بدأ رابع أكبر بنوك العالم في تحويل النقود إلى توكنات عن طريق منصته المستوحاة من تكنولوجيا البلوكتشين، لكن لا تُسمِّيه مشروعاً لعملة مستقرة أو عملة مشفرة.

في يوم 17 سبتمبر/أيلول، أعلن بنك ويلز فارغو Wells Fargo أنه يجري تجارب على خدمة مقاصة داخلية باستخدام تكنولوجيا السجلات الموزعة (DLT) التي تعد البلوكتشين إحدى أنواعها. صُمم هذا النظام لتقليل التداخل في “تحويلات الدفاتر الداخلية للمدفوعات العابرة للدول خلال الشبكة العالمية للبنك”، وهذا النظام يسمى ويلز فارغو ديجيتال كاش Wells Fargo Digital Cash.

هذه الخدمة التي اختبرها البنك في تحويلات بين كندا والولايات المتحدة، مصممة لتكون بمثابة “منصة خاصة بمجموعة ويلز فارغو” لبناء تطبيقات بلوكتشين أخرى في المستقبل.

ستكون التجربة الرسمية للنظام في العام المقبل، وإذا سار الأمر على ما يرام، سيتسع ليشمل “تحويلات متعددة العملات في جميع فروع ويلز فارغو حول العالم”. وفي البداية، ستكون التوكنات الأولية مدعومة بالدولار الأميركي بنسبة 1:1 في القيمة.

ومثلما قالت مديرة قطاع التطوير في المجموعة، ليزا فرازيير: “نؤمن بأنه ستكون هناك استخدامات عديدة لتكنولوجيا السجلات الموزعة في المستقبل، ونحن متحمسون لأخذ هذه الخطوة الهامة في تطبيق تلك التكنولوجيا في مجال البنوك بشكل عملي وقابل للتوسع. ومشروع ويلز فارغو ديجيتال كاش لديه القدرة على تمكين البنك من إزالة الحواجز في المعاملات البنكية بين العديد من الحسابات التي تقع في العديد من الأسواق حول العالم”.

 البنك يختار ألفاظه بعناية

مثلما حدث عندما أعلن البنك الأميركي العملاق جاي بي مورغان JP Morgan عن إطلاق عملته التي تسمى جي بي إم كوين JPM Coin في بداية هذا العام، اختصرت بعض المنشورات المتعلقة بالصناعة تطوير مشروع ويلز فارغو ديجيتال كاش بتسميته مشروعاً للعملة المشفرة أو العملة المستقرة.

قد يختلف البعض حول التعريفات الدقيقة لهذه المصطلحات، إلا أن ويلز فارغو أعلن فيما بعد رفضه لتلك التسميات. ففي تعليقات توضيحية لموقع ذا بلوك The Block، قال أحد المتحدثين باسم البنك أن هذا المشروع “ليس مشروعاً لعملة مشفرة” ولكنه بالأحرى توكنات تمثل الدولار الأميركي وغيره من العملات الرسمية التي تعمل بتكنولوجيا السجلات الموزعة.

ولكن حتى ألفاظ العبارة الأخيرة قد تؤدي للالتباس، حتى ولو كان البنك يريد من خلالها تجنب ربط مشروعه بمسميات العملة المشفرة أو العملة المستقرة أو حتى البلوكتشين.

كان واضحاً أن بعض العاملين في الصناعة ركزوا على الطريقة التي يحاول بها البنك فحص الإمكانيات التي قد يتحول من خلالها إلى نوع جديدة من قواعد البيانات الداخلية. كان من بين هؤلاء أحد الخبراء الاستراتيجيين للبلوكتشين والأصول المشفرة في شركة إي واي EY، أنغوس تشامبيون دي كرسيبيني، إذ قال في سلسلة من التعليقات التي نشرها يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر/أيلول: “تثير فضولي حقاً تلك الاختلافات في التعريف، ومن ثم التطويرات المفترضة من المشروع. وأنا أتساءل، كم من الناس يستطيع التفريق بين هذا المشروع وما كانت تفعله البنوك طوال الوقت؟ لم يفعل البنك سوى تغيير قاعدة بياناته”.

يأتي الصراع هذا العام مجدداً حول تسمية المنتجات المستوحاة من تكنولوجيا البلوكتشين. إذ عارض الكثير من أصحاب المصالح في الصناعة بما فيهم المجموعة الاستشارية غير الهادفة للربح كوين سنتر Coin Center تسمية مشروع جي بي مورغان بالعملة المشفرة لأن المشروع كان يتضمن الأذون ولم يكن مفتوح المصدر.

إذ صرح المدير التنفيذي لكوين سنتر، جيري بريتو في ذلك الوقت قائلاً: “العملة المشفرة هي تلك التي تكون مفتوحة للجميع ولا تتضمن أية أذونات، وإذا كنت تريد التصرف فيها، فلن تحتاج لإذن”.

أياً كان ما يحدث، هناك اهتمام واضح من البنوك الكبرى

مثلما يفعل ويلز فارغو وجاي بي مورغان، هناك بعض البنوك الكبرى في العالم التي تبحث في إمكانيات التطوير باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين.

خلال هذا العام، حتى الآن، استخدم بنك بانكو سانتاندير Banco Santander وسوسيتيه جنرال Societe Generale شبكة الإيثريوم (ETH) لطرح السندات. وصرح بنك كوميرزبانك أي جي Commerzbank AG، وهو ثاني أكبر بنوك ألمانيا بأنه يجري تجارب على مدفوعات الماكينة للماكينة (M2M) باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين.

بالإضافة إلى ذلك، تدخل البنوك المركزية في المشهد أيضاً. إذ انتشرت أخبار عن قيام البنك المركزي الروسي Bank of Russia بتطوير عملة مشفرة مستوحاة من تقنية البلوكتشين، بينما يسرع بنك الصين الشعبي (PBOC) خطواته في تطوير عملته الخاصة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.