ينتشر استخدم ماكينات الصرافة الآلية الخاصة بالبتكوين في عالم اليوم. حتّى وقت كتابة هذا المقال، فهناك ما يزيد عن 5,000 ماكينة صرافة بتكوين آلية حول العالم، وهو ما يعد زيادة واضحة عن عدد تلك الماكينات في عام 2017 والتي كانت تبلغ 1000 ماكينة. وبينما يعد معظم تلك الماكينات غير مضر، إذ تقبع في زوايا المقاهي ومحطات البنزين، فإن تقريراً جديداً أصدرته السلطات القانونية الإسبانية يشير إلى أن تلك الماكينات تجتذب العديد من الراغبين في غسل أموالهم.

ماكينات صرافة البتكوين تثير جدلاً حول غسيل الأموال

وتعد أحد أكبر الانتقادات الموجهة للبتكوين من المتشككين فيه أنه من الممكن استعماله في غسيل الأموال. مؤخراً، وفي إحدى الحالات، كان ذلك النقد في محله.

فبحسب بلومبرغ Bloomberg، في إبريل/نيسان ومايو/أيار من هذا العام، فإن فرع الحماية المدنية من الشرطة الإسبانية قد تمكن من الإيقاع بمخطط غسل أموال استعمل البتكوين لهذا الغرض. واستخدم الأشخاص الثمانية الضالعين في هذا المخطط 9 ماكينات صرافة بتكوين لتحويل ما يزيد عن 10 ملايين دولار أميركي إلى تجار المخدرات والمهربين.

وأشار تقرير الحماية المدنية إلى أن المتهمين قد اشتروا عملات مشفرة من ماكينات صرافة العملات المشفرة من أجل غسل جزء من المبلغ من “منصات الإتجار غير المتشككة” ثم قاموا بوضع تلك الماكينات في أماكن عادية. وبعد ذلك، شرع أعضاء المجموعة في إيداع النقود التي يرغبون في غسلها في تلك الماكينات، والحصول على كوبون بعملة مشفرة، ثم استبداله من منصات تداول العملات المشفرة في مقابل عملات بتكوين، والتي من الممكن إرسالها إلى زعماء عصابات المخدرات.

وبطريقة ما، لم يكشف الاتحاد الأوروبي أو قوانين مكافحة غسيل الأموال الإسبانية عن تلك التعاملات في بادئ الأمر، ولا حتّى تلك التي جرت مع منصات تداول الأصول المشفرة. ولذلك، طرح البوليس الإسباني مسألة استخدام ماكينات صرافة البتكوين الأمر برمته على طاولة مكافحي غسل الأموال.

ومن الجدير بالذكر أن قوانين الاتحاد الأوروبي والتي ستطبق قريباً والمتعلقة باستخدام العملات المشفرة في التعاملات المالية السرية لم تذكر ماكينات صرافة البتكوين، وبدلاً عن ذلك، ركزت اهتمامها على منصات تداول العملات المشفرة والأوصياء على الأصول الرقمية.

فانكوفر ترغب أيضاً في مواجهة الأمر

وصادفت مواجهة إسبانيا للعصابة الإجرامية التي استخدمت ماكينات صرافة البتكوين هوى لدى فانكوفر، إذ ترغب كندا في منع تلك الماكينات، برغم استضافة البلاد لأول ماكينة بتكوين مجسمة. وبحسب تقرير نشر سابقاً على موقع Blocknomi، فإن عمدة فانكوفر، كينيدي ستيورات، قد صرّح لمجلس المدينة في شهر مايو/أيار الماضي أن ماكينات بيع البتكوين يجب منعها.

وتحدثت كريستين دوهامي، وهي محامية من فانكوفر برز اسمها أثناء نقاشات أزمة كوادريغا سي إكس، إلى جريدة ذا ستار The Star بخصوص الأمر، وقالت: “لدى فانكوفر، للأسف الشديد، صلات مع العملات الرقمية التي تستعمل لأغراض سيئة. ولكن على الجانب الآخر، فإن تلك الاستخدامات تتضمن شركات تعمل بشكل سليم وتحاول أن تمرر قواعد تنظيمية لتعمل بصورة أكثر شرعية”.

وإذا ما تم تنفيذ هذا المنع، فإن ذلك سيعني إيقاف عمل 60 ماكينة صرافة بتكوين، وإيقاف مشغليهم عن العمل. ومن الجائز أن يكون ضغط ستيوارت تجاه حظر تلك الماكينات نابعاً من الاقتصاد المستفحل لغسل الأموال في مدينة فانكوفر، والذي سهلته شركات التسويق العقاري والكازينوهات.

وكشف تقرير أصدرته وزارة المالية الخاصة بالمقاطعة أن ما يقرب من 7.4 مليار دولار أميركي قد تم غسلها في مقاطعات فانكوفر وكولومبيا البريطانية في عام 2018 فقط. مما يجعل أي خطوة لتحجيم تلك المشكلة المستفحلة مرغوب فيها بشدة من جانب الحكومة المحلية.

وبرغم الضغط المتجدد للحكومات حول العالم من أجل عرقلة نمو فضاء ماكينات الصرافة الآلية للعملات المشفرة، فإن تلك الماكينات تزداد شعبية يومياً. فبحسب موقع CoinATMRdara، هناك 5 ماكينات جديدة يتم تنصيبها كل يوم. بالإضافة لذلك، فإن الشركة الكندية الناشئة كوين سكوير CoinSquare وعملاق ماكينات الصرافة الآلية كوين ستار Coinstar تنسقان مجهوداتهما من أجل تسهيل وصول الملايين من الأشخاص للبتكوين والإتجار فيها في السنوات القادمة. وكمثال على ذلك، فقد تعاونت كوين سكوير مؤخراً مع شركة جاست كاش JustCash، والتي طورت برنامجاً يسمح لماكينات الصرافة الآلية غير المرتبطة بالبنوك بدعم العملات المشفرة.