شهد بلوكتشين الإيثريوم (ETH) قدراً كبيراً من النشاط خلال الشهر الماضي. وبعد عمليَّتي هارد فورك والمرور بكثير من الصعوبات، يتصدَّر المشروع عناوين الأخبار من جديد، إذ تبيِّن إحصاءات حديثة تقلُّص مدة دوام بلوكاته بنسبة 25 بالمئة.

 

قبل إجراء هارد فورك Muir Glacier، الذي حدث منذ بضعة أيام فقط، احتاج المشروع إلى نحو 17 ثانيةً لإكمال كل بلوك. والآن، تمكَّن الهارد فورك الذي أدَّى إلى تأجيل القنبلة الموقوتة مرةً أخرى من تقليص مدة دوام البلوكات أيضاً بنسبة 25 بالمئة، جاعلاً كل بلوك يدوم لـ12.69 ثانيةً فقط.

 

ومن نتائج هذا التغيير أن مخزون الإيثريوم من المرجَّح أن ينمو بنسبة 25 بالمئة. بصحيح العبارة، فإن آثار تأجيل القنبلة الموقوتة ملحوظةٌ بالفعل. إذ سجَّل عدد العملات المعدَّنة ارتفاعاً صاروخياً من 10 آلاف إيثريوم إلى 12 ألف إيثريوم، في ظل توقُّع الخبراء استقرار الإصدار عند 13,500 إيثريوم تقريباً.

 

ومع أن تأجيل القنبلة الموقوتة يُعتبر على العموم أمراً إيجابياً، فسوف يرفع هذا أيضاً معدَّل التضخم إلى نحو 5 بالمئة سنوياً. فضلاً عن توقُّع الكثيرين زيادة معدل التضخم أكثر وأكثر على مدار صيف 2020 إذا تم التحوُّل إلى آلية إثبات الحصة بعد انتظار طويل.

 

وفور بلوغ معدل التضخم هذه المستويات، يؤمن الخبراء بأنه سيستقر أخيراً، على الأقل حتى سبتمبر/أيلول من عام 2021، الموعد المُفترض لرجوع القنبلة الموقوتة من جديد. وبينما صاحبت عملية الهارد فورك الجديدة تأجيل ثالث للقنبلة الموقوتة، فما زالت القنبلة تلوح في الأفق. ويرجِّح المطوِّرون عودتها بعد ما يقرب من 20 شهراً.

 

إلا أنه إذا تحقَّقت خطط المطوِّرين، فقد يصدر إثبات الحصة بأكمله قبل حدوث هذا، بينما سيُنبذ إثبات العمل تماماً. لحسن الحظ، معدل التضخم البالغ 5 بالمئة -أو أعلى، إذا وصل الأمر إلى ذلك- سيُنبذ معه هو الآخر، مما سيزيد من استقرار البلوكتشين وخفض معدل التضخم إلى 0.22 بالمئة فقط مرةً أخرى.

 

أمام الإيثريوم شوط كبير لتقطعه

 

بالطبع كل هذه التوقيتات مجرد تقديرات مبنية على خطط المطورين وأهدافهم. لكن من الجدير بالذكر أنها تميل إلى التغيُّر، إذ كان من المفترض تحوُّل الإيثريوم إلى إثبات الحصة منذ عدة سنوات. بل الحقيقة هي أن القنبلة الموقوتة ليست شذوذاً، وإنما أداة غرضها توفير الحافز للمطوِّرين على زيادة سرعة تطوير الإيثريوم.

 

وللأسف، فقد أسفر استكشاف الطريق المجهول الذي ما زال يحيط بتقنية البلوكتشين عن عددٍ من التأجيلات، مما نتج عنه تقدُّمٌ أبطأ مما كان متوقعاً منذ قرابة الخمس سنوات. ومع أن هذا مفهوم، فينبغي أن يكون مثالاً يدل على أن كل هذه التقديرات تُبنى على افتراض أن التطوير سيجري وفقاً للخطة، وهذه ليست الحال في أغلب الأحيان.

في نهاية المطاف، تحوُّل الإيثريوم من إثبات العمل إلى إثبات الحصة هي قضية معقدة جداً، ولذلك لا يمكن استعجالها. لكن المطوِّرين واثقون مع ذلك من بلوغهم هدافهم في النهاية، وحينئذٍ سيتراجع معدل الانخفاض من جديدٍ إلى 0.22 بالمئة ويستقر.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.