في النصف الأول من 2019، كانت مبادرة عملة الليبرا Libra المشفرة التابعة لفيسبوك مدار حديث الجميع.

رغم أن تفاصيل المشروع لم تُكشَف حتى يونيو/حزيران، انتشرت الشائعات حول العملة المشفرة الدولية بسرعة، ورأى البعض أن الضجة المثارة حول هذه المنتج ساعدت في دفع سعر البتكوين من 3 آلاف دولار إلى 14 ألف دولار في غضون أشهر. 

عندما انطلق المشروع أخيراً في 2019، تلاشت التوقعات سريعاً، وفرغت فقاعة الليبرا من الهواء سريعاً. 

فقد تعرض المشروع لفحص وتمحيص مشدد، أسهم فيه الرئيس دونالد ترامب قائلاً إن ليبرا (والبتكوين أيضاً) قد تشكل خطراً. 

وبسبب هذا الاهتمام والتمحيص المشدد، انسحب عدد من الشركاء الذين وقعوا الاتفاقيات المبدئية للمشاركة في مشروع العملة المشفرة. كانت شركات إيباي eBay وفيزا Visa وماستر كارد Mastercard من بين الشركات الأولى التي ودعت المشروع. 

ويبدو أن الوضع يزداد سوءاً، فقد خسرت ليبرا مؤخراً أحدث شريك لها، على الأرجح بسبب الضغوط التشريعية والرقابية التي فرضت عليها حول العالم. 

عضو آخر في ليبرا يقفز من السفينة

وفقاً لتقرير نشرته بي بي سي في 21 يناير/كانون الثاني، قال متحدث باسم فودافون Vodafone، شركة الاتصالات البريطانية، إن الشركة قررت “الانسحاب من مؤسسة ليبرا”. 

المؤسسة هي، لمن لا يعرف، المجموعة المسؤولة عن إنشاء وتشغيل بلوكتشين ليبرا، التي ستكون لها عملتها المشفرة الخاصة. وفي محاولة لإظهار أن هذه الخطوة لم تأت بنيَّة سيئة تجاه أهداف الشمول المالي، أضاف المتحدث باسم الشركة قائلاً: “قلنا من البداية إن رغبة فودافون من المشاركة هي الإسهام الأصيل في توسيع مظلة الشمول المالي”. 

أكد متحدث باسم ليبرا عقب هذا الانسحاب على أن البنية التي يقوم عليها المشروع متماسكة، إذ قال: “تضمن التكنولوجيا ونظام الإدارة التي يقوم عليهما نظام الدفع في ليبرا أن تظل العملة صامدة ومرنة”. 

ورغم أن فودافون لن تستمر في مشروع ليبرا، ما زال لدى العملة مجموعة من الداعمين البارزين بحسب الموقع الرسمي للمؤسسة منهم صندوق الاستثمار الاسطوري أندريسن هورويتز Andreessen Horowitz وأوبر Uber وسبوتيفاي Spotify وليفت Lyft وكوين بيس Coinbase وشركة يونيون سكوير للمشاريع Union Square Venture.

وتنوي المؤسسة أن يصل عدد شركائها عند موعد إطلاق العملة (إذا حدث هذا) إلى 100 شريك. 

الصين ستكون الأولى في سباق العملات الرقمية واسعة الانتشار

ورغم أن ليبرا ما زالت مدعومة ببعض أقوى شركات التكنولوجيا في العالم، إلا أنها لن تكون على ما يبدو أول من يطلق عملة رقمية يستخدمها الملايين، بأي قدرة ذات جدوى. 

فهذا اللقب ستناله الصين على الأرجح. نعم الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة ساوث شاينا مورنينغ بوست مؤخراً، أكد بنك الشعب الصيني في تصريح له على تحقيق “تقدم سلس” في مشروع تطوير وطرح يوان رقمي. 

ورغم قلة التفاصيل، إلا أن هذا التصريح جاء في أعقاب تصريح لمو تشانغتشون المسؤول على مشروع تطوير العملة الرقمية الصينية قال فيه “إن مراحل التصميمات المتقدمة والصياغات والأبحاث العملية والاختبارات قد اكتملت”. 

من المنتظر أن يطرح بنك الصين الشعبي مشروعاً تجريبياً في مدن شنتشن التي تعد النسخة الصينية من وادي السيليكون ومدينة سوتشو.

ستنطلق مرحلة مصغرة والتي يتوقع أن تبدأ في الأسابيع القادمة، ثم مرحلة ثانية يجري فيها ترويج العملة في المدن المذكورة في وقت ما في 2020.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.