شهدت الأسابيع القليلة الماضية اضطراباً  شديداً في عالم البتكوين والعملات المشفرة. إذ أثار إطلاق فيسبوك لعملتها الجديدة ليبرا Libra شيئاً ما في جموع العامة، مجبراً إياهم على أخذ هذه العملة النامية بعين الاعتبار.

وأعرب كيفين مكارثي زعيم الأقلية بمجلس النواب الأميركي وممثل كاليفورنيا عن دعمه للعملات المشفرة، إذ أفرغ مساحة من لقائه على شبكة سي إن بي سي CNBC الأميركية لمدح البتكوين في تجاهلٍ تام لموقف ترامب فيما يخص هذا الشأن.

المشرِّع الداعم للبتكوين متحدثاً لشبكة سي إن بي سي

على مدار الشهور القليلة الماضية خصص برنامج سكواك بوكس Squawk Box، والذي يعرض على شبكة سي إن بي سي، بعض أجزائه للحديث عن العملات المشفرة. وجاء مكارثي ضيفاً لجون كيرنن في حلقة الثلاثاء الموافق 16 يوليو/تموز. وعند سؤاله عن البتكوين، كان مكارثي متفائلاً.  إذ قال ممثل كاليفورنيا: “أنا أدعم البتكوين. ولكن هل وصلت إلى المكانة التي تستحقها؟ لا. إلا أنّ أكثر ما يجذبني لها هو تقنية البلوكتشين، وذلك لأنني أحب الأمن”.

لم يستفض مكارثي في هذا الأمر كثيراً، لكنه أشار إلى استحالة اختراق شبكة البلوكتشين الخاصة بالبتكوين وهذا عائد لقدرة الهاش الهائلة. بالإضافة إلى صعوبة ارتجاع المعاملات أو مراقبتها.

وبعد إظهار دعمه للبتكوين انتقل مكارثي للهجوم على ليبرا الخاصة بفيسبوك، مردداً نفس مخاوف النائبة ماكسين ووترز وبنك التسويات الدولية. ما يثير قلق مكارثي هو المركزية والاحتكار اللذان يشوبان مشروع ليبرا للعملة المشفرة. إذ قال: “يمكن لأي شركة كبيرة من أصحاب رؤوس الأموال العملاقة أن تدخل السوق بدفع 10 ملايين دولار أميركي ومن ثم تتسنى لها السيطرة على السوق بالكامل والقضاء على أي منافسة. لذا، لن يكون أمامك سوى استخدام شركة أوبر Uber، ولن يكون أمامك سوى التعامل مع بنك واحد، وبالمثل، لن يكون أمامك سوى استخدام فيسبوك”.

وأشار مكارثي أيضاً إلى حجم البيانات التي بحوزة فيسبوك وإلى أي مدى سيزيد هذا من سطوة وقوة فيسبوك عند اقتحام سوق الخدمات المالية. ويمكننا الربط بين ما يقوله مكارثي وما قاله فيل تشين في مؤتمر إطلاق شركة إتش تي سي HTC لهاتف إكسودس Exodus، والذي تحدث عن أن ليبرا قد تتيح لشركة التواصل الاجتماعي القضاء التام على الخصوصية الرقمية، بحسب موقع بلوكونومي Blockonomi.

انتشار دعم البتكوين

وانضم مكارثي لمجموعة من المستثمرين والإعلاميين البارزين والمبرمجين والسياسيين الذين يعلنون دعمهم للبتكوين.

مارك موبيوس رجل الأعمال والمستثمر الأسطوري واحدٌ من كثيرين بدّلوا مواقفهم حيال العملات المشفرة. إذ أشاد في عامي 2017 و2018 بدور الصين في تضييق الخناق على العملات المشفرة زاعماً أنها لا تُستخدم إلا في الأنشطة المشبوهة. إلا أنه الآن يزعم أنه قد يشتري البتكوين إذا ما استمرت قيمتها في التزايد خاصةَ في ظل قدرتها على النمو كوسيلة للتحويل بلا حدود وفي ظل اتجاه المؤسسات للاستثمار في العملات المشفرة.

وتضم هذه القائمة أيضاً المدير السابق بفيسبوك وأحد مستثمري المخاطر، تشيميث بيليهبتيا. وأشار تشيميث في برنامج سكواك بوكس إلى أن البتكوين هي الوسيلة المثلى “لتجاوز البنية التحتية النمطية للمعاملات المالية”، ويرى أنه إذا كانت سوق المال غير مستقرة كما يُشاع الآن فالبتكوين ستكون بمثابة “الذهب الذي تبقيه تحت فراش سريرك”.

وبينما تمتلك الثيران الصوت الأعلى، إلا أن الدببة بالطبع أقوى وأشرس. وكما نرى مؤخراً فقد أعلنت الكثير من الشخصيات الأميركية البارزة مناهضتها للبتكوين وغيرها من العملات المشفرة.

 في مؤتمر صحفي، صرح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، بأن العملات المشفرة مثل البتكوين تستخدم لتسهيل عمليات تجارية غير شرعية تقدر بمليارات الدولارات. يزعم منوشين بأن من المعروف أن البتكوين وغيرها من الأصول اللامركزية تخدم بعض الأنشطة الإجرامية مثل التهرب الضريبي والخطف والابتزاز وتجارة المخدرات والاتجار وتهريب البشر. وبالتالي فإن وزير الخزانة يعتبر العملات المشفرة “قضية أمن قومي”.

تأتي تصريحات منوشين بعدما انتقد دونالد ترامب علانية البتكوين وليبرا على تويتر موضحاً أنها متقلبة وتدعم الأنشطة غير المشروعة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.