مِن كيم، المؤسس الشريك لمؤسسة آيكون ICON، نشر مقالاً بموقع كريبتو سليت CryptoSlate، وإليكم نص المقال:
لقد شهدنا أثناء الأعوام القليلة الماضية الكثير من السخط المتزايد الموجه إلى شخصيات مركزية في حياتنا، ولاسيما حياتنا الرقمية. كان علينا الخضوع لقواعد البنوك ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى الحكومات والسلطات إذ لم يكن هناك بدائل.
وقد دفع انعدام المنافسة هذا السلطات المركزية إلى الطمع والرضا، مما أدى إلى سلسلة من الفشل الملحوظ في تحكمها السلطوي. فضائح بيانات فيسبوك، وأزمات الانهيار المصرفية والفشل السياسي، كل تلك الأحداث أفقدت الناس الثقة في السلطة المركزية.
ولكن لم تتمكن الجهود الجماعية من تحقيق شيء يُذكر في ذلك الشأن. ما زالت فكرة اللامركزية نظرية إلى حد كبير ولا يوجد الكثير من الأمثلة الملموسة التي تتيح للأفراد تجنب السيطرة المركزية. ولكن الأمور بدأت تتغير.
تأسست تقنية البلوكتشين على نحو مستقر لتصير تقنية المستقبل وأداة أساسية في الحاضر أيضاً. وقد صاحبها لامركزية وظيفية بدأ المستخدمون يشهدون عملها في مختلف القطاعات. وقد أثبتت عملة البتكوين (BTC) التي لا تخضع للبنوك للناس أن الشؤون المالية لا تحتاج للبنوك لإدارتها، ولكن هذه مجرد بداية.
لماذا نريد اللامركزية؟
يمكننا فهم لماذا تراجعت ثقة الناس في السلطات المركزية، لاسيما عندما نتحدث عن بنوك وحكومات وحتى شركات مثل غوغل Google وفيسبوك Facebook وشركات أخرى، إذ انتشرت سلسلة من الأنباء السيئة عن الطريقة التي تعمل بها.
يتمثل البديل في توزيع القوة في تلك القطاعات، وسيطرة اللامركزية مع التخلص من الحاجة إلى الثقة في كيان واحد ووضع نظام غير قائم على الثقة مكانه. بإمكان اللامركزية فعل ذلك، في عدد كبير من القطاعات المختلفة، وبإمكانها فعل ذلك بفعالية لم نعهدها في عالم السلطة المركزية.
لقد رأينا كيف تمكنت عملة البتكوين (BTC) من الاستغناء عن البنوك، والتخلص من رسومها، أوقات الانتظار والقواعد والقيود الصارمة بشكل مفرط، وإحلالها بتداول نظير إلى نظير غير قائم على الثقة. كما بدأنا نرى كيف يتم إصدار العقود، المالية وغيرها من العقود، عن طريق عقود ذكية بدون الحاجة للسلطات المركزية- مثل سلاسل الإمدادات على سبيل المثال.
نرى هذه البدائل الآن بسبب ما حدث في السابق. ينبغي أن نتذكر أن عملة البتكوين (BTC) وتقنية البلوكتشين وفكرة المالية اللامركزية، في هذه الحالة، قد ظهرت بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008 وفي فشل النظام المصري المركزي في القيام بوظيفته.
شهدت الفترات الأخيرة استغلال البيانات الخاصة بنا وإساءة استخدامها بدلاً من أن تكون أموالنا ضحية ضعف السيطرة المركزية. فقد تورطت شركات مثل فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا ومجموعة من شركات الإنترنت الأخرى في فضائح متعلقة بالتحكم واستخدام بيانات المستخدمين. وقد سأم هؤلاء المستخدمين من ذلك ويرغبون في أسلوب جديد من العمل.
إن تأسيس بنية تحتية لامركزية قائمة على تقنية البلوكتشين يعد عملاً شاقاً، ولكن مؤسسة آيكون ICON تحاول إنجازه. لا يتعلق الأمر فقط باللامركزية المالية عبر عملة البتكوين (BTC، وإنما يشمل تأسيس شبكة لامركزية كاملة تضم عدد من مجتمعات وقطاعات البلوكتشين المختلفة تأسيساً لمرحلة جديدة من اللامركزية.
لماذا اتخذت مؤسسة آيكون هذا المسار
قررت مؤسسة آيكون تأسيس بنية تحتية لشبكة بلوكتشين بشكل يفرض قدر كبير من اللامركزية وانخراط المجتمع. إذا كانت تقنية البلوكتشين تمثل الحل للحصول على مجتمع لامركزي، فإنها لاتزال في مراحلها الأولى وينبغي دعمها.
يمكن للامركزية البلوكتشين أن تصبح معزولة إلى حد ما، إذا كان سباق إثبات العمل يهدف إلى الوصول إلى البلوك التالي بدلاً من المشاركة بشكل فعال في المجتمع. ويعتبر هذا هو السبب الذي دفع مؤسسة آيكون إلى تطبيق تفويض إثبات المساهمة (DPoC) للقيام بعملية تقييم للأعضاء على أساس مساهماتهم.
يؤدي ذلك إلى أحد أهم الأدوار، الممثلين العامين أو P-Rep.
يعمل الممثلين العامين أو P-Rep بمثابة عقدات كاملة ويكونوا أساس شبكة مستدامة وآمنة. ينتجون البلوكات ويتحققون من المعاملات في شبكة آيكون، ولكن دورهم أوسع من ذلك- الممثلين العامين مسؤولين عن التحكم وحماية وتحسين شبكة آيكون، كونهم الممثلين الرئيسيين لنظام الحوكمة اللامركزي.
يعني وجود هؤلاء الممثلين العامين في الشبكة منح التحكم في البنية التحتية لشبكة البلوكتشين للمستخدمين الذين يستخدمونها، وسيكون لديهم حافزاً لتحسين الشبكة. ومن أجل تحفيز الشبكة بشكل أكبر وضمان تحقيق اللامركزية الكاملة، تتم مكافأة كل المشاركين في شبكة آيكون على أساس مساهماتهم- وليس فقط الممثلين العامين، ولكن أيضاً الممثلين العامين الفرعيين، وحاملي عملة ICX المشفرة والمطورين والمزيد.
تأمل مؤسسة آيكون أن تؤسس بنية تحتية لشبكة بلوكتشين لامركزية تماماً من خلال هذا الأسلوب، وأن تتمكن من تعزيز لامركزية شبكة البلوكتشين لتصل إلى إمكاناتها الكاملة.
تمتلك تقنية البلوكتشين إمكانيات واعدة ولكن نظراً لعدد من العوامل الأخرى تمثل اللامركزية مجرد واجهة. يمكن أن تؤدي أجهزة التعدين المعدل إلى احتكار إثبات العمل ويمكن أن يؤدي ضعف توزيع التوكنات إلى مركزية إثبات الحصة.
ولكن يمكن أن تصل شبكة آيكون إلى درجات مرتفعة من اللامركزية أكثر من التي شهدتها الشبكة في أولى مراحل تطوير شبكة البلوكتشين، بفضل تأسيس نظام قائم على اللامركزية، ونظام تصويت يهدف إلى تضمين كافة أركان شبكة آيكون واختيار الممثلين العامين بشكل عادل.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.