مصرف البحرين المركزي هو أول جهة ستجرّب مجموعة أدوات جديدة من تطوير المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum سوف تعمل على مساعدة المصرف المركزي في البحرين في تحديد ما إذا كانت العملات المشفرة الصادرة عن البنوك المركزية  CBDC هي الأنسب للمملكة الخليجية. وسوف تستعين البلدان الأخرى التي تدرس العملات المشفرة الصادرة عن البنوك المركزية مجموعة الأدوات ذاتها مستقبلاً.

البحرين تلحق بركب العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزي

اختير مصرف البحرين المركزي كأول بنك مركزي يستعين بمجموعة الأدوات التي صدرت حديثاً من المنتدى الاقتصادي العالمي WEF؛ من أجل تحديد ما إذا ما كانت الدولة الشرق أوسطية سوف تستفيد من وراء تنفيذ عملة مشفَّرة صادرة عن بنك مركزي. تتمثل العملة المشفَّرة الصادرة عن البنك المركزي في عملة سيادية مشفَّرة يصدرها البنك المركزي للدولة تكون مماثلة لشبكات البلوكتشين العامة الموجودة حالياً. جدير بالذكر أنَّ المصرفيين وصنَّاع السياسات العامة غيروا موقفهم من العملات المشفَّرة كلياً؛ إذ إنَّهم ينظرون حالياً في إمكانية إصدار عملات مشفَّرة خاصة بهم.

استشار المنتدى الاقتصادي العالمي باحثين من البنوك المركزية وصنَّاع سياسات من جميع أنحاء العالم ومنظمات دولية وخبراء من أكثر من 40 مؤسسة لابتكار مجموعة أدوات صنَّاع السياسات للعملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية CBDC Policy-Maker Toolkit، التي صُممت لمساعدة الدول على اتخاذ قرار بشأن مدى جدوى العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية على أساس كل حالة على حدة؛ إذ يأمل المنتدى الاقتصادي العالمي أنَّ تعمل مجموعة الأدوات على تزويد صنَّاع السياسات بمعلومات توعوية بالمخاطر حتى يتمكنوا من تكوين فهم أفضل للبدائل ولفوائد تنفيذ العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية.

أُعدت الوثيقة بغرض أن تكون إطار عمل لتقييم التكاليف والمخاطر والفوائد المتعلقة باستخدام العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية في تجارة التجزئة وتجارة الجملة وعبر الحدود، وبدائلها في الأموال الخاصة من قبيل “العملات المشفَّرة المختلطة الصادرة عن البنوك المركزية”. علاوةً على أنَّها سوف تقدم مبادئ توجيهية للاقتصادات المتقدمة الكبرى والاقتصادات النامية الناشئة على حد السواء، وسوف تسمح للسُلطة النقدية في البلاد باتخاذ قرارات السياسات العامة في ظل مناخ لا تتوافر به حالياً أي سياسات يمكن الرجوع إليها.

العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية محور الاهتمام في اجتماع دافوس هذا العام، 2020

جاءت مناقشة العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية من بين أهم الموضوعات التي تناولها المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، 2020، في مدينة دافوس بسويسرا: إذ كان إعلان الصين إصدار عملة مشفَّرة صادرة عن البنوك المركزية خاصة بها قد أشعل فتيل “سباق التسلَّح” المالي، إذا جاز التعبير. في حين عقد بنك التسويات الدولية شراكة في الآونة الأخيرة من عدة بنوك مركزية من جميع أنحاء العالم بهدف تشكيل مجموعة لدراسة العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية وتحليلها ومعرفة كيفية تنفيذها.

أعلن رئيس لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية Commodity Futures Trading Commission، جاي كريستوفر جيانكارلو، بدوره في الآونة الأخيرة مشروعاً للدولار المشفَّر باسم “فيدكوين” FEDcoin. في حين أصدر البنك المركزي الأوروبي مؤخراً دراسة حول كيفية المحافظة على الخصوصية المالية وإخفاء الهوية في مواجهة المخاوف التنظيمية والإجراءات الوقائية لمكافحة غسل الأموال وقوانين مكافحة تمويل الإرهاب.

لطالما كانت البحرين إحدى رواد تقنية البلوكتشين في منطقة الخليج الفارسي: ففي العام الماضي، 2019، أصدرت توجيهات تنظيمية للشركات الناشئة في مجال البلوكتشين، وشجعّت شركات البلوكتشين على بدء أعمالها التجارية. بالإضافة إلى أنَّها تُعد مركزاً مالياً رائداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث إنَّها افتتحت في شهر فبراير/ شباط من العام الماضي خليج البحرين للتكنولوجيا المالية “فينتك باي” Fintech bay، وهو عبارة عن قطاع تقني يضم ما يزيد على 30 شركة ناشئة في مجال تقنية البلوكتشين والخدمات المالية. فضلاً عن أنَّها تصدّرت العناوين الرئيسية للصحف لأنَّها منحت رخصة تنظيمية لمنصة رين Rain، أول منصة تداول عملات مشفَّرة متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

مما لا شك فيه أنَّ مملكة البحرين أصبحت إحدى رواد المنطقة في سياسات العملات المشفَّرة والبلوكتشين، وبالتالي من المنطقي أن تصبح رائدة في المنطقة بفضل ريادتها في العملات المشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية أيضاً. ونحن نعتزم متابعة التطورات الأخرى التي ستتشكل في هذه الدولة الخليجية.