في العام الماضي، دخلت العملات المشفرة وصناعة البلوكتشين ما أطلق عليه الكثيرون “شتاء العملات المشفرة”.

إذ انخفضت القيمة السوقية لهذا النوع من الأصول من 830 مليار دولار إلى أقل من 200 مليار، وكانت التسريحات الجماعية أمراً شائعاً بين الشركات الناشئة بالقطاع، وقلَّ حضور كلمتَي “بتكوين” و”بلوكتشين” في وسائل الإعلام السائدة بشكل ملحوظ.

ولكن منذ أوائل عام 2019، بدا أن الأمور في تحسُّن مستمرِّ للبتكوين (BTC)، إذ ارتفعت قيمة العملة المشفرة بنحو 100 بالمئة خلال العام وعادت تقنية البلوكتشين إلى بؤرة اهتمام وسائل الإعلام من جديد.

ورغم هذه الموجة، إلا أن شركة غارتنر Gartner للبحوث والاستشارات الدولية، المُدرجة بقائمة مؤشِّر S&P لأسهم أكبر 500 شركة مالية أمريكية، قد أكَّدت أن البلوكتشين “متجهة نحو منحنى التحرُّر من الوهم”. وإليك أسباب هذا الاعتقاد من الشركة.

غارتنر تؤكد أن البلوكتشين ما زالت تياراً مخيِّباً للآمال

وفق تقريرٍ من غارتنر نُشر لدى موقع The Next Web المختصِّ بالتكنولوجيا، فالبلوكتشين في وسط “منحنى التحرُّر من الوهم”، أي الفترة من المخطِّط القديم لتبنِّي الابتكارات حيث التقنيات الجديدة إما “تنجح أو تفشل”.

ويوضِّح الرسم البياني بالأسفل أن معظم التقنيات المرتبطة بالبلوكتشين -بما فيها العقود الذكية ، والهوية اللامركزية، ووسطاء العقود الذكية smart contract oracles، إلخ- ما زالت على مسافة من خمس إلى عشر سنواتٍ حتى يكون لها تأثير كبير في المجتمع، أو أي تأثير على الإطلاق.

ودعمت أفيفا ليتان، المحللة ونائبة رئيس قسم البحوث بشركة غارتنر، الرسم البياني الذي وضعته الشركة بزعمها أن “تقنيات البلوكتشين لم تفِ حتى الآن بدعايتها ومعظم مشاريع البلوكتشين لدى الشركات عالقةٌ في طور التجارب”.

وأضافت أن شبكات البلوكتشين ما زالت لا “تتيح قيام ثورةٍ في الأعمال الرقمية عبر أنظمة الأعمال الإيكولوجية وربما لا تفعل ذلك حتى 2028 على الأقل”، إذ أن هذه التقنيات ليست قابلةً للتوسُّع بعد وكافيةً من الناحية التكنولوجية للتعامل مع مخاوف سيليكون فالي الملحَّة بشأن البيانات، وبطء المعاملات المالية في وول ستريت، وما إلى ذلك.

لكن أفيفا أعربت عن شيءٍ من التفاؤل. إذ قالت إن هناك تياراتٍ قد تسرِّع من إطار غارتنر الزمني حتى 2023 للتبنِّي الشائع للبلوكتشين.

وتابعت المسؤولة التنفيذية بشركة غارتنر قائلةً إن لأجل حدوث هذا، يجب أن تكون العقود الذكية محمولةً، وأن تكون شبكات البلوكتشين قابلةً للتوافق التشغيلي، وأن تُحاط المعاملات بالخصوصية. وحسب رأيها، سيتحقَّق “Web 3.0” بنسبةٍ أكبر بكثير.

لا داعي للقلق، فالتبنِّي يحدث

بينما تقول غارتنر إن صناعة البلوكتشين ليست في أفضل مراحلها، فهناك كثيرٌ من العلامات الدالة على أن العملات المشفرة والتقنيات المرتبطة بها تدخل نطاق اهتمام الجماهير. ما عليك سوى النظر إلى التطوُّرات الأخيرة في نظام الإيثريوم (ETH) الإيكولوجي لكي ترى دليلاً قاطعاً على ذلك.

وقد أورد موقع بلوكونومي Blockonomi الأسبوع الماضي تقريراً عن استخدام فرع متاجر أيكيا IKEA الأيسلندي “منصة تريدشيفت Tradeshift وعقودها الذكية” القائمة على بلوكتشين الإيثريوم من أجل تسوية فاتورةٍ مع متجر نورديك Nordic Store.

وليس هذا كل شيء. فقد كشفت مجلة فوربس Forbes أن عملاقة الخدمات المالية من شيكاغو، مورنينغستار Morningstar، التي تتعامل مع التقييمات الائتمانية وتحاليل الأصول والسوق، قد بدأت التوغُّل في الإيثريوم، معلنةً عن تخطيطها لنقل بعض أعمال تقييماتها الائتمانية إلى نظام بلوكتشين من خلال عقود إيثريوم الذكية ووسطائها.

إلى جانب ذلك، كشف بانكو سانتاندير Banco Santander، أكبر بنوك إسبانيا، أنه قد سوَّى سنداً بقيمة 20 مليون دولار بأكمله على الإيثريوم.

ومع أن جميع حالات التبنِّي هذه محليةٌ وضيِّقة النطاق جداً، فالشركات الثلاث آنفة الذكر قد أثنت على إمكانية تغيير البلوكتشين لعالم الأعمال بأكمله.

وعدا الإيثريوم، اشتركت شركاتٌ مثل جاي بي مورغان JP Morgan، ودويتشه بنك Deutsche Bank، وسامسونج Samsung، وآي بي إم IBM (بالأخص آي بي إم)، وشركاتٌ أخرى في مبادراتٍ متعلِّقةٍ بالبلوكتشين. وبينما تُجرى تجارب على عديدٍ من مشاريع البلوكتشين هذه من المؤسَّسات العملاقة، فثمة تفاؤلٌ بأن هذه التقنية قد تنتشر قريباً على نطاقٍ واسعٍ، أقرب من 2028 على أية حال.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.