نيكولاس مادورو والحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي متهمان بالتحايل على الحصار المالي الذي فرضته حكومة الولايات المتحدة. وطبقاً للتقارير المحلية، يتهرب نظام مادورو الحاكم من العقوبات بالعملات المشفرة إلى جانب تطبيق لشركة خطوط جوية يسمى جيتمان باي Jetman Pay. ويُزعم أن جيتمان باي يجمع ضرائب الخطوط الجوية من المسافرين الذين يشترون تذاكر الطيران من مطار مايكيتيا الدولي وتقوم الهيئة الحكومية الفنزويلية سوناكريب Sunacrip بتحويل أموال الضرائب إلى البتكوين (BTC) وترسل الأموال إلى حسابات النظام بروسيا، والصين، وبلغاريا.

مع وصول معدل التضخم بفنزويلا إلى 10 مليون بالمئة، سوناكريب تجمع الضرائب بالعملات المشفرة

كان الاقتصاد والنظام السياسي الفنزويلي في حالة فوضى وكان العالم أجمع يشاهد تطورات الأحداث. وقد عانت عملة الدولة الرسمية، البوليفار، من تضخم مفرط هائل ووصلت العملة النقدية الفنزويلية مؤخراً إلى معدل تضخم بلغ 10 مليون بالمئة. وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو زعيماً مثيراً للجدل وقدم مؤخراً أول عملة مشفرة تصدرها الدولة القومية، وهي البترو Petro. وكانت هناك الكثير من التقارير المتضاربة بشأن البترو والهيئة الحكومية التي وراء العملية وتسمى سوناكريب Sunacrip. وتدير الهيئة الوطنية للرقابة على الأصول المشفرة والأنشطة المتعلقة بها (سوناكريب) توزيع البترو وجمع العملات المشفرة الأخرى. ومن خلال سوناكريب ومنصات تداول العملات المشفرة الأخرى المفروض عليها العقوبات من الدولة، من المفترض أن بمقدور الفنزويليين الحصول على البترو عن طريق شراء العملة المشفرة الفنزويلية مع أصول أخرى مثل البتكوين (BTC) واللايتكوين (LTC). ويعتقد بيدرو بيروزا الفنزويلي الأصل أن سوناكريب أُنشئت ضمناً لجمع الضرائب باستخدام العملات المشفرة المختلفة.

وأوضح بيروزا منذ خمسة أشهر قائلاً: “تدعم سوناكريب منصة تداول تحويلات مالية باستخدام البتكوين. وأعتقد أن هدفها الرئيسي هو جمع الضرائب بالعملات المشفرة، ولهذا تمت الموافقة على قانون في الجمعية التأسيسية الوطنية وما يظهر منه هو جمع الضرائب”.

وقد شهد الموقع الإلكتروني لسوناكريب إصلاحاً كاملاً ويحتوي على معلومات كثيرة تتعلق بالبترو. ومؤخراً أعلنت الهيئة الحكومية إطلاق تطبيق محفظة البترو الرسمي وجددت مستكشفاً للبلوكتشين. ومن المثير للاهتمام أن المحفظة الجديدة المسماة بترو آب Petroapp لا تتيح إدارة عملات البترو وحسب، بل البتكوين واللايتكوين والداش (DASH) أيضاً. ويخضع تعدين العملات المشفرة بفنزويلا أيضاً إلى تنظيم سوناكريب والضرائب التي تفرضها، وتحديداً من فرع الهيئة الذي يسمى إدارة تعدين العملات المشفرة. ويقول الموقع الإلكتروني لسوناكريب: 

 “إن هدف إدارة تعدين العملات المشفرة هو التخطيط لأنشطة تعدين العملات المشفرة والعمليات المتعلقة بها وتنسيقها ودعمها وتنفيذها، بالإضافة إلى إصدار التراخيص والشهادات لاستيراد الأنشطة المذكورة وتصديرها وتطويرها والانتفاع بها في الأراضي الوطنية”.

شركة جيتمان باي التي مقرها فلوريدا يُزعم أنها تساعد في تحويل ضرائب الخطوط الجوية لمطار مايكيتيا إلى عملات مشفرة

وفي 22 يوليو/تموز، أفادت وسائل النشر الإقليمية بأن نظام مادورو الحاكم متهم بجمع الضرائب من مسافري الخطوط الجوية ثم تحويل الأموال إلى البتكوين للتهرب من عقوبات الولايات المتحدة. ويقول التقرير إن المسافرين يشترون تذاكر الطيران من خلال تطبيق يسمى جيتمان باي، وهي شركة مقرها فلوريدا. ويُزعم أن العملية تساعد في تحويل ضرائب الخطوط الجوية إلى البتكوين من أجل إرسال الأموال إلى حسابات النظام الحاكم المفتوح خارج البلاد. وتقول شركة الإذاعة إيه بي سي إنترناشونال ABC International إن العملات المشفرة تُرسل إلى دول مثل روسيا، والصين، وبلغاريا مقابل الاحتياطيات النقدية.

وأفادت إيه بي إنترناشونال في تقرير لها قائلة: “من خلال المحافظ الرقمية، يحولون مدفوعات الضرائب إلى عملات البتكوين ويحولونها إلى حسابات بالخارج. وطبقاً لمصادر المطار التي تم الرجوع إليها، تُحوَّل عملات البتكوين إلى مكاتب صرافة دولية تقع بهونغ كونغ، وروسيا، والصين، والمجر”. وأضافت: “وكانت إحدى الإضافات الملحقة (تعديل في شهادة التسجيل) التي تمكنت إيه بي سي من الإطلاع عليها، تحمل توقيع المدير العام لمطار مايكيتيا الدولي، الأميرال كارلوس جوزيه فييرا أسيفيدو ومدير شركة باراكودا سولوشنز Barracuda Solutions، أنجل لوفيرا”.

وتُعد شركة باراكودا سولوشنز أو بي سي دي إيه إيرونوتيكال سولوشنز BCDA Aeronautical Solutions الواقعة في أوبا لوكا بفلوريدا الشركة الأم للشركة الفرعية الفنزويلية جيتمان باي. وأسس الشركة نائب رئيس جيتمان باي أنجل ألبرتو لوفيرا، وهو طيار تجاري وخاص تخرج من مدرسة الطيران العسكري بفنزويلا عام 2006. وأفادت إيه بي سي أن أفراد أسرة لوفيرا أنشأوا جيتمان باي لاستلام مدفوعات ضرائب الخطوط الجوية الناجمة عن جميع الطائرات الخاصة وطائرات الشحن من مطار مايكيتيا. والمشروع بالكامل ينظمه مدير سوناكريب جوزيلت راميريز ووزير الصناعات والإنتاج الوطني طارق العيسمي.

الحصار المالي الأميركي المفروض من حكومة ترامب

ويعتقد المتكهنون أن فكرة تحويل الضرائب إلى عملات مشفرة وإرسالها إلى حسابات أجنبية يملكها النظام الحاكم يُقصد بها التحايل على الحصار المالي الأميركي. وخلال الأسبوع الثاني من أبريل/نيسان، فرضت حكومة ترامب عقوبات قاسية على فنزويلا وبنكها المركزي. ويُقصَد من هذا الإجراء تقييد الرئيس مادورو وتضييق الخناق على الأموال الآتية من الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي. ويقطع الحصار المالي إمكاني وصول البنك المركزي الفنزويلي للدولار الأميركي. وقد تخلفت فنزويلا تحت حكم مادورو عن تسديد القروض لكنها لاتزال قادرة على بيع الذهب والنفط لدول متعددة بالشرق الأوسط، وروسيا، وتركيا. ومباشرة قبل فرض حكومة ترامب العقوبات الممتدة في منتصف أبريل/نيسان، باعت البنوك المركزية الفنزويلية ثمانية أطنان من الذهب نظير 400 مليون دولار. وتزعم التقديرات أن ما زال هناك ما يقرب من 8.6 مليار دولار بما يعادله من احتياطيات الذهب تحت تحكم الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي.

ويعتقد المتكهنون أن حكومة مادورو كانت تستخدم عملات مشفرة مثل البتكوين، واللايتكوين، والبترو لشراء عملات أجنبية والحصول على إمكانية وصول للدولار الأميركي. وأوضحت عدة تقارير على مدار العام الماضي 2018 أن المواطنين الفنزويليين أنفسهم كانوا يلتمسون ملاذاً في العملات المشفرة من أجل التحوط من التضخم المفرط أو تبديلها مقابل الدولار الأميركي. وكانت منظمات العملات المشفرة مثل باندا غروب Panda Group، وأثينا بتكوين Athena Bitcoin، وبتكوين دوت كوم Bitcoin.com تساعد الفنزويليين على الوصول إلى الأصول المشفرة لهذا السبب بعينه. ويوفر موقع بتكوين دوت كوم موارداً مثل ضم التجار بكاراكاس وخدمات من نظير إلى نظير مثل سوق البتكوين كاش المحلي.

وتكشف وثائق إيه بي سي كذلك أن نظام مادورو الحاكم اعتمد باراكودا سولوشنز وجيتمان باي لتكونا الموزع الحصري للتعامل مع ضرائب الخطوط الجوية للنقل الخاص والشحن داخل الأراضي الفنزويلية. ولدى باراكودا سولوشنز أيضاً مقار رئيسي بكاراكاس وسُجلت رسمياً في السجل التجاري الفنزويلي في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2014. وتذكر التقارير أن مشروع تطبيق جيتمان باي لا يعمل سوى في مطار كاراكاس، لكن هناك خطط لمرافئ فنزويلية أخرى وميناء لاغويرا.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.