)، مؤسسة ديجيتال دولار Digital Dollar Foundation مؤخراً، وفقاً لتقارير سابقة عن موقع بلوكونومي Blockonomi.
والمؤسسة الجديدة ستكون مركزاً بحثياً، للتركيز على تحويل الدولار الأميركي إلى أصل مُشفَّر قائم على البلوكتشين أو تكنولوجيا شبيهة بها، وفقاً للتقرير.
يساند المشروع أيضاً دانيال غورفين، المسؤول السابق بلجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية، إضافة إلى شركة أسهم خاصة وعملاق تكنولوجيا المعلومات أكسنتشر Accenture.
هناك أيضاً مُشرعون يساندون المشروع. إذ أرسل نائبا مجلس النواب بيل فوستر، الديموقراطي عن ولاية إيلينوي، وفرينش هيل، الجمهوري عن ولاية أركنساس، في أكتوبر/تشرين الأول خطاباً إلى رئيس مجلس حكام بنك الاحتياط الفيدرالي يناقش موقف البنك من الأموال الرقمية. وفيه كتبا، “تتزايد حتمية تطوير بنك الاحتياط الفيدرالي مشروع دولار أميركي رقمي، نظراً لاحتمالية إكتساب العملات المُشفَّرة المزيد من خصائص واستخدامات الأموال النقدية”.
وأضافا أنَّه إذا ما فشلت الولايات المتحدة الأميركية في كسب موقع ريادي بمجال العملات المُشفَّرة، فقد تتراجع سيادة الدولار الأميركي للمشهد الاقتصادي العالمي.
تغير حاد عن الموقف السابق
تعليقات باول عن الأموال الرقمية، في الواقع، تتناقض تماماً مع موقف أقرانه السابق حول العملات المُشفَّرة.
إذ قال ستيفن منوشين، وزير الخزانة، خلال اجتماع هيئة الخدمات المالية بمجلس النواب لشهر ديسمبر/ كانون الأول، إنَّه من غير المحتمل أنَّ تحتاج الولايات المتحدة الأميركية عملتها المُشفَّرة الخاصة في المستقبل القريب.
وعَلَّق منوشين قائلاً، “ناقشت مع باول هذه القضية مطولاً، واتفقنا أنَّنا لا نرى حاجة لإصدار بنك الاحتياط الفيدرالي عملة مُشفَّرة في المستقبل القريب أو حتى في الخمس سنوات القادمة”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.