حدَّت السلطات الروسية الوصول إلى إثنين من مواقع أخبار العملات المُشفَّرة. ورغم اختلاف الأسباب الرسمية وراء قرار الحجب في حالة كل منهما إلا أنَّ النتيجة واحدة. وفي كلا الحالتين، استغلت السلطات التنظيمية قانوناً يُمكِّنها من حجب مصادر المعلومات الإلكترونية المحظورة في روسيا الاتحادية. 

الحكومة تُحدَّ الوصول لموقعي كوين تليغراف وكوين سبوت

فُرضِّت الإجراءات ضد موقع كوين تليغراف Cointelegraph، وهو مصدر عالمي للمعلومات عن أحدث التطورات في الفضاء المُشفَّر، وموقع كوين سبوت Coinspot، بوابة الأخبار الناطقة بالروسية المهتمة بنشر أخبار ومعلومات العملات المُشفَّرة اللامركزية، والتوجهات الشعبية في مجالات التقنية والابتكار المالي. وتم تنفيذ قرار حجب الموقعين عن متابعيهما بروسيا منذ الأربعاء 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. 

السبب الرسمي في حالة موقع كوين تيليغراف هو طلب جهاز الضرائب الاتحادي الروسي والمقدم في الإثنين 25 ديسمبر/ كانون الأول عام 2017. ورغم صدور قرار حظر موقع كوين تليغراف منذ قرابة العامين، إلا أنَّ الدائرة الاتحادية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام Roskomnadzor لم تُطبق الحجب فعلياً إلا بداية من الأسبوع الجاري فقط. وما زال من غير الواضح لم استغرقت الهيئة الرقابية كل هذا الوقت لتفعيل القرار. 

واستشهد موقع كوين تيليغراف بمُطوِّر إضافة متصفح مقاومة للرقابة، اشترط الحفاظ على سرية هويته، في تأكيد حجب الموقع بروسيا. إذ أضيف مسار الموقع (URL) إلى القائمة السوداء التي ترسلها الهيئة لمقدمي خدمات الإنترنت بالبلاد. ولكن يبدو أنَّ بعضهم لم يحدثوا قواعد بياناتهم بعد، إذ ما زال الموقع متاحاً حتى الآن لبعض المستخدمين في أنحاء مختلفة من البلاد. 

بينما طِبقاً لمجلة فورك لوج Forklog، تم حجب موقع الأخبار الآخر، كوين سبوت، بناءاً على طلب مكتب المدعي العام لمقاطعة دانيلفسكي بمنطقة فولغوغراد. ورغم أنَّ قرار المحكمة المركزية بمقاطعة فولغوغراد الصادر في الخميس 22 أغسطس/ آب من العام الجاري طالب بإزالة مقال واحد فقط، لتفصيله كيفية العثور على تطبيقات مقامرة قائمة على تقنية البلوكتشين، إلا أنَّ أغلبية مقدمي خدمات الإنترنت الروسيين حجبوا الوصول إلى الموقع بأكمله. 

وتستند قرارات روسكومنادزور، في كلتا الحالتين، إلى قانون “المعلومات وتكنولوجيا المعلومات وحماية المعلومات”، والمُطَّبق بداية من يوليو/ تموز عام 2006. وعادة ما تُستخدم نصوصه لتبرير حجب مواقع تحتوى على معلومات مُنِّعَ نشرها في روسيا لأسباب متنوعة. 

وأكدَّ سركيس داربينيان، كبير الخبراء القانونين بمؤسسة روسكوم سفوبودا Roskomsvoboda، لموقع بتكوين نيوز news.Bitcoin.com علمه بالتطورات الأخيرة. وتحاول المؤسسة غير الهادفة للربح، العاملة على مقاومة الرقابة السيبرانية، حالياً جمع تفاصيل أكثر حول حجب الموقعين. 

تكثيف الرقابة الحكومية على الفضاء الإلكتروني

وقد اتخذت الهيئة الرقابية الروسية على الاتصالات من قبل إجراءات ضد بوابات أُخرى لأخبار العملات المُشفَّرة، عادة بناءاً على طلب من إحدى المؤسسات الحكومية الأُخرى أو القضاء. فعلى سبيل المثال، حجبت الدائرة الإشرافية منصة التداول باي بيت Buybit.net في أبريل/ نيسان من العام الجاري. ولكن فشلت محاولات الحجب في بعض الحالات الأُخرى. 

ففي مايو/أيار الماضي، اضطرت روسكومنادزور إلى إزالة منصة بيست تشانج Bestchange.ru من قائمتها السوداء، بعدما تخلى مكتب المدعي العام عن محاولة حجب الموقع، متذرعاً بالتشريعات المُنتظرة لتنظيم التعامل مع الأصول الرقمية. كما أبطلت محكمة سان بطرسبرغ حجب 40 موقع لأخبار وخدمات العملات المُشفَّرة في مارس/ آذار من عام 2018، ونقضت المحكمة العليا قرار حجب منصة بتكوين إنفو Bitcoininfo.ru في أبريل/ نيسان الماضي. 

ورغم هذه التطورات الإيجابية، تستمر الحكومة في تضييق الخناق على المنفذ الروسي إلى الفضاء السيبراني. ففي مارس/ آذار، طالبت روسكومنادزور عشرة من مقدمي خدمة الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) الاتصال بجهاز نظام معلومات الدولة الاتحادية (FSIS)، وهو سجل لكافة المعلومات المتعلقة بالمواقع الإلكترونية المحجوبة بروسيا. 

وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، اعتمد مجلس النواب، والمعروف باسم مجلس الدوما، قانوناً مُصمماً لتحويل حركة مرور الإنترنت الروسي عبر نقاط تحديد مسار تحت سيطرة السلطات بموسكو العاصمة، مما سيعزل الفضاء الإليكتروني الروسي (الرونت) عن شبكة الإنترنت العالمية مستقبلاً. كما يمنح القانون روسكومنادزور الصلاحيات لملاحقة مقدمي خدمات الإنترنت الرافضين للمشاركة في النسخة الروسية من جدار الحماية العظيم (GFC).