أظهرت زيمبابوي مرة أخرى الحاجة إلى تقييد سيطرة السياسيين على أموال الشعب. تحاول الحكومة الآن التكيف مع نتائج سوء إدارة الاقتصاد من خلال منع المواطنين من استخدام عملاتهم النقدية كما يريدون.

زيمبابوي تمنع المعاملات النقدية عبر الهواتف المحمولة

أصدر بنك الاحتياطي الزيمبابوي (RBZ) توجيهاً يمنع خدمات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول من دفع النقود إلى عملائها في الدولة. ويُزعم أنه قد تم اتخاذ هذا الإجراء لأن وكلاء تحويل الأموال عبر الهواتف المحمول تورطوا في “أنشطة غير قانونية” تشمل شراء وبيع العملات بأسعار أعلى من أسعار الصرف المعتمدة من قبل بنك احتياطي زيمبابوي.

إن وقف تلك الخدمات من شأنه التأثير بشكل حاد على النشاط الاقتصادي في البلاد نظراً لاعتماد العديد من المواطنين في زيمبابوي على تلك الخدمات. يُشار أن هناك 6.7 مليون مستخدم مسجل لدى الشركة الرائدة في السوق إيكوكاش Ecocash. يعتبر هذا العدد كبيراً نظراً لأن 2 مليون مواطن فقط لديهم حسابات بنكية من أصل 14 مليون مواطن في زيمبابوي.

أوضحت الشركة في وثيقة مقدمة إلى المحكمة العليا في زيمبابوي:” تقوم المنصة بعدد 7 ملايين معاملة يومياً يقوم بها نحو مليوني فرد”. وأضافت:” قد يعني وقف إيكوكاش خسارة في الأرواح، وخسارة الفرص التي قد تنقذ سبل العيش وقد تصل الخسارة المادية إلى مئات الملايين إن لم تكن مليارات”.

ويزعم توجيه البنك المركزي أن بعض الوكلاء الاقتصاديين “يسيئون استخدام خدمات تحويل الأموال، وبالتالي يعرضون أهداف المصلحة العامة الخاصة بأنظمة الدفع المحلية في الاقتصاد”. وأوضح أن فرض العمولات خارج الإطار المسموح به “يؤثر بالسلب على سلاسة تشغيل أنظمة الدفع وعلى سعر السلع والخدمات”. وخلص بنك احتياطي زيمبابوي أنه بسبب ذلك، “سيتوقف مقدمي خدمات الدفع عبر الهواتف المحمولة والتجار عن تقديم خدمات تحويل الأموال النقدية فوراً بموجب هذا التوجيه”.

الحكومة تفشل فى التغلب على التضخم

يتمثل السبب الحقيقي وراء إجراء البنك المركزي في زيمبابوي هو أن المواطنين لا يلتزمون بأسعار الصرف الرسمية التي أقرها البنك المركزي وبالتالي لا يستطيع البنك السيطرة على أنشطة السوق السوداء. يستطيع البنك المركزي من خلال حجب خدمات الدفع عبر الهواتف المحمولة إخفاء القيمة السوقية الحقيقية للعملة النقدية المحلية وكذلك التضخم المستمر في الدولة. وصل معدل التضخم في زيمبابوي العام الماضي إلى 42% ووصل في شهر يونيو/حزيران إلى مستوى 175%.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.