من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي إلى أربع أضعاف حجمه الحالي بحلول عام 2050، كما يتوقع أن ينمو الطلب على البترول بنسبة 70% من أجل إمداد هذا النمو بالطاقة. يعني ذلك أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سترتفع بنسبة تقترب من 120% خلال تلك المدة ما لم نغير الطريقة التي نجمع ونستهلك الطاقة بها.
تملك تكنولوجيا البلوكتشين القابلية لتغيير وجه قطاع الطاقة. وبينما لا يمكن بأي حال اعتبار البلوكتشين حلاً سحرياً لكل الأسئلة الملغزة المتعلقة بمستقبل الطاقة، فإن لتلك التكنولوجيا عدة حالات استخدام يمكنها، ظاهرياً، تسهيل مهمة الإنتاج المسئول والغزير للطاقة واستهلاكها في المستقبل.
تمتاز صناعة الطاقة بكثرة الابتكارات التي تحفز نموها بشكل مستمر، بدءاً من خلايا الطاقة الشمسية في الأسطح، والسيارات الكهربية، والعدادات الذكية. والآن تقدم شركة بلوكتشين الإيثريوم نفسها بوصفها التكنولوجيا الجديدة التي ستحفز نمو قطاع الطاقة عن طريق عقودها الذكية والتشغيل التشاركي.
ولدى قطاعات الطاقة التقليدية، مثل الغاز والنفط، بالإضافة إلى الأنظمة المعقدة التي تمتاز بتعدد الفاعلين، فرصة حقيقية للاستفادة من تكنولوجيا البلوكتشين. ينتاب شركات الغاز والنفط على وجه الخصوص القلق بشأن الخصوصية وسرية العمليات التاجرية. يمكن لشبكات البلوكتشين الخاصة أن توفر خواص الحصول على الإذن من أجل الوصول للبيانات وأن توفر إمكانية قصر الوصول على فئة محددة.
لدى قطاعات الطاقة التقليدية، مثل الغاز والنفط، بالإضافة إلى الأنظمة المعقدة التي تمتاز بتعدد الفاعلين، فرصة حقيقية للاستفادة من تكنولوجيا البلوكتشين. ينتاب شركات الغاز والنفط على وجه الخصوص القلق بشأن الخصوصية وسرية العمليات التاجرية. يمكن لشبكات البلوكتشين الخاصة أن توفر خواص الحصول على الإذن من أجل الوصول للبيانات وأن تقصر الوصول على فئة محددة. ويمكن للبلوكتشينات الخاصة والمجمعة أن توفر حلاً وسيطاً إلى أن تتمكن البلوكتشينات العامة من تنفيذ خصائص الخصوصية التقليدية التي تطلبها الشركات.
ما حالات استعمال البلوكتشين في مجال الطاقة؟
- التأثير على تجارة الطاقة القائمة على نظام النظير للنظير
يتكون سوق طاقة النظير للنظير من شبكة مشتركة من الأفراد الذي يشترون الطاقة الفائضة عن حاجة الأعضاء الآخرين في الشبكة. وأوضح تقرير وود ماكينزي Wood Makenzie عن استخدام البلوكتشين في مجال الطاقة عن أن 59% من مشاريع البلوكتشين في مجال الطاقة تبني أسواق طاقة بنظام النظير للنظير. وستفيد تلك الأسواق الجماهير لأنها تقلل تحكم السلطات المركزية، مثل جهات البيع بالجملة.
وبحلول عام 2030، فمن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار في الوسائل المبتكرة لتخزين الطاقة إلى 103 مليار دولار أميركي. ومن المتوقع أن ينتج عائد ذلك الاستثمار في هيئة وفورات، مع وجود توقعات بأن التحسنات الطفيفة في مجال سعة تخزين الطاقة يمكن أن يوفر مبلغ إجمالي يصل إلى 25 إلى 50 مليون دولار اللمستهلكين المنزليين والتجاريين والصناعيين.
وتم اقتراح إنشاء منصة رقمية قائمة على البلوكتشين لمتابعة مخازن الطاقة وتسهيل التعاملات، لأن السجل الموزع يوفر منصة اقتصادية ويمكن الاعتماد عليها ويمكن للنظراء المتاجرين في الطاقة أن يتصلوا ببعضهم باستخدامها. بالإضافة لذلك، مع وصول عدد متنامي من الدول إلى حافة الاكتفاء من الطاقة، إذ ستصل تكلفة الطاقة المتجددة لنفس سعر الطاقة التقليدية أو ستقل عنها. وسيتمكن الأفراد المنتجين للطاقة من بيعها إلى جيرانهم ونظرائهم. ونجحت الشركة الإسترالية، باور ليدجر Power Ledger، في توصيل المجتمعات ببعضها لتصنع شبكات صغيرة. وتتصور العديد من شركات البلوكتشين العاملة في مجال الطاقة أن يكون المستقبل قائمة على شبكات أكبر وموزعة بالكامل وقائمة على نظام النظير للنظير.
2. توكنة الطاقة
يتم إهدار الطاقة بشكل يومي حول العالم. فعلى سبيل المثال، ففي الولايات المتحدة، فإن 71% من الطاقة المستهلكة في المواصلات يتم هدرها في صورة نفايات، ويتم إهدار 66% من الكهرباء، ويعتبر 20% من الطاقة المستخدمة في التصنيع غير مفيدة. أمامنا شوط طويل قبل أن نصل للشكل الأمثل لإنتاج واستهلاك الطاقة.
أحد الحلول البديلة هي استخدام الطاقة البديلة وبرامج الانتفاع حسب الطلب، والتي توجه الطاقة عبر شبكة من البيوت بناءاً على احتياجات كل بيت وأوقات الاستخدام الخاصة به. كما أن أحد الطرق لتأسيس أنظمة استهلاك أكثر ذكاءاً هي عن طريق توكنة وتجارة الطاقة، إذ تسهل توكنة الطاقة تبادلها بين البائع والمستهلك من خلال شبكة من المستهلكين والتي ستشجع على تبني استخدام مصادر الطاقة المتجددة أيضاً.
ونظراً لأن الطاقة المتجددى يجب تخزينها وتخضع لقانون تناقص المنفعة الحدية، فإن قدرة منتجي ومستهلكي الطاقة على التبادل التجاري فيما بينهم بناءاً على معدلات الطلب والعرض المتغيرة ستحسن من القدرة على الانتفاع من مصادر الطاقة غير التقليدية. بالإضافة لذلك، فإن مصادر الطاقة غير المتجددة يمكن توكنتها والتعامل معها كأصل كمي، وتعد نقطة البداية لتلك الاحتمالات هي توكنة الطاقة نفسها لكي تصبح سلعة يمكن بيعها وشراؤها من خلال تحديد قيمة وحدة الطاقة.
3. التأثير على توزيع الكهرباء بالجملة
ترغب الشركات في استخدام تكنولوجيا البلوكتشين في توزيع الكهرباء بالجملة لكي تركز على توصيل المستخدم النهائي بالشبكة. تسمح تكنولوجيا البلوكتشين، بالإضافة لإنترنت الأشياء، للمستخدمين أن يتداولوا ويشتروا الطاقة بشكل مباشر من الشبكة. فعن طريق توصيلهم بها، يسمح البلوكتشين للمستخدمين بشراء الطاقة من الشبكة بالتكلفة التي يرغبون في دفعها. وسينتج عن ذلك سوق طاقة أكثر عدلاً مع تكلفة أقل للكهرباء.
وتركز شركة غريد+ Grid+ العاملة بمجال بلوكتشين الطاقة على توزيع الطاقة بالجملة. وتنظر الشركة لبائعي التجزئة على أنهم مصدر قلة كفاءة سوق الكهرباء نظراً لامتلاكهم لحصة صغيرة من البنية التحتية للشبكة.
4. تقليل ومراقبة انبعاثات الكربون
يعد ثاني أكسيد الكربون مسئولاً عمّا يقرب من 76% من انبعاثات الغاز الخاصة بتأثير الصوبة الزجاجية، الأمر الذي يجعله العدو الأول للمهتمين بالبيئة. ويأتي جزء معتبر من انبعاثات الكربون نتيجة الاستهلاك المنزلي للطاقة. ويبلغ إجمالي انبعاثات الكربون 35 مليار طن، ويتحرك هذا الرقم تجاه الزيادة، ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي 40 مليار طن بحلول عام 2030.
ومن الطرق الرئيسية لتقليل معدلات الانبعاث هي مراقبة استخدامنا الشخصي، منزلياً وفي المواصلات، واستخدام تلك البيانات من أجل تعديل سلوكياتنا للأفضل. وتمثل القابلية لتوكنة أرصدة الطاقة باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين فرصة لمراقبة انبعاثات الكربون بسهولة أكبر. يمكن شراء تلك الأرصدة من الشركات والأفراد أو استعمالها كإجراء عقابي من أجل تشجيع الامتثال لمعايير الانبعاثات. كما يمكن استثمار العائد في تقليل الانبعاثات بطرق أخرى، لذا فإن تطبيق نظام تشغيل تشاركي، ومجدي اقتصادياً لتقليل انبعاثات الكربون سيزيد من الأموال المتاحة لاستثمارها في مشاريع وتكنولوجيات صديقة للبيئة.
5. التأثير على إدارة بيانات الكهرباء
يمكن لتكنولوجيا البلوكتشين أن تمد المستخدمين بتحكم أفضل في مصادر الطاقة خاصتهم. بالإضافة لذلك، فإن البيانات عادةً ما يتم التلاعب بها عن عمد أو تقدم تقارير خاطئة هنا عن سهو أو خطأ.
ولذلك، فإن السجل غير القابل للتغير سيمد المستخدمين بتحديثات آمنة وصحيحة وفي الوقت الحقيقي لاستهلاك الطاقة. ويمكن معرفة بيانات بشأن الأنواع المختلفة للطاقة وأسعارها السوقية، والتكلفة الهامشية، وقوانين الكهرباء، وأسعار الوقود.
وفي إبريل/نيسان من عام 2018، أعلنت لجنة الطاقة الوطنية التشيلية أنها أطلقت مشروع للبلوكتشين يركز على الطاقة. وإتباعاً لمبادئ الشفافية، فستسمح اللجنة لعموم الشعب بالولوج إلى سجلات التعاملات والأسعار. ستقلل شفايفة سجلات البلوكتشين العامة من احتمالات الاستغلال المادي أو إساءة استعمال البيانات.
6. الشبكات المصغرة
يعاب على شبكات الطاقة التقليدية المركزية قلة كفاءتها والهدر الهائل في الطاقة. وبحسب الأبحاث الدقيقة فإن الخسائر الناجمة عن الهدر الناتج عن مقاومة الأسلاك يقدر بنسبة 6 إلى 8%. وتبلغ حجم تلك الخسائر ما يقرب من 19.5 مليار دولار أميركي سنوياً. ومع إضافة الخسائر الأخرى فإن تلك النسبة ترتفع إلى 15% من إجمالي الطاقة المولدة، وبخسائر تتجاوز قيمتها 70 مليار دولار أميركي سنوياً.
تهدف الشبكات المصغرة إلى معالجة تلك الخسائر، والناتجة عن نقل الكهرباء في الأسلاك لمسافات بعيدة. فعن طريق تسكين شبكات الكهرباء محلياً، فإن الأنظمة الأكثر مباشرة وإنجازاً قد تقلل من هدر الطاقة وأن تستغل خصائص الاعتماد الذاتي المميزة لمصادر الطاقة المتجددة. ويمكن لتكنولوجيا السجل الموزع التي يعتمد عليها البلوكتشين أن تمثل أحجار البناء لمستخدمي هذه الشبكات المصغرة من أجل مراقبة الاستهلاك وتنفيذ تعاملات ا لطاقة.
7. التاثير على صناعتي الغاز والبترول
تتكون صناعتا الغاز والبترول من آلاف الشركات التي يمكن تقسيمها إلى ثلاث أقسام: التنقيب والحفر (أب ستريم)، والتخزين والنقل (ميد ستريم)، والإنتاج والتكرير (داون ستريم). وتشمل رحلة قطرة واحدة من الموارد عمل مئات من الهيئات، والشركات، والعمليات، والاتفاقات القانونية، وهو ما يجعل تلك العملية مكلفة. وبالتالي، فإن تنفيذ تكنولوجيا البلوكتشين في تجارة الغاز والبترول يمكن أن تخفض التكاليف المتعلقة بصيانة نظم التجارة المتنوعة.
بالإضافة لذلك، فيمكن للبلوكتشين أن تقلل التكاليف المرتبطة بالعمالة، إدارة البيانات، وضوح البيانات، تأخر التسوليات، والتواصل داخل النظام. وأكملت مجموعة BTL، وهي شركة عاملة في مجال البلوكتشين، مشروعاً تجريبياً بالشراكة مع شركة ENI وشركة BB وشركة Wein Energie. وأوضح المشروع التجريبي أن استخدام تكنولوجيا البلوكتشين لتسهيل ومتابعة تجار الغاز قلل من التكاليف الكلية بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40%. وتنوي الشركة أن تجرّب المنصة مع موارد أخرى بجانب الغاز. وبدلاً من بناء نظام لكل سلعة، فإن البلوكتشين يسمح بالإدماج السريع للسلع الجديدة عن طريقة إعادة برمجة العقد الذكي.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.