إذا كنت قد شاهدت فيلم The Social Network الذي يحكي قصة مأخوذة عن القصة الحقيقية وراء تأسيس شركة وموقع فيسبوك Facebook، فلابد أنَّك تعرف أنَّ هناك خلاف واضح بين المدير التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ والمدعيين بأنَّهما مؤسسيها، تايلر وكاميرون وينكلفوس (التوأم وينكلفوس أو الأخوان وينكلفوس). 

صحيح أنَّ الفيلم بالغ في القصة بوضوح، لكن يُحتمل أنَّ كلاً من التوأم وزوكربيرغ لم يكونوا على وفاق منذ خلافهم القانوني حول فيسبوك. 

الطريف في الأمر أنَّ الأخوين وينكلفوس قررا تناسي مشاكلهما مع شركة فيسبوك في ما يبدو؛ إذ كشفا في مقابلة أجرياها مع موقع سي إن إن بيزنس CNN Business عن أنَّهما لن يجدان حرجاً في التحالف مع ليبرا Libra، وهي مبادرة من شركة فيسبوك يُرجح أنَّها جاءت جزئياً من بنات أفكار مارك زوكربيرغ نفسه، الذي لطالما أشاد بتقنية البلوكتشين في مقابلاته.

لا خلاف بين زوكربيرغ ووينكلفوس بعد اليوم!

أثارت شركة فيسبوك ضجةً في شهر يونيو/ حزيران 2019، حين كشفت النقاب عن مشروع ليبرا، الذي من المتوقع له أن يكون عبارة عن عملة مستقرة. بالإضافة إلى ذلك، كُشف عن أنَّ العملة المشفَّرة ستكون مدعومةً من جانب بعض أكبر الأسماء في قطاعات المال وتجارة التجزئة والتكنولوجيا والعملات المشفَّرة.

جاءت مجموعة بوكينغ القابضة Booking Holdings وشركات فيزا Visa وباي بال PayPal وسبوتيفاي Spotify ومنصة كوين بيس Coinbase من بين الشركات التي قررت توقيع عقد غير مُلزم لتصبح شريكةً في رابطة ليبرا Libra Association، التي تُعد بمثابة الهيئة الإدارية المعنية بدعم العملة المشفَّرة الجديدة وسلسلة البلوكتشين الخاصة بها. 

مع ذلك، تعتقد شركة فيسبوك أنَّ قائمة شركائها الحافلة بكبرى الأسماء ليست كافية. كان رئيس قسم البلوكتشين في شركة فيسبوك، ديفيد ماركوس، قد صرَّح أثناء مقابلات وجلسات استماع عقدها بأنَّ أبواب ليبرا مفتوحة لدعم ما يصل إلى مائة عضو من أعضاء الجمعية حتى حلول موعد إطلاقها في مطلع عام 2020. 

من الناحية الأخرى، يبدو أنَّ منصة جيميني Gemini لتداول العملات المشفَّرة، التي بدأها الأخوان وينكلفوس، تتطلع إلى أن تصبح واحدةً من أولئك الأعضاء المائة: ففي حديث مع الصحفية بوبي هارلو من مجموعة سي إن إن الإخبارية CNN، كشف الأخوان عن أنَّهما كانا يجريان مفاوضات مع شركة فيسبوك، غير أنَّهما حالياً بانتظار مزيد من المعلومات حول المشروع قبل الانضمام إليه فعلياً.  

أضاف الأخوان قائلين إنَّه، حتى لو لم يصيرا عضوين في الرابطة، ما زال بإمكان منصة جيميني أن تدعم تداول عملة ليبرا.

هذا ولم تردَّ رابطة ليبرا على استفسارات سي إن إن حول إمكانية التعاون مع التوأم وينكلفوس من خلال منصة جيميني. 

المثير للاهتمام أنَّ التوأم وينكلفوس قد أعربا فعلياً عن تفاؤلهما تجاه المشروع، وزعما أنَّ ليبرا تُعد خطوةً إيجابيةً للغاية إلى الأمام في ما يتعلق بإثارة عملية تبني العملات المشفَّرة. من جانبه، استطرد كاميرون قائلاً: “أعتقد أنَّه سوف يأتي يوماً ما في المستقبل لن نتمكن فيه من العيش دون العملات المشفَّرة، أو حتى تخيل كيف كان العالم قبل وجودها”.

لكن حتى لو لم تقبل ليبرا بجيميني أو جيميني بليبرا، ربما يكون التوأم وينكلفوس هما من يضحكان أخيراً: فحتى بعد كل ذلك، ما زالا يزعمان أنَّ البتكوين (BTC) سيتفوق يوماً ما على نقطة السعر البالغة 1 مليون دولار أميركي؛ وعندئذ، سيصيران من أصحاب المليارات، بل والتريليونات حتى!

ليبرا بدأت بالفعل تواجه منافسين 

صحيح أنَّ جيميني ربما تنضم لرابطة ليبرا، إلا أنَّه من المستبعد أن تُقبل إحدى منصات التداول النظيرة لها، وهي بينانس Binance. يرجع هذا إلى أنَّه خلال الأسبوع الجاري، الأسبوع الثالث من أغسطس/ آب 2019، كشفت منصة تداول العملات المشفَّرة العالمية بينانس النقاب عن مشروع “فينوس” Venus، وهو عبارة عن “مشروع بلوكتشين مفتوح” تعتقد الشركة أحادية القرن Unicorn (وهو مُصطلح يُطلق على الشركات الناشئة التي يتخطى رأسمالها حاجز المليار دولار أميركي) أنَّه سوف يصبح “نسخة إقليمية حرة ومستقلة بذاتها من ليبرا”. 

زعمت النسخة المُترجمة باستخدام خدمة الترجمة من موقع غوغل Google Translate من المنشور المكتوب باللغة الصينية الذي يلخّص مشروع فينوس أنَّ المشروع سوف يستضيف مجموعةً من التوكنات المربوطة بعملات نقدية محلية. في هذا الصدد، أدلت يي هي، إحدى مؤسسي منصة بينانس، بتصريح لموقع ذا بلوك The Block قالت فيه: “نحن نعتقد أنَّه، على المدى القريب والبعيد على حد السواء، سوف تحل العملات المستقرة تدريجياً محل العملات النقدية التقليدية في جميع دول العالم؛ محققةً بذلك معياراً قياسياً جديداً ومتوازناً للاقتصاد الرقمي”. 

ليست فينوس المنافس الوحيد لليبرا، فقد كانت هناك بعض الأحاديث عن توكن من شاب عبقري معروف في مجال العملات المشفَّرة يدَّعي بأنَّه “أصغر مليونير من البتكوين”. يعتقد الشاب أنَّ ذلك التوكن ربما ينافس المشاركين الجدد في السوق، بل والبتكوين أيضاً. 

أمَّا على الصعيد الحكومي، فيبدو أنَّ الصين تستعد لنشر عملتها المشفَّرة المبنية جزئياً على تقنية البلوكتشين في بنك الصين الشعبي People’s Bank of China والبنوك التجارية في جميع أنحاء البلاد. كان أفراد تابعين للبنك المركزي للدولة وقطاع التكنولوجيا بها قد زعموا بأنَّ المشروع سوف ينافس مشروع ليبرا.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.