قام مسئول بأحد شركات العملات المشفرة بمقاضاة شركة أي تي آند تي بسبب عملية اختراق مبادلة بطاقة SIM، والتي كلفته خسائر تعادل 1.7 مليون دولار من الأصول المشفرة. هذه الهجمة استهدفت ثلاثة ممن حضروا مؤتمر كونسنسيس Consensus لعام 2018.

 في يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، قدم المسئول الإستراتيجي في شركة فيديوكوين VideoCoin، سيث شابيرو مذكرة قضائية لمحكمة كاليفورنيا أن شبكة الهواتف المحمولة سمحت للمخترقين بالوصول المتكرر لبطاقة SIM الخاصة به في مايو/أيار عام 2019، مما أتاح لهم الاستيلاء على الأموال بمحافظِه والتي تزيد قيمتها عن 1.8 مليون دولار.

في المذكرة اللاذعة المكونة من 58 صفحة، تحدث شابيرو عن شبكة من الموظفين الداخليين والمؤامرات الداخلية لإتمام عملية اختراق مبادلة بطاقات SIM والمتورط فيها على الأقل اثنان من الموظفين السابقين في شركة أي تي آند تي. إذ جاء في نص المذكرة:

“عن طريق التحكم برقم الهاتف الخاص بالسيد شابيرو على شبكة أي تي آند تي، والسيطرة على بعض الحسابات الإضافية (مثل البريد الإلكتروني) والذي كان مؤمّناً بتقنية التحقق بخطوتين، استطاع المخترقون الوصول لحسابات السيد شابيرو على العديد من منصات تداول العملات المشفرة، بما فيها تلك الحسابات التي كانت يتحكم بها نيابة عن شركته. وبعدئذ تمكن المخترقون من تحويل عملات السيد شابيرو من حساباته إلى حسابات يديرونها. أسفر ذلك عن خسارة ما يزيد على 1.8 مليون دولار تعرض لها السيد شابيرو نتيجة عمليتين متتاليتين من اختراق مبادلة بطاقة SIM في 16 مايو/أيار 2018”.

تدعي المذكرة أن الموظَفَين السابقَين في شركة أي تي آند تي، من مدينة تكسون بولاية أريزونا، هما مفتاح هذه العملية.

بحسب المذكرة، فإن جاريت وايت وروبرت جاك استلما 4300 دولار و585.25 دولار على الترتيب من المخترقين بصفتهم “المجتمع” لتوليد بث داخلي من الشركة.

وهذا هو الباب الخلفي الذي أتاح “للمجتمع” الوصول للهاتف المحمول الخاص بشابيرو، وذلك بحسب الوثيقة.

قال شابيرو إن 1.757 مليون دولار تم سرقتهم، كان مليون دولار من هذا المبلغ خاص به والمبلغ المتبقي كان خاص بأشخاص آخرين كانوا يستثمرون معه في مشاريع متعلقة بالعملات المشفرة.

بالإضافة إلى ما حدث مع شابيرو، استطاع المخترقون سرقة اثنين آخرين من المسؤولين الذين حضروا تلك الفعالية، وهما كريس كيتس وفيورينزي فيلاني.

وبالرغم من أن هذا لم يُذكر في الوثيقة، إلا أن هؤلاء الثلاثة هم شركاء في مجموعة من شركات العلاقات العامة التي تعمل في مجال العملات المشفرة وبعض صناديق تمويل الاستثمار.

وهم على وشك عقد مؤتمر في نهاية هذا الأسبوع تحت رعاية أشهر ضحايا اختراق مبادلة بطاقات SIM، مايكل تيربن، الذي يقاضي أيضاً شركة أي تي أند تي بسبب عملية اختراق مشابهة كلفته 23.8 مليون دولار، بالإضافة إلى طلب تعويض بقيمة 200 مليون دولار عن الأضرار التي تعرض لها.

شابيرو وكيتس وتيربن هم أعضاء في شركة بروتوب كومباني سيرفيسز Pro Top Company Services في تورتولا بجزر العذراء البريطانية، والتي تقوم بالدعاية لصناديق تمويل استثمارات العملات المشفرة. هذه الشركة المكونة من تسعة أعضاء لمجلس الإدارة تعكس مؤسسة أخرى مسجلة بجزء العذراء البريطانية، وهي ألفابيت فاند Alphabit Fund، والتي لديها سبعة أعضاء فقط، وهم نفس الأعضاء السابقين باستثناء شابيرو وممثل تطوير الأعمال في اليابان.

فيلاني هو شريك لتيربن في شركة ترانسفورم غروب Transform GROUP للعلاقات العامة، وكلاهما منظمان لمؤتمر كوين أجندة CoinAgenda في نهاية هذا الأسبوع بمدينة لاس فيغاس. كان الأربعة جميعهم متحدثين في نسخة المؤتمر للعام الماضي، بالرغم من أن شابيرو لم يكن ضمن قائمة المتحدثين لهذا العام.

بينما كان كيتس، وهو رائد أعمال مخضرم وله آثار عديدة من حقبة شركات الإنترنت (دوت كوم)، مسجلاً في فعالية كونسنسيس لعام 2018 كمدير لشركة بلوكتشين لا يبدو أنها قد بدأت في العمل.

في يوم السرقة، أعلنت شركة فيديو كوين الخاصة بشابيرو عن جمع 50 مليون دولار من الطرح الأولي للعملة (ICO) من خلال الاستثمارات الخاصة بالكامل، بدلاً من البيع العام التقليدي. تضمنت قائمة المستثمرين غالاكسي إنفستمنت بارتنرس Galaxy Investment Partners والشريك المؤسس للإيثريوم (ETH) ، انطوني دي لوريو والشريك المؤسس لأكاماي Akamai راندال كابلان، وشركة ساينس بلوكتشين  Science Blockchain وألفابت فاند.

التحقيقات

في حديثه للمحققين، قال شابيرو أنه استُهدِف في مايو/أيار 2018 بينما كان يحضر مؤتمر كونسنسيس السنوي الذي تنظمه شركة كوين ديسك CoinDesk في نيويورك.

وقال أيضاً أنه فقد خدمة الاستقبال على هاتفه المحمول وذهب إلى أحد متاجر أي تي آند تي في مانهاتن لمساعدته، وذلك بحسب شهادته التي أدلى بها للمحققين.

أكد موظف أي تي آند تي مخاوف شابيرو: من أنه وقع ضحية لعملية اختراق مبادلة بطاقات SIM، وهو نفس نوع الاختراق الذي مكن المخترقون من سرقة أموال شخصيات شهيرة في المجال.

بناء على توصية الموظف في شركة أي تي آند تي، اشترى شابيرو هاتفاً جديداً وبطاقة SIM جديدة. ولكنه كان خائفاً بالفعل، من أن يكون المخترقون استطاعوا الوصول لحساباته على منصات تداول العملات المشفرة. إذ اعتقد أن شراء هاتف جديد قد يحبط هذه السرقة.

ولكن “المجتمع” ومواليهم داخل شركة أي تي آند تي كانوا يسبقونها بخطوة، إذ أوضحت محادثة حصل عليها المحققون ما يلي:

في سلسلة من الرسائل للمحادثة الجماعية الخاصة “بالمجتمع” والذي عنوانه “hehe”، قال @ilvebtc: “هناك 57 عملة في بيتريكس Bittrex. أحاول الحفاظ على هدوئي الآن”. في 16 مايو/أيار حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. حين تمكن @ilvebtc من اختراق حساب شابيرو على منصة بيتريكس.

ثم رد @coinmission قائلاً: “ربما لديه أكثر من هذا في أماكن أخرى. لأن لديه عملات إيثريوم.

يوضح عنوان المحفظة المذكور في المحادثة تحويل ما يزيد على 1200 عملة إيثريوم بقيمة حوالي 500,000 دولار في ذلك الوقت من حساب شابيرو على منصة بيتريكس. ثم تبعها ثلاثة تحويلات بقيمة 441.6 إيثريوم للمعاملة الواحدة.

بعدئذ في منصة التداول، ذكر @woahk والذي يعرف باسم “جول Joel” بين بقية أعضاء المجتمع أن هناك نشاطاً غير معتاد يحدث على هاتف البطاقة المُستبدَلة. إذ قال: “إنه يحاول استرجاع رقمه. تأتيني بعض الرسائل النصية”.

في 10 أبريل/نيسان، حُكم على جول أورتيز بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة عملية اختراق مبادلة بطاقة SIM، ليصبح أول من يُحكم عليه بالسجن لهذا النوع من الجرائم.

استطاع الحصول على 7.5 مليون دولار من خلال 40 عملية اختراق، وتوضح وثائق الحكم على أورتيز أن 900,000 دولار من هذا المبلغ على الأقل أتى من شابيرو وحده.

في بيان صدر لموقع كوين ديسك عن شركة أي تي آند تي، قالت الشركة أنه ترفض اتهامات شابيرو وأنها ستلجأ إلى مقاضاته قانونياً.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.