في وقت مبكر من هذا الأسبوع، انهار الاقتصاد الأرجنتيني خلال يوم واحد. وذلك لأن مستثمري الدولة شعروا بالذعر، وكذلك بقية العالم، رداً على أخبار خسارة الرئيس الحالي ماوريسيو ماكري أمام خصمه السياسي.

وخلال جلسة تداول واحدة، خسر البيزو الأرجنتيني 20 بالمئة من قيمته أمام الدولار الأميركي وهبط مؤشر البورصة بالدولة بنسبة 50 بالمئة. وباختصار، كان الأمر فوضى مطلقة.

وعندما حدث ذلك، ظهر من العدم مستثمرو العملات المشفرة من جميع أنحاء الصناعة لدفع سيناريو “شراء البتكوين (BTC)”. وطبقاً لأحد الأرجنتينيين وهو أيضاً معلق بارز على العملات المشفرة، تصديق هذا السيناريو لا معنى له إطلاقاً.

شراء الدولارات، لا البتكوين؟

وقد شهد مجتمع العملات المشفرة منذ مدة طويلة نوبات من تخفيض قيمة العملة واضطرابات سوق الأسهم. وفي كثير من الأحيان، يعتبر مستثمرو البتكوين هذا الوقت مثالياً للثناء على العملة المشفرة التي يحبونها كثيراً.

ومن منظور خارجي على الأمر، يبدو ذلك منطقياً جداً. إذ أن البتكوين أنشأها ساتوشي ناكاموتو لتكون أصلاً بديلاً، غير عرضة لخفض القيمة أو التضخم المفرط.

ولكن طبقاً لموضوع تغريدات على تويتر Twitter كتبه الاقتصادي الأميركي الأرجنتيني المحب للعملات المشفرة أليكس كروغر، لا يشتري أقرانه بالأرجنتين البتكوين.

وفي الواقع، زعم أن محاولات مستخدمي البتكوين لفرض العملة المشفرة على الأرجنتينيين يُساء فهمها، لأن شراء الدولار الأميركي يُعد وسيلة لحماية ثرواتهم أفضل من البتكوين ومثيلاتها. وأضاف كروغر: “ومع ذلك، لا أظن أنه من الصواب استغلال مأساة وطنية لتلفيق سيناريوهات غير مستنيرة”.

وفي موضوع تغريدات منفصل، نشر ما لا يقل عن ثلاثة تغريدات عن مسألة الاضطراب السياسي بالأرجنتين، والذي قال إنه سيؤدي إلى حكم اشتراكي فاسد جديد. وقال إن الوعي بالبتكوين بالدولة الأميركية الجنوبية “منخفض للغاية”.

وبالتالي، فكرة أن الأرجنتينيين يهرعون لجمع البتكوين بمدخرات حياتهم غير منطقية.

ولدعم هذه النقطة، نظر في حالة سوق البتكوين Bitcoin بالنسبة للبيزو الأرجنتيني، والذي زعم أنه “منعدم السيولة بدرجة عالية”، مما أظهر أقل من 50 عملية تداول بحجم إجمالي أقل من 28 ألف دولار يوم الثلاثاء 13 أغسطس/آب. ولم تكن منصة بوينبت Buenbit أفضل حالاً بكثير، إذ عالجت 19 عملة بتكوين في عمليات التداول يوم الثلاثاء 13 أغسطس/آب.

وكذلك شهدت منصة لوكال بتكوينز LocalBitcoins، وهي منصة تداول من نظير إلى نظير شهيرة بالدول التي لديها بنية تحتية محدودة للعملات المشفرة وبأميركا الجنوبية على وجه الخصوص)، انخفاضاً في أحجام التداول على مدار الأسابيع الأخيرة.

الحاجة إلى البتكوين تزداد

ورغم أن الأرجنتينيين قد لا يكونوا يسارعون للحصول على البتكوين، إلا أنه من الواضح أن الحاجة المتأصلة للعملة المشفرة تزداد. وهذه الكارثة الأخيرة بالأرجنتين تزيد من حدتها وحسب.

ورغم أن كروغر يعتقد أنه من غير الصواب جعل هذا التحول الأخير بالأرجنتين يدور حول البتكوين، إلا أن الأحداث السابقة المشابهة بالدولة أدت إلى ظهور مستخدمي البتكوين.

ويُعد وينسيس كاساريس مثالاً رائعاً على ذلك. إذ أُطلق عليه لقب “بيشنت زيرو” أي المصاب الأول بعدوى البتكوين، لأن مبادر الأعمال كان من أوائل الناس الذين يثنون بالكلام الطيب عن العملة المشفرة. وكان كاساريس مدركاً الحاجة إلى شكل جديد من النقود عندما رأي اقتصاد الأرجنتين ينهار عدة مرات خلال فترة صعوده. وفي مقال أخير نشره في مدونة كانا أند كاتانا Kana and Katana التابعة لشركة آي كيغاي Ikigai، كتب قائلاً: 

 “لقد نشأت بباتاغونيا بالأرجنتين، حيث كان والداي أصحاب مزرعة أغنام. وخلال نشأتي رأيت عائلتي تفقد مدخراتها الكاملة ثلاث مرات: المرة الأول بسبب خفض كبير في قيمة العملة، والمرة الثانية بسبب التضخم المفرط والمرة الأخيرة بسبب مصادرة الحكومة لجميع الودائع المصرفية. وبدا أننا في كل مرة نتعافى، تطيح بنا مجدداً عاصفة اقتصادية مختلفة جديدة”.

وهذه الأحداث، بقدر ما هي غادرة ومؤسفة، يمكن منعها كلها من خلال استخدام البتكوين. إذ أن العملة المشفرة لا يمكن أن تخضع للتضخم المفرط، أو خفض القيمة على يد سلطة مركزية، أو بنك مركزي يحاول إرضاء دائنيه.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.