لقد غير إدوارد سنودن العالم عندما كشف أسرار وكالة الأمن الوطني (NSA).

في عام 2013، قرر سنودن ترك عمله كموظف ومقاول من الباطن لدى وكالة الاستخبارات المركزية وفي حوزته (على الأرجح) ملفات من شأنها تغيير نظرة المجتمع للحكومات يصل حجمها إلى عدة تيرابايت. وقد هرب إلى هونغ كونغ، ثم روسيا، وكشف نشر الوثائق التي هزت النظام أثناء تلك الرحلة.

يعتبر عدد كبير من الناس في صناعة عملة البتكوين (BTC) سنودن بطلاً، بسبب محاولاته لفضح الحكومات والشركات الكبرى حول العالم لاستخدامها الأساليب الرقمية لجمع البيانات وفرض سيطرتها. ينتشر الليبرتاريون وأنصار هيمنة التكنولوجيا (سايبربانك) في مجتمع عملة البتكوين(BTC) كما تعلمون على الأرجح.

وقد حيا سنودن مجتمع عملة البتكوين (BTC) يوم الثلاثاء، معبراً عن دعمه للعملة المشفرة في خضم نزاعه مع الحكومة الأميركية.

الحكومة الأميركية تهاجم كتاب “السجلات الدائمة”

لقد أبهرت قصة سنودن الكثيرين في كافة أنحاء العالم. فهي مثل قصص الإثارة، موظف حكومي سابق يهرب وفي حوزته أسرار الدولة مثل أفلام جيمس بوند. وبالتالي لا يعتبر قرار سنودن إصدار كتاب عن هروبه مفاجئاً.

وقد تم الترويج للكتاب الصادر باسم “السجلات الدائمة” على أنه مذكرات “الرجل الذي خاطر بكل شيء لفضح نظام مراقبة الجمهور الخاص بالحكومة الأميركية”.

ولكن هذا الكتاب عن المخاطر قد أصبح يمثل خطراً جديداً على سنودن يوم الثلاثاء. فقد ادعت وزارة العدل الأميركية ،في دعوى مدنية جديدة رفعتها على سنودن اللاجئ خارج البلاد، أن الكتاب وما ورد به من تعليقات بشأن أمور استخباراتية “ينتهك اتفاقيات عدم الإفصاح التي وقع عليها سنودن مع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA)”.

لا تسعى الدعوى القضائية إلى حظر نشر الكتاب، المدرج حالياً في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم في موقع أمازون Amazon، ولكنها تسعى إلى الحصول على (أو بالأحرى مصادرة) عائدات مبيعات الكتاب.

وقد جاء نزاع سنودن الأخير مع الحكومة الأميركية بعد أن عبر عن هدفه بالعودة إلى الولايات المتحدة بيوم واحد، قائلاً إنه “هدفه المطلق”. بل إنه قال إنه مستعد لقضاء حياته في السجن، والاعتراف بأنه انتهك القانون، إذا أتيحت له الفرصة للحصول على “محاكمة عادلة على الأقل”.

“مفيد لعملة البتكوين (BTC)”

وقد دفع هذا التحرك العديد إلى التفكير في أساليب بديلة لتمويل عمل سنودن دون أن تتعقبهم الحكومة. وكان عملة البتكوين (BTC) أكثر تلك الحلول وضوحاً.

أوضح سنودن، في تغريدة على موقع تويتر رداً على أنباء الدعوى القضائية على ما يبدو: “وفي النهاية، هذا مفيد لعملة البتكوين (BTC)”. وعلى الرغم من أن تلك الرسالة القصيرة اللطيفة لم تذكر الدعوى القضائية، إلا أنها نُشرت بعد أن أعاد حساب وكالة الأمن القومي نشر عدد من التغريدات بشأن الدعوى القضائية.

هذا مفيد بالفعل لعملة البتكوين (BTC). لا يمكن للحكومات أن تصادر عملة البتكوين مباشرةً إذا تم تخزينها بالشكل الصحيح، والأهم من ذلك لا يمكن حظرها أو إيقافها على العكس من العملات النقدية.

ليست المرة الأولى

دفعت خصائص عملة البتكوين (BTC) التي تتسم بالحرية سنودن إلى مدح العملات اللامركزية والتقنيات اللامركزية على نطاق أوسع في مناسبات متعددة. قال سنودن العام الماضي عن شبكات البلوكتشين، متحدثاً إلى بن ويزنر محاميه الخاص: “تخيل في عالمنا اليوم حيث غالباً ما يتم الاحتفاظ حصرياً بالبيانات العامة المهمة.. أنه يمكن الاحتفاظ بها في آلاف الأماكن تخضع لمئات الولايات القضائية. لا يوجد آلية للاستيلاء عليها ولا يوجد زر”لنفعل شيئاً شريراً”، ويتطلب القيام بذلك موافقة نحو 51% من الشبكة على تغيير القواعد”.

وفيما يخص عملة البتكوين خاصة، أثنى سنودن على إمكانية استخدامها لتمكين الأفراد الذين يقدرون الخصوصية. ومع اتزان تصريحاته بشأن العملات المشفرة، زعم سنودن أن نموذج إثبات العمل قد يكون مضراً على المدى الطويل.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.