في يوم الجمعة 12 يوليو/تموز، أعلنت خدمة بوابة الدفع الجنوب أفريقية باي فاست Payfast أن الشركة ستسقط مدفوعات البتكوين (BTC) بسبب ازدحام الشبكة والرسوم المرتفعة. وأكدت باي فاست على أن للبتكوين عدداً من القيود وعيوب التصميم مما يجعلها “بديلاً غير عملي للنقود”.
ازدحام الشبكة وارتفاع رسوم المعاملات أجبر باي فاست على وقف دعم البتكوين
طبقاً لمنشور مدونة كتبته باي فاست، إحدى أكبر منافذ الدفع الإلكترونية بجنوب أفريقيا، لن يتم معالجة مدفوعات البتكوين بعد يوم 20 يوليو/تموز 2019. وتعد باي فاست مقدمة خدمة شهيرة ومسجل بها أكثر من 80 ألف تاجر وأسسها جوناثان سميت وأندي هيغنز في 2007. ويوضح منشور مدونة الشركة أن الشركة وجدت للأسف عدة قيود و”عيوب في التصميم تنفرد بها البتكوين مما يجعلها بديلاً غير عملي للنقود”. ويشمل ذلك رسوم المعاملات المرتفعة واستغراق عمليات التأكيد وقتاً طويلاً لعملاء باي فاست. وأوضحت الشركة أنها جربت وسائل مختلفة للتخفيف من المسائل المطروحة، ولكنها وجدت أن المشكلة الكامنة وراءها نابعة من جذور أساسيات البتكوين.
وكتبت باي فاست: “دفعتنا تجربة المستخدم السيئة الناتجة عن ذلك إلى إعادة تقييم البتكوين كوسيلة للدفع على منصتنا واتُخذ القرار بوقف دعم البتكوين بداية من منتصف ليل يوم 20 يوليو/تموز 2019”. وأضافت الشركة أن البتكوين كانت يوماً ما تحمل وعداً بأنها ستكون “عملة عالمية ستتيح طريقة أسرع وأرخص وأسهل لتحويل المال على الإنترنت”، ولكن هذا لم يؤتي ثماره أبداً. وأكدت باي فاست: “كان هدفنا هو إتاحة هذا الوعد للمشترين والتجار، ودعم هذا البديل لوسائل الدفع التقليدية”. وتشاركت الشركة الجنوب أفريقية مع منصة تداول العملات المشفرة المحلية لونو Luno لتوفير وسيطاً بين محافظ البتكوين الخاصة بالمشترين وخدمة باي فاست.
وأشارت باي فاست إلى أن المشترين دائماً ما دفعوا المبلغ بالبتكوين، غير أن البائعين كانوا يتلقون الدفع بالراند على حساباتهم. وأيضاً لونو “ثبتت سعر تحويل البتكوين إلى الراند لمدة 10 دقائق”، على غرار عدة حلول لفواتير العملات المشفرة. فعلى سبيل المثال، تستمر فواتير منصة بتباي Bitpay القائمة في أتلانتا لمدة 14 دقيقة. ومع ذلك، إن لم يتم تأكيد معاملة البتكوين الخاصة بشخص ما خلال فترة فاتورة لونو، فعملية الدفع غير ناجحة وسيتم رد المبلغ.
وقال منشور مدونة باي فاست: “ومع ازدياد شعبية البتكوين، أصبح من الصعب على نحو متزايد على الشبكة تأكيد المعاملات بشكل كاف خلال الفترة الزمنية المحددة 10 دقائق. ونظراً لأن الشبكة ليست قادرة على معالجة حجم التعليمات بالسرعة المطلوبة، ينتهي الأمر بأن معظم معاملات البتكوين على منصة باي فاست غير ناجحة”.
اتجاه مأساوي نحو فقدان الأعمال يجعل الاحتفاظ بالعملات المشفرة بدلاً من بيعها الخيار الوحيد
ومع انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال بعض الناس إنهم توقعوا الإعلان، بينما تفاجأ آخرون وكانوا لاذعين قليلاً تجاه باي فاست. وغرد أموري سيشيت مطور البتكوين إيه بي سي Bitcoin ABC عبر حسابه (Deadalnix) على تويتر Twitter قائلاً: “وتستمر المأساة. معالجة مدفوعات أخرى تسقط البتكوين”. وأضاف سيشيت: “باي فاست، ربما ترغبين في النظر في الانتقال إلى البتكوين كاش (BCH) كبديل. وأنت تمرين بالضبط بما كان السبب وراء حدوث الفورك”.
ومع ذلك، قال العضو المشهور في مجتمع المونيرو (XMR) ريكاردو سباغني إن منشور المدونة كان “مقالاً حقيراً من باي فاست عن سبب إزالتها لدعم البتكوين. ويبدو أنهم لا يعرفون أي شيء عن كيفية عمل البتكوين”. ورد أحد الأشخاص على انتقاد سباغني وقال إنه ليس من اللياقة لوم مهندسي باي فاست وسبهم. وقال موضحاً: “إن كانت التقنية لا تلبي احتياجاتهم، فيمكنهم الانتقال إلى حلول أفضل”. وأثار منشور مدونة باي فاست عدداً من داعمي البتكوين كاش للتحدث عن أن هناك حلاً متاحاً في الوقت الحالي أمام باي فاست وأن الشركة عليها أن تجرب البتكوين كاش كبديل.
وتدخل أحد داعمي البتكوين كاش بعد إعلان باي فاست قائلاً: “لم أجرِ أي عملية دفع بالبتكوين في السنوات الثلاث الماضية، وأجريت العشرات بالبتكوين كاش بلا مشكلات وبدفع قروشٍ في الرسوم. وإذا أضفتِ البتكوين كاش فسأجري أعمالي لديك”.
وليست هذه المرة الأولى التي تُبتلى فيها مدفوعات البتكوين بالشكاوى من الرسوم المرتفعة وبطء المعاملات. إذ هناك الكثير من الشركات المعروفة التي أوقفت دعم البتكوين من أجل هذه الأسباب عينها. وفي صيف 2018، أوضح الأخوان باتريك وجون كوليسون، المشاركان المؤسسان لسترايب Stripe، السبب وراء قرار الشركة بوقف دعم البتكوين.
وقد طرح الأخوان كوليسون الأسئلة على مجتمع البتكوين وقالا إن المجتمع واجه مفترق طرق اختار فيه مهندسو البرمجية ضبط البتكوين لتكون نوعاً من “الذهب الرقمي أو مخزن القيمة”. وقال باتريك للصحافة: “في الوقت الذي اتخذنا فيه قرارنا، كان الاتجاه السائد نحو أن تكون البتكوين مخزناً رقمياً للقيمة”. وتمنى لجمهور البتكوين الأفضل في مسيرته للأمام وأكد على أنه “إذا بدأ استخدام البتكوين يتزايد كوسيلة دفع، فسيكون ذلك عظيماً بالتأكيد وسنعود ونضيف البتكوين”.
وقد أوقفت عدة شركات أخرى دعم البتكوين على مر السنوات على الفور تقريباً بعدما بدأت رسوم معاملات البتكوين ترتفع بطريقة غير عملية وأصبحت غير قابلة للتوقع. وأوقفت شركات مثل إكسبيديا Expedia، وديل كومبيوترز Dell Computers، وستيم غيمز Steam Games، وريديت Reddit، وفايفر Fiverr، وباي بال Paypal دعم البتكوين. وبالإضافة إلى ذلك، تخلت عدة شركات ناشئة أيضاً كانت من قبل تتطلع إلى استخدام البتكوين في التطبيقات عن شبكة العملة المشفرة من أجل بلوكتشينات بديلة برسوم معاملات أرخص. وكانت إزالة باي فاست للبتكوين أيضاً أخباراً مهمة على منتدى ريديت وأطلق كثير من داعمي العملات المشفرة على تحرك الشركة بسخرية “فوزاً ساحقاً لمتطرفي البتكوين”.
قال أحد مستخدمي ريديت ممازحاً: “حمداً لله، كل حالات الاستخدام المهدرة يجري إزالتها حتى يكون الاحتفاظ بالعملات المشفرة بدلاً من بيعها الخيار الوحيد المتاح للناس مما سيضمن توفير الثراء الفاحش الناتج عن ارتفاع الأسعار لجميع متطرفي البتكوين بحلول المرة القادمة التي تُخفّض فيها مكافآت البلوك إلى النصف”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.