حين كُشف النقاب عن منصة باكت Bakkt في أواخر عام 2018، انصب كثير من التركيز على المديرة التنفيذية للشركة المبتدئة المعنية بالبنية التحتية للعملات المشفّرة، كيلي لوفلر.

السبب: لوفلر كانت مسؤولة تنفيذية لدى إنتركونتيننتال إكستشينج ICE، المؤسسة المشغّلة لبورصة نيويورك للأوراق المالية New York Stock Exchange من بين عدة بورصات كبرى أخرى للأسهم والأصول، وكانت متزوجةً بالمدير التنفيذي للمؤسسة، جيف سبريشر، الذي كان قد تعهد بتقديم دعمه لقضية البتكوين (BTC) والعملات المشفّرة في عدة مناسبات.

مما عنى أنَّ باكت كانت تتمتع بقوة خبراتية هائلة من البداية.

غير أنَّه بسبب تحوّل غير متوقع، وبصراحة جنوني، في مجرى الأحداث، شهدت باكت مؤخراً حركة تبديل لمديرتها التنفيذية أتت في ظل كون الشركة، التي تشتهر بعقودها الآجلة  للبتكوين التي تتم تسويتها مادياً، في خضم إطلاق سلسلة من المنتجات.

في وقت سابق من العام الجاري، 2019، كشف جوني إيساكسون، سياسي أميركي يشغل منصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق عن ولاية جورجيا، عن اعتزامه التخلي عن منصبه نظراً لمخاوف صحية.

قد يظن المرء أنَّ مَن سيحل محلّه سيكون شخصية سياسية. لكن لا، وقع الخيار على لوفلر. وبعد بعض الممانعة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أدت لوفلر اليمين الدستورية، وأصبحت بذلك أول مديرة تنفيذية لشركة عملات مشفَّرة تصبح سياسية أميركية حالية، ناهيك عن كونها عضوةً في مجلس الشيوخ.

 وفي حين أنَّنا سنفتقد وجود لوفلر في مجتمع البتكوين على الأرجح، خصوصاً نظراً للصلات التي تتمتع بها في وول ستريت Wall Street ومجال التمويل الأوسع نطاقاً، يقول البعض إنَّ حقيقة وجود عضو من أعضاء مجتمع البتكوين في مجلس الشيوخ الأميركي في حد ذاتها تدعو للتفاؤل.

سوف يحل محل لوفلر، حسبما أُعلن في بيان صحفي نُشر بتاريخ 23 ديسمبر/ كانون الأول 2019، مايك بلاندينا، مدير الإنتاج التنفيذي السابق حالياً؛ إذ إنَّ بلاندينا يأتي من أدوار قيادية لدى شركات مثل بايبال PayPal وغوغل Google.

على أن يشغل آدم وايت، الذي كان من الموظفين الأوائل في شركة كوين بيس Coinbase، منصب رئيس منصة باكت.

منصة باكت تكتسب شعبية

يأتي هذا الخبر في ظل تزايد شعبية المنتج الرئيسي لباكت، المتمثل في العقود الآجلة للبتكوين التي تتم تسويتها مادياً، إلى حد كبير.

في ما يلي تغريدة نشرها حساب باكت فوليوم بوت Bakkt Volume Bot، وهو روبوت على موقع تويتر Twitter مخصص لتتبع أحجام التداول على المنصة أسبوعياً. كما هو موضح أدناه، شهد المشتق المالي نمواً هائلاً منذ انطلاق المنصة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، 2019، ما يعني أنَّ المؤسسات مهتمة بالاستثمار في البتكوين عبر منصة باكت، وهو ما يقول البعض إنَّه ربما يكون دلالة إيجابية بالنسبة للقطاع بوجه عام.

جاء في نص التغريدة: “في حال فاتكم ذلك، إليكم موجز هذا الأسبوع للعقود الآجلة الشهرية للبتكوين من منصة باكت: إجمالي حجم التداول: 110 مليون دولار أميركي (+46%). الحد الأقصى للاهتمام المفتوح: 7.0 مليون دولار أميركي (+11%). اشتروا لهذا الروبوت قهوة بالبتكوين مع Bottlepay@ عن طريق https://btl.to/@BakktBot“. 

منذ ذلك الحين، أطلقت باكت عقد آجل للبتكوين تتم تسويته نقداً في السوق السنغافورية، مع خيارات خاصة بها للعقود الآجلة للبتكوين، بحيث توفر لمستخدمي المنصة مزيداً من التنوع حين يتعلق الأمر بالاستثمار في العملات المشفَّرة.

الخطوة التالية، تطبيق للمدفوعات بالعملات المشفَّرة

والآن، بعد أن أطلقت باكت مجموعة من منتجات المشتقات المالية، يبدو أنَّها تتطلع لتوسيع نشاطاتها.

بحسب تقارير سابقة نشرها موقع بلوكونومي Blockonomi، كشفت الشركة، في منشور مستفيض على مدونتها نُشر في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عن كونها تسعى لإطلاق تطبيق للمدفوعات بالأصول الرقمية للمستهلكين خلال الأشهر التسعة التالية. ذكر المنشور أنَّ باكت “يتركز عملها حالياً على تطوير تطبيق للمستهلكين وبوابة للتجّار، وكذلك اختبارهما مع شريكتنا الأولى للإطلاق، شركة ستاربكس Starbucks، ونتوقع أن يحدث ذلك في النصف الأول من العام القادم، 2020”.

التفاصيل المحيطة بهذا المشروع التجاري، الذي من الممكن أن يحقق المعجزات لتوعية وسائل الإعلام الرئيسية حول العملات المشفَّرة، كانت ضئيلة.

من ثم، من غير الواضح كيف سيصبح البتكوين طرفاً في هذه المعادلة؛ إذ إنَّ شبكة لايتننغ Lightning Network لا تزال في النسخة التجريبية ضمنياً، وهناك قيود على المعاملات (من حيث المدخلات والسرعة) على سلسلة البلوكتشين الرئيسية للبتكوين. مع ذلك، فإنَّ النشرة المهنية ذا بلوك The Block أفادت في وقت سابق من العام الجاري أنَّ ستاربكس ستقبل التعامل بالبتكوين، الذي سوف يُحول في ما بعد إلى عملة نقدية كيلا تُدرج العملات المشفَّرة في الميزانية العمومية لسلسلة المقاهي.