في يونيو/حزيران الماضي، أثارت شركة فيسبوك ضجة كبيرة داخل و خارج اقتصاد العملات المشفرة عبر الإعلان عن عملة Libra المستقرة. في ذلك الوقت لفت انضمام شركات كبرى منها ماستر كارد (Mastercard) و فيزا(Visa) و أوبر(Uber) إلى مجموعة الشركاء في المشروع والبالغ عددهم 28 شريكاً، كثيراً من الانتباه. 

تسبب الإعلان في رد فعل تشريعي فوري على مستوى العالم. فمشاكل الخصوصية التي عانى منها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً وقدرته على الوصول إلى مليارات المستخدمين حول العالم دفعت المشرعين الحكوميين في جميع أنحاء العالم إلى المبادرة بالهجوم على المشروع.

وفي ظل هذه المتغيرات، لن تطلق فيسبوك عملة ليبرا قبل أن تتجاوز العديد من الفخاخ التشريعية أولاً. في تقريرها الربع سنوي الذي أرسلته لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في يوليو/تموز، أقرت الشركة بأنها لا تستطيع أن تعد بأن “ليبرا” ستكون جاهزة في الوقت المحدد، أو على الإطلاق.

و بالطبع ما زالت فيسبوك تحافظ على رباطة جأشها حتى الآن، وتحاول اتخاذ الخطوات الضرورية ليؤتي مشروع العملة المستقرة المدعومة من المؤسسات أكله. لكن التقارير الجديدة تشير إلى أن الشركة تعاني من مشكلة مستجدة: بعض الشركاء المحتملين في جمعية ليبرا يفكرون في قطع صلاتهم بالمشروع.

ثلاثي تعيس؟

في مقال نشر في 23 من أغسطس/آب، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن ثلاثة من الأعضاء المؤسسين المقترحين في مشروع ليبرا يفكرون في قطع صلتهم بمشروع العملة المشفرة.

لماذا؟ أدى رد الفعل الناتج عن إطلاق عملة ليبرا إلى اهتمام تشريعي هائل واهتمام إعلامي سلبي. بالنسبة لهؤلاء الشركاء غير الراضين، أصبحت ليبرا بمثابة مجهود قد لا يستحق كل هذا العناء.

يقول أحد الشركاء في المشروع “ستكون المشاركة في المشروع صعبة على الشركاء الذين يرغبون في في الظهور بمظهر الطيعين”.

و مجدداً، حتى الآن لم يتضح بعد من هم الشركاء الذين يمثلون هذا الثلاثي الساخط. ربما يكونون أكبر الأعضاء في المشروع، والذين قد يصبحون أكبر الخاسرين بسبب أسهمهم الكبيرة. أو ربما يكونون شركاء صغار ليسوا متأكدين من قدرتهم على الاستمرار في مواجهة العاصفة المتوقعة. 

جدير بالذكر أن ألفريد كيلي جونيور، الرئيس التنفيذي لشركة فيزا، قال الشهر الماضي خلال مؤتمر لإعلان الأرباح أن الشركاء الأوليين لمشروع ليبرا التزموا باتفاقية غير ملزمة حتى ذلك الوقت. مما يعني أن أي شريك ساخط بإمكانه الخروج من المشروع في أي وقت.

حتى وإن انسحب البعض، سيرغب آخرون في المشاركة

قد لا يناسب مشروع ليبرا بعض داعميه الأوائل. لكن هذا لا يعني أن الشركات  والمجموعات الأخرى لا تتنافس لحجز مكانها فيه.

كم تبلغ تكلفة القبول؟ 10 ملايين دولار لكل عقدة تحقق في شبكة ليبرا. ما المردود المحتمل؟ القوة والنفوذ إذا حققت ليبرا نصف النجاح الذي يتوقع مخترعوها أن تحققه.

وأشار سبنسر نون مؤسس دي تي سي كابيتال DTC Capital على تويتر قائلاً: “مقابل كل داعم يعيد النظر في ارتباطه بليبرا، هناك مئات المؤسسات ذات صيت جيد (ربما أكثر) مستعدة لتحل محله”.

وبالفعل، أعرب بعض أرباب اقتصاد العملات المشفرة عن إمكانية مشاركتهم في جمعية ليبرا.  في الأسبوع الماضي فقط رأينا منصات تداول كبرى في العملة المشفرة مثل بَينانس Binance و كوينتشيك Coincheck تعرب عن رغبتها في الانضمام. وقال مالكا جيمني، تايلور وينكليفوس وكاميرون وينكليفوس إنها منفتحان على الفكرة كذلك.

وطرح المتعاملون في مجتمع الإيثريوم فكرة تنظيم مجموعة تتولى مهمة تمثيل مصالح الإثيريوم داخل اتحاد ليبرا.

سننتظر لنرى من يخرج من المشروع ومن يدخل فيه. أياً كان ما سيحدث، من الواضح أن فيسبوك تواجه ضغوطاً على جبهات عدة. وكشفت بينانس عن عزمها إطلاق عملتها المستقرة المنافسة لليبرا باسم “فينوس”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.