ازدادت الأحاديث في الأسابيع الأخيرة بين شخصيات عامة في الولايات المتحدة الأميركية حول احتمالية إصدار “دولار مشفر” باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين.
وحتى الآن، صرح اثنان من المسؤولين الأميركيين بشكوكها حول احتمالية حدوث هذا في المستقبل القريب وهما: وزير الخزانة ستيفن منوشن ورئيس الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve جيروم باول.
وهذا بحسب التعليقات التي أدلى بها الوزير منوشن أمام لجنة الخدمات المالية بالكونغرس الأميركي في يوم الخميس الموافق 5 ديسمبر/كانون الأول في جلسة استماع حول الاستقرار المالي للولايات المتحدة الأميركية. إذ تشارك منوشن، وهو المستشار الاقتصادي الأبرز لدى الرئيس ترمب، مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي، باول، الذي يتربع على رأس النظام البنكي المركزي في الولايات المتحدة، في الرأي القائل بأن إصدار دولار مشفر مدعوم بالاحتياطي الفيدرالي على شبكة البلوكتشين ليس أمراً قريب الحدوث.
لا تتوقعوا إصدار الحكومة الأميركية لعملة مستقرة في المستقبل القريب
قال منوشن: “ناقشت مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأمر بالتفصيل: واتفق كلانا على عدم وجود حاجة لإصدار الاحتياطي الفيدرالي لعملة مشفرة في المستقبل القريب، الذي يمتد للسنوات الخمس التالية”.
وهذا ليس أمراً مفاجئاً. إذ صرح الوزير منوشن من قبل بأنه متشكك بشكل عام إزاء مجال العملات المشفرة. إذ قال في يوليو/تموز: “أؤكد لكم أنني بشكل شخصي لن أحتفظ لنفسي بعملات البتكوين (BTC)”. وفي نفس الوقت تقريباً، قال إن الهيئات التشريعية الأميركية تنسق في ما بينها بشأن العملات المشفرة لإنشاء “منهجية موحدة”.
جاءت تعليقات منوشن الأخيرة حول الدولار المشفر في أعقاب إصدار وزارة الخزانة الأميركية “للتقرير السنوي لعام 2019“، الذي استنتج فيه القسم الخاص بمنوشن أنه قد يكون للعملات المستقرة تأثيرات رئيسية على الاقتصاد الأميركي في حال “ازدادت معدلات تبنيها بشكل واسع كوسيلة للمدفوعات”.
وبدوره، صرح باول أمام الكونغرس في الشهر الماضي بأن الاحتياطي الفيدرالي يأخذ في الاعتبار مشروع إصدار البنك المركزي لعملة مشفرة ولكنه لم يشرع في تطويرها بعد، إذ قال: “لم يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تطوير عملة مستقرة تمثل الدولار الأميركي مدعومة من البنك المركزي…ولكنه مستمر في تقييم التكاليف والفوائد من مشروع إطلاق عملة مشفرة مدعومة من البنك المركزي (CBDC)، والتي ستُعرّف على أنها نوع جديد من الالتزامات المالية للاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يتولى مسئوليتها الأفراد أو الشركات”.
من الملحوظ أن هذا الحديث طرأ على الساحة بعد أن قال الرئيس السابق للجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) كريستوفر جيانكارلو في أكتوبر/تشرين الأول إنه يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ الدولار إلى تكنولوجيا البلوكتشين. وانضم جيانكارلو إلى شركة ويلكي فار آند غالاغير Willkie Farr & Gallagher للخدمات القانونية، إذ قال أنه سيستمر في دعم فكرة الدولار المشفر.
منوشن مستعد لقبول مشروع ليبرا Libra، طالما التزم بالقواعد
في جلسة الاستماع المشار إليها سابقاً، تطرق منوشن إلى مشروع العملة المستقرة ليبرا الذي تقوم عليه شركة فيسبوك Facebook، والذي لفت انتباه المشرعين حول العالم منذ يونيو/حزيران.
وبينما صرحت الهيئات المالية في فرنسا وألمانيا بنيتها لحظر دخول ليبرا إلى أوروبا، قال الوزير منوشن للجنة الخدمات المالية بالكونغرس أنه مستعد لدخول مشروع ليبرا للولايات المتحدة طالما التزم بالقوانين المالية المطلوبة.
قال منوشن: “لست معترضاً على دخول فيسبوك لمجال المدفوعات الرقمية…وقد يكون هذا جيداً لقاعدة عملائهم وقد يكون مفيداً لعديد من المواطنين الأميركيين ممن ليس لديهم حسابات بنكية…لكننا فقط نريد التأكد من أن هذا المشروع يُدار بدون أي مخالفة لقوانين الدولة”.
قد بدأ السباق
بالرم من أن الأميركيين ليسوا بصدد إطلاق دولار مشفر في الوقت القريب، بالرغم من أن هناك دول أخرى بصدد إطلاق عملتها الوطنية المشفرة قريباً.
في هذا الأسبوع، قال بنك فرنسا Bank of France إنه سيجري تجارب على اليورو المشفر في عام 2020. وهذا هو التصريح الأحدث من نوعه، لأن هناك دول مثل الصين وتركيا قد بدأت بالفعل في تطوير عملتها المشفرة الخاصة.
إذا انتظرت الولايات المتحدة أكثر من ذلك، سيواريها الثرى في كل ما يخص العملات المشفرة.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.