بدأ المصرف المركزي الأرجنتيني (BCRA) في فرض قيود على شراء المواطنين للدولار الأميركي بعد عدة شهور من القلقلة الاقتصادية، فرضياً لكبح دَفق السيولة النقدية خارج الاقتصاد القومي. 

الأرجنتين تحظرُ فعلياً شراء الدولار الأميركي 

طِبقاً لبيان المصرف المركزي الأرجنتيني والمنشور الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول، يمكن لمواطني البلاد قانونياً شراء 200 دولار أميركي شهرياً فقط. في حين كان مسموح لهم شراء حتى 10,000 دولار أميركي شهرياً في السابق.

يأتي هذا في أعقاب مرور الاقتصاد الأرجنتيني بتقلبات عاصفة ومعدل تضخم سريع النمو. فقط ألقِ نظرة على الرسم البياني من منصة التحليلات كريبتو راند Crypto Rand، والذي يظهر انهيار قيمة البيزو الأرجنتيني مقابل الدولار الأميركي. 

وبينما ما زال من غير الواضح إذا ما سيتجه المصرف المركزي الأرجنتيني لتقييد شراء العملات المُشفَّرة أيضاً، والتي يمكن استخدامها في تحويل الأصول من الاقتصاد المتداعي إلى مراعي أكثر خضرة بسهولة، يظن العديد أنَّ البتكوين (BTC) هي الحل المثالي. إذ لا يمكن فرض رقابة على معاملات البتكوين، ويمكن إرسالها لأي شخص بأي مكان بالعالم في غضون دقائق معدودة وبتكلفة أقل مقارنة بنظام التحويلات البنكية المُستخدم في النظام النقدي التقليدي. 

البتكوين ليست الحل الوحيد

ليست البتكوين العملة المُشفَّرة الوحيدة التي تساعد الأرجنتينيين على النَّأي بأنفسهم عن الاقتصاد المتداعي للبلاد. 

انتهز ماريانو كونتي، مدير العقود الذكية بميكر داو MakerDAO، التطبيق المالي اللامركزي القائم على بلوكتشين الإيثريوم (ETH)، فرصة اعتلائه منصة مؤتمر ديفكون الخامس Devcon 5، المُنعقد باليابان، ليشيد بأثر العملات المُشفَّرة على حياته. وكان كونتي قد انتقل للمعيشة في الأرجنتين منذ عدة سنوات واستقر هناك، رغم تخبط الأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية. ومن الجدير بالذكر أنَّ الهدف الرئيسي لتطبيق ميكر داو تقديم خدمات مصرفية موزعة تعتمد بالأساس على الدولار الأميركي لكافة سكان العالم. 

وفي تسجيل صوتي لكلمة كونتي، يمكن الاستماع إليه عبر الإنترنت، فقد وجد الأمان المالي لأول مرة عبر البتكوين، إذ أنَّها توفر “حماية من النظام” إضافة إلى “الوصول إلى الاقتصاد العالمي”. إلا أنَّه مؤخراً حول أنظاره إلى عملتي الإيثريوم والداي (DAI)، العملة المستقرة الأصلية بالنظام الإيكولوجي لتطبيق ميكر. وزَعَمَ كونتي أنَّه، باعتماده على الداي، يستطيع ضمان احتفاظ دخله بالغالبية العظمى من قيمته بمرور الوقت، وهو ما لا يستطيع البيزو الأرجنتيني ضمانه حالياً. وأضاف أنَّه بالطبع يضطر من حين لآخر تحويل جزء من عملات الداي إلى العملة المحلية لدفع الإيجار، وشراء البقالة وما شابه، إلا أنَّه أكد على أنَّ الأغلبية العظمى من رأس ماله محفوظة في هيئة العملة المُستقرة الداي. 

وقصة كونتي دليل على أنَّ البتكوين ليست الوحيدة القادرة على حل المشكلات الناتجة عن الأموال النقدية، بل تنويعات الأموال اللامركزية عامة. أما مدى قدرة كل من الحلول المختلفة على المساعدة فعلياً، فأمر قابل للنقاش. فقط القي نظرة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر Twitter. 

لن تلقى البتكوين والعملات المُشفَّرة على الأرجح الترحاب بالأرجنتين

يبدو تبني البتكوين والعملات الشبيهة بالداي بالطبع منطقياً نظرياً، إذ أنَّها أكثر استقراراً، ويسهل استخدامها في إجراء المعاملات، وأكثر عالمية من البيزو الأرجنتيني. ولكن ليس هناك ما يضمن تبني الأرجنتينيين للعملات المُشفَّرة. 

فطِبقاً لتقارير سابقة نشرها موقع بلوكونومي Blockonomi، قال أليكس كروغر باحث العملات المُشفَّرة ذو الأصول الأميركية الأرجنتينية إنَّ أصدقائه في الأرجنتين لم يتجهوا لشراء البتكوين عندما بدأت التداعيات الاقتصادية في مقتبل العام الجاري. كما كتب في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر أنَّ الوعي بالبتكوين “متدني للغاية” في بلده الأميركية الجنوبية. ولهذا، ففكرة مسارعة الأرجنتينيين بتحويل مدخرات العمر للبتكوين لا تبدو منطقية. 

حتى أنَّه استشهد بحال أسواق العملات المُشفَّرة بالأرجنتين، والتي زَعَمَ أنَّها “تفتقر إلى السيولة بشدة” حينها.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.