بغض النظر عن حركة سوق العملات المشفرة، هناك بعض الدول التي كان عام 2019 عاماً جيداً بالنسبة لها أكثر من دول أخرى. وقد كانت الهند من بين الدول التي عانت في معظم الأحيان خلال هذا العام، بينما تقاعس البنك المركزي والمشرعون هناك بشأن التكنولوجيا الجديدة وتسببوا في عرقلة التطور.

 

صناعة العملات المشفرة مُكبَّلة في الهند

 

من المنطقي توقُع معارضة البنوك المركزية للعملات المشفرة اللامركزية، نظراً لكونها تهديداً لأساس وجودهم. ولم يكن بنك الاحتياطي الهندي (RBI) استثناءً بين هذه البنوك، إذ أظهر اتجاهاً سلبياً في كل فرصة أمام الصناعة.

 

في الأسبوع الماضي، كرر بنك الاحتياطي الهندي تعامله القاسي مع الأصول المشفرة مع التركيز على فرضية سيطرة الشركات الخاصة على عملة مشفرة بعينها. 

 

ومع اقتراب نهاية عام مليء بقمع منصات التداول والعرقلة التشريعية، قال محافظ بنك الاحتياطي الهندي، شاكتيكانتا داس: “بالنسبة للعملات المشفرة، فهناك جانبان للأمر…وبنك الاحتياطي الهندي يعلن صراحةً أن له نفس موقف البنوك المركزية والحكومات حول العالم التي تقف ضد وجود العملات المشفرة الخاصة”.

 

وبحسب جريدة إيكونوميك تايمز Economic Times الهندية، فإن بنك الاحتياطي الهندي قد بدأ في التشاور مع بنوك مركزية أخرى حول إطلاق عملة مشفرة وطنية للهند في المستقبل. تأتي هذه الخطوة مع تقدم الهند في السباق الذي تخوضه دول عدة في تطوير عملة مشفرة تحت إشراف البنوك المركزية، مع خطط للإعلان عن العملة في 2021.

 

وقد شرعت اليابان أيضاً في أبحاث مكثفة لإطلاق عملتها المشفرة الخاصة تحت إشراف البنك المركزي. أما ماليزيا وتايلاند وسنغافورة وفرنسا والبنك المركزي الأوروبي، فهم يفكرون في الأمر أيضاً.

 

وقد صرح مؤسس شركة الاستشارات القانونية بوليسي فور Policy 4.0، تانفي راتنا عن مخاوفه من تخلف الهند عن العالم في هذا المسار. أما المدير التنفيذي لمنصة تداول العملات المشفرة أونوكوين Unocoin، ساثفيك فيشواناثان، فقد قال: “طرأت أمور كثيرة جداً غيرت من الجبهة التشريعية العالمية، وستؤثر هذه الأمور على الشركات الناشئة الهندية أيضاً، بغض النظر عن قرار الحكومة الهندية. وسيبدو عالم البلوكتشين في 2020 مختلفاً اختلافاً كبيراً عما كان عليه منذ عام أو إثنين”.

 

وقد أضاف أن الحكومة الهندية لن تقدم على هجوم شرس على تداول العملات المشفرة إلا إذا كان هناك حركة عالمية تتضمن دول أخرى تقوم بنفس الفعل.

 

أمل متجدد؟

 

في نوفمبر/تشرين الثاني، بزغ شعاع من الأمل لمنصة تداول العملات المشفرة الهندية وزير إكس WazirX، حين أعلنت منصة بينانس استحواذها على الشركة بجانب إنشاء قناة للتحويل إلى الروبية الهندية. وبالرغم من ذلك، فمن غير المرجح أن تتعاون معها البنوك المحلية بسبب المعارضة الدائمة التي يعلنها بنك الاحتياطي الهندي على صناعة العملات المشفرة.

 

وقد نظرت منصة تداول العملات المشفرة الكورية بتثام Bithumb للهند في سبيل الشراكة في منصة بلوكتشين لديها بإمكانها تقديم خدمات للشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة في الدولة.

 

حتى الآن، لم تُحل قضية المحكمة العليا، والتي قُدمت في عام 2018، بخصوص استخدام القنوات البنكية، وذلك بسبب استمرار تقاعس المشرعين وتأجيلهم لجلسات الاستماع. ولا يبدو هذا مشجعاً على حل هذه المشكلات، إذ تأجل عقد جلسات الاستماع إلى منتصف يناير/كانون الثاني 2020.

 

وفي هذه الأثناء، يظل مشهد صناعة العملات المشفرة في الهند في وضع حرج مع إرجاء الآمال إلى السنة القادمة.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.