شهد سعر البتكوين (BTC) زيادة مُطردة مؤخراً، تزامناً مع استمرار المخاوف حول الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. 

فطِبقاً لموقع كوين ديسك Coin Desk، ارتفع مؤشر عملة البتكوين بنسبة 5% خلال أربع وعشرين ساعة. وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي ترامب عبر تغريدة صباح الأحد 4 أغسطس/ آب خططه لزيادة الضغط على الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية بالعالم. 

وقال ترامب إنَّ “الولايات المتحدة الأميركية ستفرض بداية من الأول من سبتمبر/ أيلول ضريبة إضافية صغيرة بمقدار 10% على البضائع والمنتجات القادمة من الصين إلى بلادنا والمقدرة بـ300 مليار دولار أميركي”. 

وحِسبَ بيانات موقع كوين ديسك، ارتفع سعر العملة المُشفرة إلى 10,663.62 قرابة ظهيرة الإثنين 5 أغسطس/آب بالتوقيت الشرقي (EDT)، حوالي 6% أعلى عن سعرها في ذات التوقيت بالأمس الأحد 4 أغسطس/آب. 

منذ مساء الأثنين 5 أغسطس/آب وحتى وقت كتابة هذا المقال، ارتفع سعر البتكوين بنسبة تتجاوز 13% في اتجاه صاعد ثابت. 

مخاوف من حرب تجارية

في محاولة لتفسير الارتفاعات الأخيرة في سعر البتكوين، شدد عدة محللين على دورالمخاوف الدائرة حول الحرب التجارية، زاعمين أنَّ القلاقل الاقتصادية دفعت بالمستثمرين إلى الأصول المُشفرة كصندوق تحوّط ضد الكوارث. 

قال جون تودارو رئيس قسم أبحاث العملات المُشفرة بموقع تريد بلوك TradeBlock: “يمكن للبتكوين أنَّ تصبح ملاذاً آمناً للأصول. فالمؤشرات المتزايدة على حرب تجارية متدهورة مع الصين في أعقاب تغريدة ترامب كانت المُحفز الأساسي وراء ارتفاع سعر البتكوين”. 

ولتشارلز هايتير، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة بيانات العملات المُشفرّة كريبتو كومبير CryptoCompare، رأي مشابه. إذ قال إنَّ “الحرب التجارية تصبغ المصداقية على الستار الذهبي المُشفر المحيط بالبتكوين”. 

وأدلى مايك بروسوف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لسينديكيتور Cindicator برأيه في الوضع الحالي قائلاً، “المخاوف الجيوسياسية، خاصة فيما يتعلق بالصين، في الأغلب بالفعل إحدى العوامل العالمية الرئيسية المؤثرة في سعر البتكوين، بجانب التكهن. إذ يعدُّ العديد من المحللين البتكوين صندوق تحوّط أمام انعدام اليقين العالمي الذي يسود المشهد السياسي، والتجاري والسياسة النقدية “. 

خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة

إضافة لهذه الظروف الاقتصادية العاصفة، أشار عدة محللين إلى أثر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve بخفض أسعار الفائدة على حركة أسعار البتكوين. 

وأكد جو دي باسكويل، الرئيس التنفيذي لبيتبول كابيتال BitBull Capital أحد صناديق تحوط العملات المُشفرة، على ذلك قائلاً، “تفيد المخاوف حول الحرب التجارية البتكوين، ولكن خفض أسعار الفائدة، وإنَّ كان محدوداً، حافز أقوى لارتفاع سعر البتكوين. إذ تؤدي الأسعار المنخفضة للفائدة إلى زيادة التضخم. عادة ما استجاب سعر الذهب إيجابياً لخفض أسعار الفائدة، والبتكوين تستجيب أيضاً إيجابياً، فهي تشاطره أسس مشابهة”.

ويتفق معه دايف هيندريكس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة إدارة الأصول المُشفرة فيرتالو Vertalo، مؤكداً أنَّ قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدله المعياري كان له دور أكبر في دعم سعر البتكوين عن المخاوف من الحرب التجارية. 

ويوضح هيندريكس رأيه قائلاً: “لا بد أنَّ يُنظر إلى البتكوين كصندوق تحوّط ضد عدم الاستقرار النقدي ومخزن للقيمة ذي طبيعة غير نظامية. أي أنَّها غطاء ضد القرارات غير المسئولة التضخمية مثل خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة”.