كونستانت Constant هي منصة تمويل لامركزية مشابهة للقروض التقليدية، إلا إنَّها قائمة على نظام النظير إلى النظير P2P؛ مما يعني سهولة الحصول على الائتمان وتدني مستوى المخاطر إلى حد كبير بالنسبة للمُقرضين. يبدو هذا مذهلاً، وكونستانت فكرة ثورية قادرة على إرضاء المقترضين والمُقرضين معاً.
الفكرة الكامنة وراء كونستانت بسيطة: بإمكان المقترضين والمُقرضين الاتفاق على الشروط، واستحداث قرض قائم بنسبة 100% على العقود الذكية. الفرق بالنسبة للمُقرضين على منصة كونستانت هو أنَّ القروض تكون مدعومةً كلياً من جانب المقترض في البداية، ومن ثم يكون خطر تقاعس المقترض عن السداد معدوماً تقريباً.
لقد أنشأت كونستانت منصةً تستبعد البنوك من معادلة الإقراض، وتسمح لأي شخص من أي مكان في العالم باستحداث قروض بالشروط التي تناسبه، مهما كانت تلك الشروط؛ الأمر الذي يُعد بمثابة تحول هائل بعيداً عن نظام الإقراض المعمول به، ومن الممكن أن يعود بفائدة كبيرة على المقترضين والمُقرضين معاً.
منصة كونستانت تبسّط الإقراض بنظام النظير إلى النظير
توفر كونستانت حلاً بسيطاً للإقراض بنظام النظير إلى النظير. المنصة قيد التشغيل حالياً، وقد نجحت بالفعل في استقطاب المستخدمين إليها؛ إذ لا توجد على كونستانت قيود تُحدد من يمكنهم استخدامها، مما يشكل ميزةً كبيرةً لصالحها مقارنةً بكثير من منصات الإقراض النقدي بنظام النظير إلى النظير.
مع منصة كونستانت، يضع المقترضون ضمانات القرض الذي يريدونه، ثم يحصلون على المال من مُقرض مستعد لإقراضهم. تُحفظ جميع الضمانات في عقد ذكي، وإذا انخفضت قيمة الضمان الذي وُضع بعملة الإيثريوم ETH أكثر مما ينبغي، فإنَّه يُباع. وإذا تقاعس المقترض عن استيفاء الشروط، يُباع الضمان أيضاً، وتُمنح العائدات للمُقرض.
لا توجد قيود على المبلغ الذي يُسمح بإقتراضه عبر منصة كونستانت، وتحقق كونستانت الأرباح عن طريق استقطاع نسبة قدرها 1% من القرض كرسوم. إنَّها منصة مهيأة للنجاح، إذ تسمح للمقترضين والمُقرضين معاً بإنشاء اتفاقات دين وفق شروطهم الخاصة.
الإقراض بنظام النظير إلى النظير: هل هو أفضل كنظام؟
لنكن صرحاء، النظام المالي المعمول به حالياً عبارة عن خدعة: البنوك تحصل على السيولة التي تحتاجها من البنك المركزي، الذي يوفر الأموال من فراغ ثم يقرضها للجمهور. ولهذا، فإنَّ الأموال التي تُقرضها البنوك الكبرى فيها اختلاق كامل للقيمة، غير أنَّها في الوقت نفسه مقبولة على نطاق واسع.
صحيح أنَّ الأسباب التي تجعل الناس يضعون ثقتهم في العملات النقدية الصادرة عن الحكومة متعددة، إلا أنَّها تتلخص في التماسك الاجتماعي. أمَّا الإقراض بنظام النظير إلى النظير والعملات اللامركزية، فهما يُضعفان النظام المصرفي على أبسط مستوياته، ويبرهنان على أنَّ العملات النقدية ليست سوى هراءًا مُبتدعاً يعتمد كليةً على ثقة الناس به كي يؤدي وظيفته.
وعليه، فإنَّ الإقراض بنظام النظير إلى النظير طريقة أفضل بكثير في المرحلة القادمة. كذلك، فهو يضع مدفوعات الفوائد كلها في أيدي الأفراد بدلاً من النظام المصرفي، فتكون النتيجة الصافية هي تحقيق التمكين الاجتماعي والتحييد الفعَّال لأصحاب الخبرة الفنية المهووسين بالسلطة الذين هم على رأس التنظيم المالي العالمي الغارق في الفساد الجامح.
طريقة عمل النظام
ينبغي للأفراد أن يكونوا قادرين على تقديم القروض إلى بعضهم مباشرةً: لنقل مثلاً إنَّ هناك شخص ما يرغب بتقديم قرض قيمته 10,000 دولار أميركي بفائدة قدرها 5%، على أن تكون مدة القرض عام واحد؛ أي أنَّه بنهاية مدة القرض، سيسترد المُقرض مبلغ 10,000 دولار أميركي الذي أقرضه زائد 500 دولار أميركي كفائدة على القرض. ولكنَّ في أغلب البلدان، تقديم القروض بهذه الطريقة أمر مخالف للقانون تماماً.
مخطط توضيحي لكيفية عمل منصة كونستانت: تعمل خوارزمية منصة كونستانت على مطابقة المستثمرين بالمقترضين الذين هم على أتم استعداد لدفع معدلات الفائدة التي يحددها أولئك المستثمرين، ثم تحتفظ الخوارزمية بأموال المستثمر وضمان المقترض في عقد ذكي
لا يمكن إيقافه. وبذلك، فهي تعمل على تيسير المعاملة بأكملها، من بدايتها إلى نهايتها.
تشكّل منصات الإقراض الاجتماعية الموجودة حالياً خياراً للبعض، ولكنَّها لا تقدم ضمانات من أي نوع من أجل ضمان سلامة رأس مال المُقرض. لذا فإنَّ كونستانت تُعد حلاً لهذه المشكلة: فعلى منصة كونستانت، بإمكان المُقرضين إعداد عرض دين من أي نوع يريدونه، وبإمكان المقترضين القبول بتلك القروض إن شاؤوا.
وحينما يقبل المقترض بالقرض، يُطلب منه وضع ضمان نسبته 150% من قيمة القرض، يُحفظ بعد ذلك على هيئة عملات إيثريوم في عقد ذكي. ومتى تم تسديد الدين، تُرد جميع الضمانات للمقترض، فتكون النتيجة مرضيةً للطرفين معاً.
ليس كل الضمانات تُحفظ في عقود ذكية، بل تلك التي تكون بتوكنات بروتوكول ERC 20 القياسي فقط؛ فالبتكوين (BTC) مثلاً ليس له عقود ذكية (تدعم مثل هذا النوع من المنصات). أمَّا بالنسبة للتوكنات غير القائمة على بروتوكول ERC 20 القياسي، فإنَّ شركة ماي كونستانت MyConstant تُخزنها على خادم مصمم خصيصاً لهذا الغرض وفي محافظ ويب محمية بكلمة سر لا يمكن لأحد الولوج إليها سوى المدير التنفيذي للشركة ورئيس قسم التكنولوجيا بها.
لماذا نستخدم النظام المصرفي؟
من السهل رؤية سبب كون الإقراض بنظام النظير إلى النظير خياراً أفضل بكثير للأفراد الراغبين في الإقراض والاقتراض على حد السواء. علاوةً على أنَّ كونستانت تعمل حالياً على ابتكار طريقة أفضل تسمح للأفراد بالوصول إلى السيولة، أو بتوليد عائدات منخفضة المخاطر. السؤال الأهم هو: لماذا نتعامل مع البنوك من البداية؟
لعل الجانب الأقوى لأي دولة (بعيداً عن جيشها) يتمثل في قدرتها على تنظيم التجارة: قد
لا يبدو المال كأداة للسيطرة الاجتماعية، إلا أنَّه أحد أكثر الطرق الناجعة للسيطرة على أي مجتمع.
لهذا السبب بالتحديد، تلجأ الدول الكبرى للعقوبات الاقتصادية قبل الدخول في الحروب، وتستحدث أيضاً قوانين للعملة الرسمية تعزز استخدام عملتها الوطنية. وحتى عام 1971، كانت تلك القوانين، في حقيقتها، عبارة عن غطاء ذهب عالمي، لكنَّ الوضع لم يعد كذلك
في يومنا هذا.
الآن، صرنا نستخدم عملة تُعد، بشكل أو بآخر، تجسيداً للبيانات المُخزنة على حواسيب البنوك، بل إنَّ النظام برمته مصمم لحماية المصالح المترسخة. وهذا هو سبب كون البنوك تفرض معدلات فائدة مضاعفة على العديد من القروض، في حين أنَّها لا تدفع سوى مبلغاً صغيراً للغاية للمدخرين.
ماي كونستانت جزء من الحل القائم على نظام النظير إلى النظير
انتقاد النظام المالي الحالي ليس صعباً، ولكنَّ إذا كنَّا نعتزم الحفاظ على اقتصادنا العالمي، فلابد لنا من توفير حلول واقعية من أجل ضمان تحقيق التماسك الاجتماعي.
كونستانت هي جزء من الحل، شأنها في ذلك شأن العملات اللامركزية حقاً مثل البتكوين والإيثريوم. صحيح أنَّ الجيل الأول من العملات المشفَّرة ليس مثالياً، إلا إنَّه يمثّل خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح: إذ إنَّ الإيثريوم يسمح للأفراد بإنشاء العقود الذكية، مما يسمح بدوره بإنشاء منصات الإقراض بنظام النظير إلى النظير.
صورة توضّح لماذا تُعد منصة كونستانت حلاً أفضل: بخلاف المنصات التقليدية القائمة على نظام النظير إلى النظير التي تستهدف المقترضين الضُعفاء وتتوقع من المستثمرين تحمل عبء المخاطرة، فإنَّ كونستانت مصممة لحماية المقترضين والمستثمرين معاً، وذلك من خلال توفير عائدات مؤمنة للمستثمرين، وحماية ضمانات المقترضين.
ربما لا تكون فكرة الحصول على قرض مضمون كلياً مغريةً بالنسبة لجميع المقترضين، إلا إنَّ لها بالتأكيد مكاناً وسط صفوة المنصات الناشئة للإقراض بنظام النظير إلى النظير.
في الواقع، بإمكان القروض المضمونة كلياً القائمة على تقنية العقود الذكية أن تساعد الأفراد على تقبَّل الإقراض بنظام النظير إلى النظير باعتباره خياراً أكثر أماناً للاستثمار في الديون، نظراً لكونها آمن بكثير من منصات الإقراض بنظام النظير إلى النظير الموجودة حالياً.
القوا نظرة على منصة كونستانت
لا تزال منصة كونستانت في بدايتها! سوف تنضم المنصة إلى عدد من المنصات الأخرى لإقراض العملات المشفَّرة بنظام النظير إلى النظير، مثل دارما Dharma وكومباوند Compound ونيكسو Nexo، غير أنَّها تميّز نفسها عن بقية المجموعة بأنَّها تقدم قروضاً مضمونةً كلياً؛ كي تضمن ألا يُفلس المُقرضون بسبب تعثّر أحد القروض.
صحيح أنَّه في بعض الأحيان، يُنظر إلى الإقراض بنظام النظير إلى النظير على أنَّه محفوف بالمخاطر، ولكنَّ كونستانت عاكفة على تغيير النظام للأفضل.
ومع أنَّ توكن كونستانت (CONST)، وهو توكن وعملة مستقرة في آن واحد، قد شُطب من منصات تداول العملات المشفَّرة، فإنَّه موجود لتيسير عملية دخول وخروج مستخدمي العملات النقدية من عالم العملات المشفَّرة، نظراً إلى أنَّ معظم الأفراد سيرغبون عندئذ بالتمتع بالمقدرة على استخدام العملات النقدية (على الأقل في الوقت الراهن).
الخاتمة
انطلقت منصة كونستانت في منتصف شهر مايو/ آيار 2019، وقدَّمت بالفعل قروضاً بأكثر من مليون دولار أميركي. تُقدم المنصة أيضاً مميزات للمُقرضين والمقترضين على حد السواء، ومن المتوقع أن تستمر أعمالها في النمو.
إنَّ التحوَّل بعيداً عن هياكل السلطة المركزية جاري بالفعل، ويُعد الإقراض بنظام النظير إلى النظير جزءًا كبيرًا من استبدال الأنظمة التي لا تفيد المجتمع ككل فعلياً. لقد بنت كونستانت منصة ممتازة تتيح الإقراض بنظام النظير إلى النظير مع نسبة مخاطرة شبه معدومة للمُقرضين؛ الأمر الذي من شأنه أن يساعد على ضخ السيولة إلى مجال الإقراض بنظام النظير إلى النظير.
ولما كان مجال الإقراض بنظام النظير إلى النظير في نمو مستمر طوال الوقت، فإنَّ كونستانت تقدَّم أدوات جديدة من الممكن أن تستقطب المُقرضين؛ لا سيما وأنَّ المنصة تكاد تستبعد المخاطرة من الإقراض كلياً.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.