سواء أعجبك الأمر أم لا، فهناك قدر من الثقة يدخل في عملية إعداد أو “تأليف” البرمجية في قلب البتكوين (BTC). ولكن تغيير حديث ي الكود قد يساعد في الحد من ذلك. 

تم دمج الكود المُعدّل مؤخراً بالبتكوين، أكثر تطبيقات البتكوين شعبية، بمساعدة نظام إدارة الحزم غيكس Guix، ليصبح متاحاً للمستخدمين الفعليين. قد يساعد التغيير في الحد من الثقة بالكود المُنزّل من نظام التشغيل يوبونتو Ubuntu خلال عملية البناء. 

وغرّدَ كارل دونغ، المُطوّر الرئيسي وراء المشروع الشهر الماضي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: “يا لها من رحلة، ولكن بدعم غيكس أصبحت وحدات بناء برمجية البتكوين تعيينية وذاتية التشغيل bootstrappable”.

هناك بالفعل بعض إجراءات الحماية مُدمجة بعملية البناء هذه. فعند تنزيل البتكوين من موقع بتكوين دوت أورغ Bitcoin.org، يستخدم العديد من المطورين أداة باسم غيتيان Gitian للحصول على ما يُعرف بوحدات البناء “القابلة لإعادة الانتاج”، وهي ما تسمح للمُطورين ضمان أنَّ الملفات الثنائية المُوزعة لهم هي الإصدارات الصحيحة وليست صورة مطابقة بباب خلفي مخفي بداخل البرمجية يسمح بسرقة عملات البتكوين على سبيل المثال. 

ولكن دونغ يزعم أنّّ ذلك غير كافٍ لضمان أمن عملية البناء، كما أوضح في عرض عن الموضوع خلال مؤتمر بريكينغ بتكوين Breaking Bitcoin بمدينة أمستردام. 

عبر غيتيان، يُحوّل الكود إلى شيء يمكن للحاسب الآلي فهمه. ولذلك قد لا يلاحظ المستخدمون تنزليهم لكود من نظام التشغيل يوبونتو، وبالتالي وضعهم لثقتهم به. 

وقال دونغ لمحرر موقع كوين ديسك CoinDesk، “يؤثر يوبونتو، أو أياً من يستطيع الوصول لمفاتيح توقيعه، حالياً على كلاً من إتاحة وأمن الملفات الثنائية للبتكوين. وعلى المدى البعيد، تبدو الثقة في تنزيلات ملفات ثنائية، معتمة ولا يمكن إخضاعها للتدقيق، من أطراف ثالثة مثل يوبونتو مقدمة لكارثة”. 

لا مزيد من الإحباط 

صرح دونغ لموقع كوين ديسك أنَّه لهذا “أُحبط” من عملية بناء البتكوين، عندما مرَّ بعناء عملية “وحدات البناء القابلة لإعادة الانتاج” منذ سنوات قليلة. 

ووجد أنَّه في واقع الأمر ليس الوحيد. لذا ما إنَّ انضم لتشين كود لابز Chaincode Labs، وهو ملتقى لتطوير بروتوكول البتكوين بمدينة نيويورك، حتى انطلق المشروع. خاصة بعدما حصل على دعم رس يانوفسكي و كوري فيلدز، المساهمين بتطوير برمجية البتكوين، إلى جانب مساهمين فعّالين آخرين. 

قرر دونغ في النهاية أنّّ الحد من الثقة في هذه الملفات الثانوية قدر الإمكان هو الحل. لتسهيل تتبع مصدرها الاصلي بالضبط. 

وقال دونغ في كلمته بمؤتمر بريكينغ بيتكوين: “عندما نستخدم غيكس لبناء عدة أدواتنا toolchain، يمكننا التدقيق في بناء كل أداة في عدة أدواتنا وإطلاقها بسهولة من مجموعة ملفات ثانوية محدودة موثوق بها”. 

هذا بالطبع لن يقضي على عامل الثقة تماماً. إذ قال دونغ: “للأسف إقصاء الأطراف الثالثة الموثوق بها تماماً من عملية البناء مهمة غير قابلة للتنفيذ نوعاً ما، ولكنها بالتأكيد تستحق المحاولة”. 

وأكمل دونغ حديثه قائلاً: “ما نستطيع تحقيقه هو تدقيق أفضل بكثير لعدة الأدوات المُقدمة من أطراف ثالثة. ويوفر لنا استخدام غيكس بهذا المشروع شفافية غير مسبوقة فيما يخص الملفات الثانوية الموثوق بها، وكيف نشتق منها مناخ بناء برمجيات البتكوين”. 

الخطوة القادمة 

هذا التغيير متاح لمُستخدمي نظام التشغيل لينكس Linux حالياً. ويعمل دونغ بالتعاون مع آخرين لجعله متاحاً لمُستخدمي نظم التشغيل ويندوز Windows وماك أو إس Mac OS. 

وغرَّدَ مايكل فورد، المُساهم بتطوير البتكوين الذي تم تعيينه مشرفاً على صيانة البرمجية مؤخراً عبر موقع تويتر قائلاً: “هذه خطوة أولى كبيرة، وبديل جيد للبناء باستخدام غيتيان. هناك العديد من التحسينات المدعومة بغيكس قيد التطوير حالياً. أنا متفائل أنَّها ستلعب دوراً في إصدار 0.19.0”. 

ناهيك عن ذكر خطط دونغ لجعل وحدات البناء هذه قابلة لإعادة الإنتاج عبر الزمان. 

إذ قال دونغ، “سيعني نجاح هذا المشروع أنَّ مُطوري برمجيات البتكوين المستقبليين سيكونون قادرين على بناء الإصدارات السابقة من البتكوين وإنتاج ملفات ثنائية مطابقة لوقت إطلاقها. ستسمح لنا إعادة الإنتاج عبر الزمان هذه بإعادة تمثيل سلوك الإصدارات السابقة بالضبط، وهذا له قيمة كبيرة لأغراض الاختبار وتصحيح الأخطاء”. 

وبالرغم من أنَّ التغيير بالكود تقني للغاية وقد يبدو غامضاً للأغلبية، أثنى المطورون على جهود دونغ لجعل شبكة البتكوين أكثر أماناً. 

إذ غرَّدَ دايفيد فوريك، الشريك المؤسس والمطور الرئيسي وراء مشروع السيا (SC) قائلاً، “الابتكارات مثل هذا التغيير غالباً ما تغيب عن أذهان المستهلكين والمستثمرين، ولكنها بما لا شك فيه السبب وراء سبق البتكوين”.