في أوائل عام 2019 بدأ عضو في مجتمع بتكوين عرف باسم معرف حسابه @hodlonaut، تجربة عرفت باسم شعلة لايتننغ أو سلسلة الثقة على لايتننغ. تمثلت فكرتها في اختبار بروتوكول لايتننغ، وهو تطبيق توسعة يعمل في الطبقة الثانية فوق شبكة البتكوين يهدف لخفض تكلفة إرسال المال (انتهت التجربة في 10 أبريل/نيسان بتحويل المال تبرعاً لمؤسسة بتكوين فنزويلا). 

في هذه الأثناء، ومنذ يوم 26 يونيو/حزيران بدأت شبكة ستيلر بصمت تمرير شعلتها الخاصة في تجربة بسيطة تظهر مدى سهولة تحويل الأموال على طبقتها الأساسية من البلوكتشين التي طورها جيد ماكيلوب. 

قال فوتر أركينك، مشعل شعلة ستيلر لموقع كوين ديسك عبر الهاتف “أردت شيئاً يجمع مجتمع ستيلر معاً. هناك الكثير من الناس الذي يطورون، لكننا بحاجة لشيء مسلٍ وجامع للناس في نفس الوقت”. 

وصلت الشعلة حتى الآن إلى 1150 ستيلر أي حوالي 67 دولار. وعلى خلاف شعلة لايتننغ، يقول أركينك إن المشاركين لم يضيفوا دائماً المقدار نفسه إلى الشعلة (أضاف مستخدمو لايتننغ 10 آلاف ساتوشي، أقل بكثير من دولار). أما في شبكة ستيلر فقد بلغ المقدار ما بين 2 إلى 50 ستيلر.

قابلنا أركنيك أول مرة في أول مؤتمر لستيلر في المريديان في مدينة مكسيكو. بدأ أركنيك الشعلة والموقع، وحصل على مساعدة من بعض أعضاء مجتمع ستيلر ما إن انطلقت الشعلة. وقابل العديد من حاملي الشعلة لأول مرة في الفعالية. 

قال “قالوا لي إن الشعلة ربطت مجتمع ستيلر، وهذا أمر رائع، لأنه كان الهدف منذ البداية”. 

كان أركنيك مدير الإبداع في شركة في هولندا تسمى أسيتو Asito، لكن مشروع الشعلة كان مشروعاً فردياً. 

مررت ليزا نستور، مديرة الشراكات في مؤسسة تطوير ستيلر الشعلة مؤخراً. وأخبرت كوين ديسك في رسالة بريد إلكتروني ” الأمر مسلي وممتع وجمع الكثير من أعضاء مجتمعنا معاً. وهو شيء نقدره للغاية”. 

تطبيق كي بيس Keybase هو المفتاح

تبنى مجتمع ستيلر مجموعة مترابطة من التطبيقات تدعى كي بيس Keybase بنفس الطريقة التي تستخدم بها العملات المشفرة الأخرى تلغرام، وهذا لأن مؤسسة تطوير ستيلر توزع من خلاله دورياً عملة ستيلر على المستخدمين في عمليات تسمى بالإير دروب. 

يجب على جميع المشاركين في الشعلة استخدامك كي بيس، وأهم المميزات الفريدة التي يقدمها التطبيق هو أن المستخدم بإمكانه إرسال شيء ما لشخص ما حتى لو لم يبدأ هذا الشخص في استخدام التطبيق بعد. 

على سبيل المثال، قد يكون لدى مستخدم ستيلر صديق على تويتر لكنه لا يستخدم كي بيس.  سيكون بإمكان مستخدم كي بيس إرسال الشعلة إلى حساب تويتر لذلك الشخص. سيعد كي بيس محفظة باسم المستخدم وينتظر حتى يطالب بها المستخدم (سيكلفه الأمر 2 ستيلر، كإجراء ضد الاحتيال، بحسب ما قاله أركنيك). 

الفكرة المحورية في شعلة ستيلر (كما هو الحال في شعلة لايتننغ) هو إرسالها لمن يريد استقبالها، لكن تطبيق كي بيس يسهل عملية إشراك الناس في الشعلة. إذا رغب صديقان على تويتر في تمرير الشعلة لكن المستقبل ليس لديه محفظة ستيلر، يقدم كي بيس الحل. 

حين يمرر أحدهم الشعلة، يكتب إحداثياتها في خانة الملاحظات. يساعد هذا الأمر موقع التجربة على تعقب الشعلة وهي تلف العالم. كل محطاتها تظهر في رسم بياني متحرك على الموقع. يذكر الموقع حتى الآن أسماء 77 حاملاً للشعلة. 

حتى الآن يقدر الموقع أن الشعلة قطعت 500 ألف كيلومتر ولم تصل رسوم التحويل الكلية بنساً واحداً حتى الآن. 

التحديات 

ليس للشعلة هدف نهائي محدد، لذا يتجاوز الأمر مجرد تمرير الشعلة. 

قدم أركينك وشركاؤه فكرة التحديات. التحدي الأول هو السماح للشخص بوضع اسمه على بلد ما إن كان هو أول من يرسل الشعلة إلى شخص آخر في ذلك البلد. وما زالت هناك الكثير من البلدان التي لم يستول عليها أحد. على حامل الشعلة فقط أن يتعرف على شخص يثق به في منطقة جغرافية جديدة. 

وظهرت صيحة جديدة، يقوم فيها المستخدمون بإعداد مقاطع فيديو تخلد لحظة تمريرهم للشعلة. إليكم هذا المقطع المملوء بحماس النينجا، وآخر هنا مهووس بالرجال إكس X-Men.

أكثر تحديات الشعلة طموحاً هو تمريرها إلى أشخاص مشهورين. 

قال أركينك “أعتقد أن الأمر مثير للاهتمام، لأننا حينها سنرسل الشعلة إلى أشخاص ليس لديهم كثير معرفة بتكنولوجيا البلوكتشين والعملات المشفرة”. 

قال أركينك “لعل أولهم سيكون كيفين باكون” بسبب لعبة “ست درجات من كيفين باكون” التي اشتهرت في الأيام الأولى لظهور الإنترنت. 

في كل الأحوال، تشتعل شعلة ستيلر بهدوء وصمت كما هو الحال دائماً على شبكة ستيلر. 

فبحسب أركينك “حصلت شعلة بتكوين على اهتمام أكبر بكثير من ستيلر، لأن ستيلر لا تسوق لنفسها كثيراً”. لكنه يحب هذا الجانب من ثقافة مجتمع ستيلر.  

أضاف قائلاً “أحب أن المجتمع يدرك الأشياء الحقيقية ويتعامل معها ولا يبتهج بأشياء قد توجد في المستقبل”.