صار لقب ساتوشي ناكاموتو، وهو الاسم المستعار لصانع/صانعي البتكوين (BTC)، محلَّ نزاعٍ للمرة المليون. هذه المرة، ادَّعى رجل أعمال ألماني ودي جيه سابق يحمل اسم “يورغ مولت” حقه في اسم ناكاموتو، مصرِّحاً للحضور بإحدى فعاليات قطاع العملات المشفرة بأنه شريك مؤسِّس للبتكوين ويملك بحوزته 250 ألف عملة.
سطوة ساتوشي
يحمل اسم ساتوشي ناكاموتو كثيراً من النفوذ. ففي نهاية المطاف، هذا المبرمج (أو المبرمجون) مستعارو الاسم هم من صنعوا شبكة لا مركزيةً كانت ولم تزل ثوريةً، إذ تؤدي دورَين: أولهما وسيلة فائقة الأمان لتسوية المعاملات المالية، وثانيهما نوع من النقود الرقمية النادرة وغير ذات السيادة. وقد نجحت البتكوين في تخطِّي الحواجز التي فشلت في تخطِّيها محاولات سابقة لإنشاء نقود رقمية غير ذات سيادة. علاوةً على أن تقديرات فرق الأبحاث من قطاع العملات المشفرة تشير إلى أن الأشخاص الذين هم وراء اسم ناكاموتو يملكون مخزوناً من العملات يُقدَّر بما يزيد عن 5 مليارات دولار.
إذاً فليس من المفاجئ أن حاول الكثيرون ادِّعاء أحقيَّتهم في لقب ناكاموتو بعد أن اختفى صانع البتكوين فجأةً عن الأنظار، متخلياً عن قيادة المشروع الذي كان ناشئاً آنذاك لصالح المتبنِّين الأوائل.
لكن المشكلة هي أن جميع مدَّعي أحقيتهم في اسم ساتوشي ناكاموتو قد فشلوا عن إثبات كونهم مؤسِّسي البتكوين أو شركاء مؤسِّسين لها بما لا يدع مجالاً للشك، مقدِّمين أدلةً كانت في أغلب الأحيان ضعيفةً ومطبِّقين نوعاً من الألاعيب الذهنية لمحاولة إقناع العالم بشرعية ادعائهم. وإجمالاً، لم تفلح أي من هذه المحاولات.
لكن هذا لم يمنع الناس من تجربة حظهم في حمل اسم ساتوشي.
نقدم لكم يورغ مولت.. “الشريك المؤسس للبتكوين”
اجتمع أعضاء في قطاع العملات المشفرة في لاس فيغاس لأجل ما يُسمَّى بـ”أسبوع البلوكتشين في فيغاس”.
وكان من ضمن الحضور أفراد من مختَلف الأصناف: فكنت ترى متطرِّفي البتكوين، وأنصار العملات البديلة، وروَّاد أعمال البلوكتشين، ومشاهير العملات المشفرة على الإنترنت، وأمثالهم. ولكن كان هناك أيضاً يورغ مولت، صاحب اسم مستخدم “@bitcoin_cofound” على تويتر Twitter، وتقول سيرته الذاتية على تويتر: “شريك مؤسس للبتكوين”، وهو حساب جرى تعطيله مؤخراً. وقد زعم مولت امتلاكه 250 ألف بتكوين، أي ما يساوي نحو 2.3 مليار دولار وفقاً لسعر البتكوين الحالي المقدَّر بـ 9,300 دولار.
وبينما بدا أن مولت كان بعيداً عن دائرة الاهتمام لمعظم المؤتمر، فقد قرَّر كينيث بوساك، أحد أبرز نقَّاد العملات المشفرة، اتخاذ رد فعلٍ يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يومذاك، نشر بوساك مقطعاً له وهو يواجه مولت، ناعتاً إياه بـ”المحتال” ومحاولاً فضح أكاذيبه بإحدى فعاليات الأسبوع، وهي World Crypto Con. (هذه ثاني محاولة من بوساك لتشكيل الوعي العام بوجود “محتال” في إحدى فعاليات القطاع. إذ سبق أن طُرد من مؤتمر Consensus في نيويورك بسبب هجومه على مؤسِّسٍ آخر لأحد مشاريع العملات المشفرة).
وسرعان ما انتشر مقطع بوساك انتشاراً واسعاً، على الأقل وفقاً لمعايير مجال العملات المشفرة على تويتر، حاصلاً على آلاف الإعجابات. وانهارت سمعة مولت على الفور.
حتى أن أندرياس أنطونوبوليس، أحد أبرز خبراء البتكوين والمعروف بكونه من ألطف الناس في القطاع، أمطر مولت بوابل من الانتقاد في سلسلة طويلة من التغريدات على تويتر. إذ كتب أنطونوبوليس: “لقد سمعت من آخرين أنه يزعم كونه مؤسس البتكوين وامتلاكه آلاف عملات البتكوين. كذبة”.
وسرعان ما حذا آخرون حذوه. إذ نشرت لينا سيتشه، مديرة التسويق الدولي لمنصة تداول العملات المشفرة بي تي إس إي BTSE، موجزاً لمقطعٍ نشرته إحدى زوجات مولت السابقات المزعومات. ووفقاً لترجمة سيتشه لمقطع يوتيوب YouTube الممتد إلى 6 دقائق، قالت الزوجة السابقة إن مولت مَدين لستة أشخاص على الأقل، ولا يدفع نفقة الطلاق لابنيهما، ولم يكن يملك حتى حاسوباً حين صدرت ورقة البتكوين البيضاء منذ 11 عاماً.
ولم يصدر حتى الآن ردُّ على هذه الاتهامات من مولت، الذي اختفى من الويب في أعقاب مقطع بوساك.
توقيت مريب
تأتي هذه الفضيحة الغريبة في توقيت مريب من إطار ساتوشي الزمني كله.
فكما ذكر سامسون مو، المدير الأمني لشركة تطوير البتكوين بلوكستريم Blockstream، فإن المواجهة التي حدثت بين مولت وبوساك تأتي بالتزامن مع تقاصر كريغ رايت -المشفر الأسترالي الذي زعم هو الآخر أنه من مؤسِّسي البتكوين- عن تسديد مئات آلاف من عملات ساتوشي إلى إيرا كليمان، وهو شقيق أحد أوائل متبنِّي البتكوين المتورط في نزاعات أخرى حول ادِّعاء الأحقية في ساتوشي.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.