,

هناك صناعة وليدة تستخدم الغاز المشتعل لتشغيل وحدات تعدين البتكوين (BTC) ظلت تتطور على مدار العام الماضي تقريباً، بالتكافل مع صناعة النفط والغاز في أميركا الشمالية. تواصل الشركات المقدّمة للخدمات بهذا التخصص الواعد تثبيت مراكز بيانات متنقلة في مواقع آبار النفط بالولايات المتحدة وكندا؛ لمساعدة المنتجين على تحقيق وفورات في التكاليف وتحسين العمليات التشغيلية، بينما تعمل على سك العملات المشفَّرة.

تعدين العملات المشفَّرة يوفر بديلاً عن حرق الغاز

يمثّل الغاز الطبيعي الناتج خلال عملية استخراج النفط منتجاً ثانوياً يتعين على مشغّلي الآبار في المواقع النائية التخلص منه على نفقتهم الخاصة. وهو في أغلب الأحيان يُحرق في الجو نظراً إلى أنَّ نقله للمستهلكين البعيدين ليس فعالاً من حيث التكلفة، إن كان ممكناً إطلاقاً. علاوةً على أنَّ إطلاق الغاز في الهواء مباشرةً ليس ممكناً دائماً، أو أنَّه محدود لأنَّ الغاز الخام يتكون من العديد من المركبات الضارة، وهناك لوائح بيئية صارمة يتحتم على المنتجين الالتزام بها.

أمَّا الآن، فقد صارت هناك عدة شركات تقدَّم حلولاً لمنتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة وجارتها الشمالية تحل مشكلة الغاز المصاحب بطريقة أنيقة؛ والفضل في ذلك يعود للبتكوين. تثبّت هذه الشركات وحدات متنقلة مزودة بمولدات كهربائية تُدار بالغاز في آبار النفط؛ بحيث يُستخدم الغاز الفائض في إنتاج الطاقة الكهربية لتشغيل أجهزة تعدين العملات المشفَّرة، التي تكون مثبّتة عادةً في حاويات شحن معدّلة يسهل نقلها.

أبستريم داتا Upstream Data، شركة كندية كان قسم الأخبار من موقع بتكوين دوت كوم news.Bitcoin.com قد نشر خبراً عنها في صيف هذا العام، 2019، هي إحدى الشركات الرائدة في هذا السوق. تسمح هذه الشركة لشركات النفط بشراء أو تأجير وحدات مراكز بيانات يمكن تثبيتها في منشآت الإنتاج التي تُطلق الغاز الطبيعي في الهواء أو تحرقه. تسمى وحداتها أوم Ohmm، وتُجمّع بسعات مختلفة من حيث القوة التعدينية، لكنَّها جميعاً تستخدم الغاز بكفاءة شديدة. فضلاً عن أنَّ استخدام الطاقة المجانية لسك العملات المشفَّرة يضمن لشركات الحفر الحصول على دخل من الغاز أعلى بكثير من عائد سعر السوق.

في الخبر السابق الذي نشره قسم الأخبار من موقع بتكوين دوت كوم، أجرى الموقع حديثاً مع مؤسس شركة أبستريم داتا ومديرها التنفيذي، ستيفن باربور، بُعيد إعلانه تجهيز مركز بيانات جديد من طراز أوم للخدمة الفعلية في ولاية تكساس الأميركية، وكان باربور متحمساً بشدة لاتساع نطاق خدمات شركته. وفي يوم الجمعة الماضي، 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، نشرت شركة أبستريم داتا تغريدة على موقع تويتر Twitter صرّحت فيها بأنَّ ثلاث من مراكز بياناتها المخصصة لتعدين البتكوين من طراز أوم ميني Ohmm Mini الجديد، بقدرة 50 كيلووات، قد أصبحت جاهزة للخدمة الفعلية في الآونة الأخيرة في مقاطعة ألبرتا الكندية.

قالت الشركة في تغريدتها: “إنَّ هذه الأجهزة المذهلة توفر الغاز الطبيعي الذي كان سيُطلق في الهواء؛ وهذا سمح للمنتِج بتشغيل البئر وزيادة إنتاج النفط”.

مساعدة صناعة النفط في الوفاء باللوائح التنظيمية لإطلاق الغاز في الهواء

تُطوّر شركة أبستريم داتا حلولها الإبداعية منذ عام 2017، وتوفر رداً على المشكلات الاقتصادية والبيئية المستمرة التي تلاحق صناعة النفط منذ عقود طويلة من الزمن. تتسم مراكز بيانات الشركة بأنَّها لا تحتاج سوى بنية تحتية قليلة للغاية لاستخدام الغاز العالق؛ ببساطة، كمصدر للوقود وللاتصال بالإنترنت. فضلاً عن كونها مصممة بحيث تتوسع تبعاً للكمية المتوفرة من الغاز الطبيعي، ويمكن تشغيلها عن بُعد. إنَّ مشروعات أبستريم تبرهن على أنَّه من الممكن تسخير الطاقة، التي كانت لتُهدر بطريقة أخرى، في تعدين البتكوين.

مركز بيانات أوم في مقاطعة ألبرتا. مشعل الغاز الموجود في خلفية الصورة قد توقف تشغيله بعد توفير الغاز المهدور.

صرَّح ستيفن باربور لقسم الأخبار من موقع بتكوين دوت كوم أنَّ المنتِج الذي ثبّت وحدات أوم ميني في مقاطعة ألبرتا قد تعرضت إحدى منشآت الإنتاج متعددة الآبار لديه للإغلاق في ما مضى بسبب كثرة إطلاقها الغاز في الهواء؛ إذ إنَّ اللوائح التنظيمية المعمول بها في المقاطعة لا تسمح لشركات النفط بمواصلة الإنتاج إذا زاد حجم الغاز الطبيعي المُطلق في الهواء عن حد معين، هو 500 متر مكعب في اليوم الواحد. نتيجة لذلك، توقف الإنتاج في منصة البئر لقرابة السنة، حيث لم يكن لدى المشغل طريقة أخرى لتوفير الغاز المُطلق في الهواء؛ فبناء شبكة خطوط أنابيب سيكون مكلفاً للغاية، بينما حرق الغاز ليس خياراً متاحاً في هذه الحالة بسبب قرب المنشأة من السكَّان المحليين، حسبما شرح المدير التنفيذي.

ورّدت الشركة ثلاث مجموعات مولدات تُدار بالغاز من طراز أوم ميني كجزء من عرض “توفير الطاقة كخدمة” الذي تقدّمه لشركات النفط والغاز. وقد أسفرت مراكز بيانات تعدين البتكوين عن خفض إجمالي معدل إطلاق الغاز في الهواء إلى أقل من 500 متر مكعب في اليوم الواحد، مما سمح للمنتِج بتشغيل البئر وبدء عمليات الاستخراج مرة أخرى. كل وحدة ميني منها مُصنّفة بسعة 50 كيلووات، وهو حمل كهربي كافي لتوفير 450 إلى 500 متر مكعب (أي  18,000 قدم مكعب) من الغاز العالق بصفة يومية، إلى جانب أنَّ الوحدات مزودة بأجهزة تعدين طراز أنتماينر إس 9 Antminer S9، ويمكن نقلها بسهولة إلى المواقع الأخرى حيثما بدأت معدلات الغاز تنضب.

إلى جانب الوفورات والأرباح التي يحققها منتجو النفط من نشاطهم الرئيسي، بوسعهم أيضاً كسب دخل إضافي في صورة نقود مشفَّرة؛ فبفضل تعافي سوق العملات المشفَّرة هذا العام، عاد تعدين البتكوين إلى الربحية. ليس هذا فحسب، بل إنَّ بإمكان أي شخص البدء بالتعدين، حتى لو لم يكن يمتلك المعدات اللازمة في متناول يده، وذلك بفضل الخدمات التي تقدَّمها المنصات من قبيل تجمع التعدين التابع لموقع بتكوين دوت كوم Bitcoin.com Pool.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.